بغداد – نجلاء الطائي
بحثت أمسية ثقافية بغدادية حملت محبة وتضامن الشعوب والأصدقاء، في توقيع كتاب "الهوية المسيحية في الرواية العراقية" للباحث والإعلامي عماد جاسم في ملتقى رضا علوان الثقافي، جمعت مبدعين وأحبة احتفلوا بمنجز معرفي بعيدا عن رتابة وقتامة الأيام ، شاركوا بكلماتهم ومداخلاتكم ليذكروا أن هويتهم العراقية تدفعهم لحماية الاقليات ومناصرة قيم التنوع والتمدن لتنير معرفية قادمة، سنغني للعراق الذي نحب وسنمهد لليل بغداد المعتق بالجمال ، وسط عزف مقطوعات موسيقية بألة العود .
وكتاب "الهوية المسيحية في الرواية العراقية" دراسة تحليلية ما بعد ٢٠٠٣ للإعلامي عماد جاسم ، توالت دار الشؤون الثقافية الطباعة والتوزيع ، تضمن دراسة تحليلية لسبع عشرة رواية عراقية ، تناولت قصصا وحكايات للمسيحيين في فترات من تاريخ العراق وعلاقتهم بالارض والبيئة التي عاشوا بها اضافة الى اسباب الهجرة .وقدم الباحث الدكتور جاسم الساري شرحا عن مفهوم الهويات الفرعية وتحديدا الهوية المسيحية ، وكيف سلط كتاب مسلمين الضوء على تاريخها وشخصياتها لدورهم في التنوير والثقافة ، مشيرا الى أن دراسة الشخصية المسيحية ليست ترفا فكريا بل نشاط انساني ضروري يسهم في تحديد الهوية والارتقاء بها
وبين الإعلامي عماد جاسم ، أن الكتاب محاولة وطنية واخلاقية وانسانية لمكون عراقي مهم ، نريد ان نتمسك به من خلال الفكر والادب الروائي الذي قدم بعد ٢٠٠٣ ، وكان ترجمة حقيقية لمشاعر المسيحيين والمسلمين تجاه المسيحيين ، منوها إلى أنه بالأصل دراسة ماجستير حصل خلالها الكاتب على درجة الامتياز في مجال النقد والأدب الحديث .
وأضاف جاسم أن، الكتاب يعد من الدراسات النادرة والجريئة من وجهة نظر بعض الاكاديميين للهويات الفرعية مع قراءة معمقة للهوية العراقية والهوية المسيحية عبر الغوص في تحليل سبعة عشر رواية عراقية تناولت قصصا وحكايات المسيحيين في فترات متباينة من تاريخ العراق وعلاقتهم بالارض والبيئة التي عاشوا بها ، اضافة إلى أسباب هجرة المسيحيين وما تعرضوا من مضايقات بعد هيمنة الإسلاميين على الحكم في العراق .
واسترسل الإعلامي الحديث، عن كتابه الذي شمل ٢٨٨ صفحة من القطع المتوسط وبمقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ونتائج ، تضمن إلقاء الضوء على اعمال احد عشر روائيا بعضهم من المسيحيين داخل العراق وخارجه واخريين ، امثال انعام كجه جي والروائي سنان انطوان والكاتبة ميسلون هادي واحمد سعداوي وميثم الحلو والروائي ناظم العبيدي. واعتبر الكاتب محاولته الفكرية للتعريف عن أزمة الهوية الشخصية ما بين الهوية المسيحية والهوية الوطنية وما تعرضت له الشخصية المسيحية، من تطهير ثقافي كبير وفي جانب اخر رغبات ونزوع بالهجرة لدى الشخصية في اجيالها الجديدة عن اجيالها السابقة وتغليب هويتها الفرعية .
وكان للكاتب حسن هادي زبون، إطلالة على هامش الاحتفاء اشار خلالها إلى أن كتاب "الهوية المسيحية في الرواية العراقية" يتخذ منحئا بحثيا استقصائيا من خلال دراسة ١٧ رواية محصورة ما بين ٢٠٠٤ و٢٠١٥، وموضوعات لم يسلط عليها الضوء عبر مناقشة حيادية للهوية المسيحية من زوايا نظر متعددة واهمها دورهم المميز في رسم الصورة المدنية والجانب التثقيف.