الرباط - فاطمة عاشور
تستعد مدينة ايموزار كندر (تبعد عن فاس بـ 30 كم)، لاحتضان الدورة العاشرة لمهرجان "سينما الشعوب" في الفترة الممتدة من 7 إلى 10 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وستعرف التظاهرة الفنية تكريم السينمائيين المغربي سعد الشرايبي، والتونسي الطاهر لوحيشي، إضافة إلى عرض فيلمين روائيين طويلين، في إطار فقرة التكريم، الأولى من توقيع سعد الشرايبي
بعنوان "عطش" و"نساء في مرايا"، والثانية من توقيع الطاهر لوحيشي بعنوان "ظل الأرض" و"رقصة الريح".
وستُخصَّص فقرة "عين على مهرجان سينمائي دولي" للانفتاح على تجربة مهرجان "أوف كور تروفيل"، بمشاركة صامويل براط، فيما ستنظم ندوة "وظائف الصورة السينمائية في المجال المغاربي" بمشاركة نقاد وباحثين من المغرب وتونس والجزائر، وسيتم توقيع الإصدار السابع من إصدارات نادي ايموزار للسينما، وهو كتاب بعنوان "دلالة المقدَّس في السينما المغاربية"، كما سيُعرض فيلم قصير بعنوان "هارد" للمغربي علي الصافي، إضافة إلى عرض الفيلم الروائي الطويل "باماكو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو.
وتتَميَّز الدورة بإحداث مسابقة دولية للفيلم القصير مفتوحة في وجه الأفلام الروائية والوثائقية ذات الأهمية الثقافية، وتدور تيمة هذه المسابقة المحدثة عن "الحوار بين الحضارات والثقافات والشعوب"، بالإضافة إلى المسابقة المبرمجة ضمن فعاليات المهرجان، وستتنافس أفلام من دول عدّة، للظفر بـ 5 جوائز تخص الجمهور ولجنة التحكيم الخاصة وأحسن لقطة وأفضل "تثمين لثقافة شعب"، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى للدورة، و تضم لجنة تحكيم المهرجان هذا العام في عضويتها من المغرب كل من المخرج علي الصافي والكاتب حسن اد بلقاسم والممثلة فاطمة عاطف، ومن الجزائر الياس بوخميشة والمخرج التونسي وسيم القربي.
ومن الأفلام القصيرة المغربية المرشحة للتنافس في هذه المسابقة، "وأنا" للحسين شاني، و"نعل أيوب" لمجاهد بوجنان، و"القردانية" لعبد اللطيف فضيل، و"عملية 22" لحميد عزيزي، و"الوصية" لعلال العلاوي،"نحو حياة جديدة" لعبد اللطيف أمجكاك و"أسير الألم" لبوشعيب المسعودي، وفيلم "الدقيقة 102" من إنتاج مغربي إسباني ، إضافة إلى أشرطة "عيد ميلاد" للجزائري إدريس بنشرنين، و"السينما بعيون.." لإيناس بن عثمان من تونس، والفيلم الألماني "1944"، وتشارك السينما الكيبيكية في هذه الدورة، بأفلام "كراك بوم هي" لتيري بوفارد، و"خط النهاية" لسيمون بوبري، و"سمك" لسيباستيان دوكاي، و"رجل الفضاء" لبيير بولنجير، بينما تحضر السينما الشيلية بفيلم "امرأتان" لميشيل توليدو، والسينما الألبانية بشريط "الدموع المالحة" لمارسيلدا بالا".
وتحضُر السينما الفرنسية بأفلام "المنبع" لناتاشا لريس وشارلين، "هبوب الريح" للريس مينوس و"استنطاق" ليان أويليس، في الوقت الذي تشارك فيه السينما المكسيكية والكاميرونية على التوالي بفيلمي "مد وجزر" لكارل كاراردو كارسيا، و"طاكسي" لجاسيكا إملين كبيزلي.
وعلى الرغم من أن المهرجان يحتفي بدورته العاشرة إلا أن منظِّميه يُحِسُّون بنوع من التهميش والإقصاء لدعم تظاهرتهم الفتية.
ويؤكِّد المدير الفني للمهرجان حميد اتباتو في هذا الصدد أن مهرجان سنيما الشعوب لم تأت به ثقافة الإعلان والبهرجة، أو القداسات الرسمية وثقافة الولائم، بل استدعاه وعي الحاجة إلى فعل ثقافي مختلف وأصيل و فاعل، يُهمه المساهمة في إنضاج الوعي الفني، وخدمة الممارسة الثقافية الدالة.
وأوضح الناقد السنيمائي حميد اتباتو "اختيار" الفعل الثقافي الفقير "لا يعني أننا لا نبحث عن إمكانات ودعم كل الجهات التي من حقنا عليها أن تدعمنا، ولا يعني أننا سنوفر على أنفسنا عناء دق ّكل الأبواب المشروعة من أجل الارتقاء بمستوى المهرجان وتطويره، وحتى لو قدر أن نحصل على إمكانات أيًا كانت أهميتها لا يعني قطعًا أن نغير من قناعاتنا، أو أن ننجذب للبهرجة والخواء، لكن حين نصد ويتم تجاهلنا سيكون "خط الفعل الثقافي الفقير" رهاننا للتقدم، ويكون نبل العطاء النوعي للمرتبطين بمشروعنا هو وقودنا الحقيقي للاستمرار، فالأساسي أن نستمر بجلدنا الأصيل".