لوحة فريدة لريتشارد هاميلتون

يجد المتابع لهذا النوع من الفن التهكمي أن صورة "المسخ المعاصر" تجمع بلمسة فنية مبدعة في شكل صورة عملاقة لرئيس حزب العمال "هيو غيتسكيل"، والمطلية باللون الداكن للغول الكبير الذي يرعب الأطفال. لذا يمكن أن نقول انه مزيج فني بين شبح قناع الأوبرا (الذي يشبه إلى حد ما قناع الشبح في فيلم "ذا سكريم ") وعين "جاك ريبر". وإذا إسترقينا النظر الى الأسفل قليلا نجد الفم المرسوم بطريقة تجمع بين الوقار والسخرية، والذقن ذي الشكل الدائري   وقد رسُما بطريقة توحي أن سياسيًا قد أخذت له صورة للتو.

اللجوء الى النووي

قام ريتشارد هاميلتون مخترع "فن البوب" بإلصاق هذا الفن بصبغة سياسية، فكانت بداية هذ النهج من شيطنة "هيو غيتسكيل". وكان "هيو غيتسكيل" شخصية مثيرة للجدل أثارت حفيظة الفنانين حين تخلى عن موقف حزب العمال بالحد من إنتشار القنابل النووية وأتخذ موقفا مغايرًا بالوقوف الى جانب "حكومة المحافظين" بشأن "التسليح النووي".

مشاركة زوجته أعماله الفنية

بدأ ريتشارد هاميلتون" يفكر في عمل فني ينتقد فيه "هيو غيتسكيل" بمشاركة زوجة تيري أوريلي هاميلتون مدشنة حملة "نزع السلاح النووي الدولية CND "، حيث قما سويا بجمع المواد الأساسية لهذا العمل بما في ذلك الرسوم الكاريكاتورية. لكن عندما راحت زوجته تيري ضحية لحادث سيارة عام1962، أستغرق  ريتشارد هاميلتون قرابة العام لكي يعود لاستكمال العمل الفني الذي بدأه من قبل، حيث تعهد بأن يكون هذا العمل رثاءً لذكراها.

إلهام الغضب

كان عمل ريتشارد هاميلتون كرد فعل لما رأه من زملائه الفنانيين الذين نال منهم اللامبالاة بشأن الأمور السياسية، حيث مهد ذلك "لريتشارد" الطريق الى عمل الكثير من الأعمال الفنية التهكمية اللاذعة، بالإضافة إلى قضايا اخرى مهَّدت نفس الطريق التهكمي اللاذع "كالإحتجاجات القذرة أو إحتجاجات عدم الإغتسال" في أيرلندا وإضراب أعضاء الجيش الجمهوري الايرلندي المسجونين عن الطعام.