دبى ـ صوت الامارات
يتميز كتاب «تمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة»، لمؤلفته الدكتورة عزة جلال هاشم بطابعه التحليلي والاستشرافي، فهو لا يكتفي بقراءة تجربة التمكين الإماراتية بل يخلص إلى عدد من التوصيات التي من شأنها أن تفعل هذا التمكين على المستويات كافة.
من هنا، تبرز ضرورة قراءة هذا الكتاب الذي صدر حديثاً عن مشروع «إصدارات» في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، خصوصاً أن مفهوم تمكين المرأة يعدّ من المفاهيم المحورية في الدراسات الاجتماعية والتنمية، وتقديم التسهيلات واتخاذ الإجراءات والبرامج التي تدعم مشاركة المرأة وزيادة فرصها.
وتقدم المؤلفة عبر 122 صفحة قضية تمكين المرأة وكيف حظيت باهتمام مكثف على الصعيد الدولي خلال العقدين الأخيرين، حتى باتت من المؤشّرات الأساسية لقياس مستوى التنمية البشرية في أي دولة، مبينة كيف أسفرت جهود تمكين المرأة الإماراتية عن حضورٍ لافتٍ في مناحي الحياة العامة كافة في فترة قصيرة نسبيّاً هي عمر دولة الاتحاد.
وتوضّح الكاتبة مسار تمكين المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة حتى بات من التجارب المهمة على الصعيدين العربي والعالمي، فقد فاقت معدّلات وجود المرأة في عدد من المؤسسات الرسمية النسب المتحققة للنساء في دول أعرق من الإمارات على صعيد دخول المرأة للعمل العام. ومن هنا، يقوم الكتاب باستعراض تحليلي لعملية تمكين المرأة في الإمارات، محاولاً أن يقدّم خلاصات هذه التجربة الملهمة لمحيطها العربي، كما يقدم توصيات لتفعيل هذا التمكين والوصول به إلى أعلى مستوياته.
كما يسعى الكتاب إلى الكشف عن دور المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الدفع بعملية تمكين المرأة في الإمارات، وصور هذا التمكين المتعددة، المجتمعي والاقتصادي والتعليمي والثقافي والقانوني والسياسي. وقد ركزت الكاتبة على فترة التسعينيات من القرن الماضي حتى عام 2018. إذ تعد التسعينيات هي الفترة التي توسّعت فيها رقعة مشاركة المرأة في العمل العام، وتمثلت بزيادة أعداد المتعلمات والعاملات وبلغت المرأة مناصب إدارية وقيادية عليا في الدولة على مستوى السفارات والوزارات وغيرها.
جاءت الدراسة في ستة أجزاء، يتعرض أولها إلى المرأة في فكر المغفور له الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حين يتناول الثاني عملية التمكين المجتمعي للمرأة الإماراتية، والتَّركيز على الإطار الحاضن لعملية تمكين المرأة في الإمارات، والأمر المهم في هذا السياق هو الدور الجوهري الذي قام به الاتحاد النسائي العام في هذه العملية. أما الجزء الثالث، فيتناول التمكين التعليمي للمرأة الإماراتية، وهو المجال الأبرز لعملية تمكين المرأة في الإمارات، وهو في الوقت نفسه التمكين الذي دفع بالمرأة إلى المكانة التي باتت تحتلها في المجتمع. وفي الجزء الرابع تتناول الدراسة التمكين الاقتصادي للمرأة، وما حققته من حضور كبير ومؤثر في المجال الاقتصادي، وفي الجزء الخامس تتناول عملية تمكين المرأة في المجالين القانوني والسياسي، ويعرض الجزء السادس والأخير تقييم تجربة تمكين المرأة في المجتمع الإماراتي، لتختم الدراسة بعدد من التوصيات لتحقيق المزيد من الدعم والتمكين للمرأة الإماراتية، وتأكيد شراكتها في عملية التنمية.
يذكر أن المؤلفة عزة جلال هاشم كاتبة مصرية تحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وعملت بتدريس العلوم السياسية والفكر الإسلامي في عدد من المعاهد والجامعات، وألّفت وشاركت في تأليف عدد من الكتب منها «عائشة عبدالرحمن: خطاب المرأة أم خطاب العصر» .
قد يهمك ايضا