الجزائر ـ فيصل شيباني
اتجهت الانظار، مساء الجمعة، إلى المسرح الوطني الجزائري أين أعطت مسرحية "الجميلات" للمسرح الجهوي (المحلي) لمدينة عنابة "شرق الجزائر" إشارة انطلاق المهرجان، في حضور وزيرة الثقافة خليدة تومي، والكثير من الوجوه الفنية المسرحية ممن قدموا الكثير من العطاءات للمسرح الجزائري على مدار 50 سنة كاملة من الاستقلال. وتفتح مسرحية "الجميلات" لمؤلفتها نجاة طيبوني، والتي أخرجتها مسرحيًا الفنانة القديرة سونيا، وتقاسم أدوار التمثيل فيها كل من لينده سلام، ليديا لريني، رجاء هواري وكذا آمال مخلوف ومنى بن سلطان، تفتح المسرحية باب زنزانة سجن "سركاجي" في مقاطعة " الحراش " في الجزائر العاصمة، أواخر 1961، لنعيش مع خمس شخصيات واقع قضية وطن في لحظة ذاكرة لآلامهن وبطولاتهن وأحلامهن وعظمتهن. تسلط مسرحية "الجميلات" الضوء على جميلات الجزائر ممن عشقن الوطن، ولأجله اخترن النضال والتضحية لتحيا الجزائر. وقد أرادت المؤلفة نجاة طيبوني أن تهدي مسرحيتها التي تكفل بالجانب السينوغرافي فيها حبل البوخاري، وأنتجها المسرح الجهوي (المحلي) لعنابة في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للاستقلال، إلى كل جزائرية تصدّت من موقعها للاستعمار الغاشم، وشهيدة أسقت بدمها الطاهر أرض الأبطال وأيضا لكل مناضلة ذاقت العذاب وحكم عليها بالإعدام أو بالسجن المؤبد. وتقول نجاة طيبوني في كلمتها المقدمة للمسرحية: "رجال ونساء ضحوا من أجل هذا الوطن العزيز، فاطمة نسومر قادت رجالاً في ساحة الفداء وعلي لابوانت لم يقل لحسيبة، أنت امرأة ليس لك الحق في الاستشهاد. والمستعمر حين حكم بالإعدام لم يفرّق بين الرجل والمرأة". ستكون هذه المسرحية إشارة انطلاق الدورة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، التي ستدوم إلى غاية الثاني من شهر جوان، في أول دورة تقتصر على عشرة أيام، بعدما دأبت الدورات الماضية على الاستمرار لمدة خمسة عشر يومًا، وإن كانت لجان التحكيم لطالما أعطت توصيات لإدارة المهرجان بتقليص مدته إلى عشرة أيام، إلا أن الظاهر أن أسبابًا متعلقة بالموازنة هي التي دفعت بها إلى اتخاذ هذا القرار. ولئن كان بعض المتابعين يرون في استمرار المهرجان رغم المشاكل التي تعصف بالمسرح الوطني منذ فترة نجاحًا، فإن جمهور المسرح المتعطش إلى تمضية تجربة مسرحية فريدة يأمل في أن يكون مستوى العروض أحسن من الدورة السابقة التي شهدت سقطات غير محمودة، والواقع يدفع إلى عدم التفاؤل كثيرًا، خاصة أن الكثير من العروض المشاركة في المسابقة الرسمية أُنتجت في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، وهي عروض أُنتجت على عجل، وطبيعتها تمجيدية بطريقة واضحة.