دمشق - جورج الشامي
تقّدمت المملكة العربية السعودية منذ أيام بمبادرة فتحت من خلالها المجال للسوريين بتأدية فريضة الحج بإشراف "الائتلاف الوطني السوري" بعد أن خلا بيت الله الحرام في مكة المكرمة من الحجاج السوريين الموسم الماضي للمرة الأولى منذ مئات السنين، هذا وقد قبل الائتلاف هذه المبادرة معتبراً أنها
تسهم في إظهار قضية السوريين في الحج، وتذكر الأمة الإسلامية بواجب نصرتهم وخطورة ما يتعرض لهم إخوانهم في سورية خلال الحرب التي شنها النظام ضد شعبه.
ومن جانبه شكل "الائتلاف السوري المعارض" لجنة عليا للحجاج السوريين لتنظيم أمور الحجيج السوري، وجاء قبول الائتلاف بالقيام بهذه المهمة في بيان اللجنة: "نظراً لعدم شرعية النظام، وخطوة في معركة نزع الشرعية عنه إن كانت له شرعية بالأصل، وتشجيعاً للدول على أخذ مزيد من خطوات الاعتراف العملي بالائتلاف الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري".
وأعلن "الائتلاف" في بيان لـ "اللجنة العليا للحج" التابعة له، عن اعتماد 8 مكاتب 5 منها خارج سورية و3 داخل الأراضي السورية، لتلقي طلبات الحج من السوريين الراغبين في أداء فريضة الحج، كما حددها ضمن شروط معينة، وفي فترة محددة.
وقال الائتلاف، في بيان نشره عبر موقعه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه اعتمد مكاتبه خارج الأراضي السورية في "تركيا في اسطنبول وغازي عنتاب، وفي بيروت، وعمان والقاهرة، وفي الداخل في محافظات الرقة وحلب والحسكة".
كما حددت اللجنة مدة زمنية لتلقي الطلبات "تبدأ من 2 حزيران/ يونيو الجاري، وحتى 27 منه".
وأشار الائتلاف إلى أن "هذه الخطوة تأتي لنزع شرعية النظام، وتشجيعاً للدول على أخذ المزيد من خطوات الاعتراف العملي بالائتلاف، كممثل شرعي للشعب السوري".
وكان رئيس لجنة الحج العليا بـ"الائتلاف الوطني" المعارض، محمد أبو الخير شكري، أعلن في نيسان الماضي، أن "نحو 20 ألف سوري سيؤدون فريضة الحج هذا العام، من خلال الحصول على التأشيرة اللازمة من السفارات السعودية فى تركيا والأردن ومصر ولبنان".
ويأتي ذلك بعدما كانت مديرية الحج بوزارة الداخلية أعلنت في شهر نيسان الماضي الفترة المحددة لقبول طلبات المواطنين الراغبين في أداء فريضة الحج، ضمن الفترة بين 28 نيسان وحتى 30 أيار، حيث انتهت الفترة قبل أيام.
وكانت لجنة الحج العليا في سورية، أعلنت في أيلول/سبتمبر الماضي، عن توقف موسم الحج للسوريين لعام 1433هجري/2012 نظرا لعدم إبرام وزارة الحج السعودية اتفاق الحج في موعدها المحدد، مشيرة أنه رغم قيام اللجنة بكل الإجراءات المطلوبة، لم تقم وزارة الحج في المملكة بإبرام الاتفاق في موعدها كما هو متبع كل عام، بينما لم يتم الإعلان بشأن موسم الحج السنة الجارية.
وتشهد العلاقات بين سورية والسعودية تدهورًا بسبب موقف المملكة من الأزمة في سورية، حيث تؤيد مطالب المعارضة السورية بإسقاط النظام السوري، ورحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، في حين تتهم السلطات السورية السعودية بمشاركتها في إراقة الدماء في سورية ، من خلال دعمها للمعارضة المسلحة.