دمشق - جورج الشامي
أعلن الملتقى التشاوري الأول لأطياف محافظة الحسكة ، أنه "نتيجةً لتعقيدات الوضع السوري، ولخصوصية محافظة الحسكة التي تمتاز بتنوعها الجميل، وما يتبع هذا التنوع من ثقافة متوارثة بين كل المكونات ترتكز على التسامح والمحبة والاحترام، كان من الواجب عقد هذا الملتقى للوصول إلى ميثاق شرف، يرسم خطوط المستقبل بعيداً عن الضبابية والشك والتوجس". الملتقى أنهى أعماله الأربعاء
في 30 تشرين الأول "أكتوبر" في مدينة أورفا التركية، تحت عنوان "التأسيس لثقافة مدنية، وفكر حر ديمقراطي، خالٍ من العقد، يصل بنا إلى تشاركية حقيقية فاعلة وخلاقة".
وأعلن دحام السطام الملحم، المنسق العام للتجمع الديمقراطي السوري أنه "نظراً لما تعانيه محافظتنا الغالية من نزاعات يحاول البعض تسويقها كنزاعات عرقية أو طائفية، وحرصاً منا على جعل محافظة الحسكة نموذجاً يحتذى في التعايش والرقي، سعينا إلى عقد ملتقانا الأول، ملتقى أطياف محافظة الحسكة".
وقد خرج الملتقى ببيان ختامي أعلن فيه "تم الاتفاق بين جميع المكونات من عرب وكرد وسريان، على إنهم جميعاً يتمنون أن تكون سورية القادمة دولة اتحادية لا مركزية، وهي واحدة بجغرافيتها وتاريخها وشعبها, ولا مكان للغلو والشوفينية والشعوبية و التطرف فيها, كما أكد البيان على مبدأ الحوار لتأسيس التشاركية الحقيقة الفاعلة في إدارة شؤن المنطقة وذلك بالتوصية لإنشاء إدارة مدنية ذاتية من مختلف المكونات مهمتها إيصال الخدمة للمواطن والإشراف على سير عمل المؤسسات والمرافق المهمة والمرتبطة بحياة المواطن اليومية".
وأوصى البيان "بترسيخ الحرية والعدالة الاجتماعية، واحترام الموروث الثقافي للجميع واعتبار هذا الموروث هوية مشتركة للكل، والتواصل والعمل داخلاً وخارجاً لتفعيل عملية المصالحة الوطنية الشاملة، والتوافق على تشكيل لجنة من الداخل والخارج مهمتها التحضير لملتقى وطني شامل لتجاوز جروح الماضي القريب والبعيد، وإيجاد الهيئات اللازمة والموثوق بها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لانجاز هذه المصالحة بالسرعة المأمولة حفظاً للسلم الأهلي والأمن المجتمعي".
وأكد البيان على "تفعيل العمل الإعلامي عبر كوادر متخصصة من خلال المطبوعات والنشرات والصحافة الالكترونية ووسائل الإعلام المختلفة لتشكيل ثقافة مشتركة وجديدة تبنى على أسس التسامح والمحبة وقبول الأخر، مع ضرورة التخلص من كل مظاهر وسلوكيات العهد الشمولي البائد في جميع مناحي الحياة، وتعويض المتضررين من سياسياته الجائرة".
من جانبه، أعلن الكاتب السياسي أحمد موسى انه "في جو من التآلف والمحبة، وبعد مناقشات جادة، لمسنا من الأخوة العرب التفهم الكبير لمطلب الشعب الكردي، بأن تكون سوريا الجديدة اتحادية، لا مركزية". وأضاف: "هذا هو الشكل الأمثل والأوسع للحالة الوطنية السورية، وإحقاق الحقوق الكردية، في خطوة متقدمة ومباركة".
وكان الملتقى قد بدأ فعالياته بعد ظهر الثلاثاء في 29 تشرين الأول "أكتوبر"، بدعوة من التجمع الديمقراطي السوري، وبرعاية المنتدى السوري للأعمال، بحضور مكون واسع من أطياف محافظة الحسكة.