أحمد المهيري يعيد صياغة لوحات فان غوغ وسيزان ومونيه

ماذا لو عاش فينسنت فان غوغ في الإمارات؟ ما الذي كان سيقدمه في لوحاته؟ يجيب الفنان الإماراتي أحمد المهيري عن هذا السؤال بتقديمه لوحات لمشاهير الفن التشكيلي من رؤية وزاوية جديدة، اذ يعيد صياغة اللوحات العالمية من وجهة نظر إماراتية، فيبرز ما الذي كان يمكن أن يقدمه الفنان فان غوغ، وبول سيزان، وكلود مونيه، فيما لو عاشوا في الإمارات.
ويقدم المهيري هذه اللوحات بتقنية بعيدة عن الرسم والاكريليك، اذ يستخدم تقنية القص بالفرشاة التي يتبع فيها تقنية الفنان في الرسم، ويحيل اللوحات العالمية والأصلية للفنانين الذين يقدم أعمالهم الى لوحات ذات صبغة إماراتية، وإنما من خلال العودة للمرحلة التي عاش فيها الفنانون، بإدخال الملامح الإماراتية الواضحة على اللوحات، خصوصاً في الأزياء والشيلة والبرقع.
وذكر المهيري أن "إنجاز هذه اللوحات تطلب مني الذهاب إلى المتحف، لمعرفة التقنية المستخدمة في اللوحات الأصلية، وتقديمها بالأسلوب نفسه، لأنه لا يمكن تقديم التقنية نفسها من خلال رؤية الصور فحسب". وأشار الى أنه قدم ثلاث لوحات، الأولى لفينسنت فان غوغ، والثانية لبول سيزان، والثالثة لكلود مونيه، مشدداً على أنه يتبع العمل الأصلي في الشكل الأساسي، ثم يضع الإضافات التي يأخذها من لوحات أخرى للفنان تم جمعها بأسلوبه في القص. أمّا السبب وراء هذه الأعمال، فشدد المهيري على أنه ينطلق من غياب وجود محور حقيقي للفن في المنطقة، طارحاً مجموعة من الأسئلة ومنها، لماذا هذه الأعمال اشتهرت؟ وماذا كان سيقدم الفنان لو عاش في الإمارات؟ وهل البيئة التي ولد فيها الفنان وأثرت في فنه هي التي أنجحت العمل أم أنها عقلية الفنان؟ وأوضح أن الغرض من هذه الأعمال ليس الابتكار وإنما التوعية الفنية من خلال استخدام التقنية الفنية المستخدمة من قبل الفنانين، فهذا يسهم في التثقيف الفني، وكذلك إبراز المنحى الإماراتي من خلال التوجه العالمي، فكثير من الناس اعتقدوا أن هذه اللوحات أصلية.
واعتبر المهيري أن التقنية التي استخدمت كان الغرض منها التفاعل، حيث أخذت من خلال مجموعة من اللوحات، معتمداً على فرشاة صممت كي تقوم بقص اللوحات، مشدداً على أنه يبتكر أكثر من فرشاة لكل فنان بحسب التقنية التي يستخدمها. ولفت إلى أنه بعد القص والتجميع يطبع اللوحات على كانفاس معتمداً على وسائط خاصة، فتبدو التفاصيل التي أضيفت إلى اللوحة تماماً كما لو أنها تابعة للوحة.
واعتبر المهيري أن الدراسة التي قام بها في هذه الأعمال كانت من أجل تقديم ما يبرز التكوين، وإنما بالعودة الى الوقت الذي رسم فيه الفنان، ولهذا اعتمد على الملامح الإماراتية في تلك الفترة وليست المعاصرة. وشدد على أن الأعمال وجدت الكثير من الاستحسان، فهذا العمل الفني، لا يقل عن أعمال تدعي أنها أصلية. أما الوقت الذي يستغرقه العمل، فيصل الى 10 أيام لكل لوحة، ويصدر من اللوحة نسخة واحدة فقط.
أما اللوحات الأسهل في التقنية المبتكرة لهذه اللوحات، فبين المهيري أنها لوحات فان غوغ، علماً أنه تقنياً تبدو الأصعب، ولكن بول سيزان لديه في اللوحات ما هو جاف ولامع ولهذا هو الأصعب، في حين أن فان غوغ يقدم لوحاته وفق ايقاع متجانس ومتشابه، أما مونيه فلوحاته خفيفة التكوين وجافة جداً.
وأضاف المهيري "استخدمت في تقديم عمل فان غوغ ثلاث وسائط، بينما في لوحات سيزان وصل العدد الى تسع". وأشار الى أن طبيعة الموضوع هي التي تحدد سهولة أو صعوبة اللوحة، ففي أعمال سيزان يظهر كيف تعبر الأدوات عن الإنسانية، فلوحة "المرأة الإيطالية" التي قدمتها، كانت ترتدي ملابس تشبه الزي الذي كانت ترتديه المرأة الإماراتية، وهذا يبرز تشابه الحضارات، مشدداً على أن التفاصيل الإماراتية التي أضافها الى هذه اللوحة كالشيلة والبرقع أخذها من لوحات أخرى للفنان ولوحات قدم فيها فواكه.
ولن يكتفي المهيري بتقديم هذه الأعمال الثلاثة، اذ أكد أنه يسعى إلى أن تصل مجموعة الأعمال العالمية التي يريد تقديمها بأسلوبه إلى 10 لوحات، مشيراً إلى أن اختياره للأعمال، يأتي بعد دراسة معمقة لتاريخ الفنان، وكذلك تاريخ الرسم، ولا يقوم بأعمال رسام لم يتشبع بتاريخه، فهو يحتاج للدخول في عقلية الرسام ليرى كيف يمكن أن يرى الإمارات فيعيش الحالة وميوله.