دبي - صوت الإمارات
تمدد صدى مقطوعات موسيقية متعددة، بعضها شرقي الهوى، وآخر غربي التوجه، في فضاء دبي أوبرا، حيث تحلق عشاق الموسيقى حول عدد من الفرق والمواهب الموسيقية التي تربت على حب الإيقاع، والتي أبدعت في تقديم لوحات فنية مختلفة عن السائد على أرض المنطقة العربية.
فتحت «دانة الدنيا» أول من أمس، مواقعها وقلبها لكل محبي الإيقاع، للاحتفال بيوم الموسيقى العالمي، أسوة بكل دول العالم، وعلى رأسها فرنسا التي أسست هذا التقليد في ثمانينيات القرن الماضي، حيث فتحت هي الأخرى أول من أمس، ساحاتها أمام الفرق الموسيقية لتطرب كل من يتحلق حولها. باحتفالها بيوم الموسيقى، أول من أمس، تكون دبي قد أكملت عشرين عاماً منذ أن سمحت بإقامة هذا التقليد العالمي على أرضها، لتؤكد «دار الحي» من خلاله أن للموسيقى لغة خاصة، قادرة على جمع ثقافات العالم، على المحبة والسلام، وهي الغاية التي طالما سعت دبي إلى تحقيقها، باحتضانها لأكثر من مئتي جنسية، وتظللها دبي بكل سلام ومحبة.
تنوّع
موسيقى كلاسيكية، وبوب وجاز وروك، كلها حضرت في دبي أوبرا إلى جانب الإيقاع الشرقي الأصيل، لتروي عطش عشاق الموسيقى، الذين تابعوا أداء ثلة من الشباب والفرق الموسيقية، وعلى رأسهم المغني الإماراتي حمدان عبري، والأردني كمال مسلم، والسورية لمى صملاجي، والمصري وحيد ممدوح، وغيرهم الكثير، لتأتي «وصلة» كل واحد منهم مختلفة عن الأخرى، ففي حين قدم عبري وفرقة «فانك راديوس»، مقطوعات ساروا فيها على خطى موسيقى الريغي، التي طالما اشتهر فيها الراحل بوب مارلي، أطلت لمى صملاجي، بعدد من الأغنيات الشرقية التي تميزت بصوتها، فكان لـ «حلوة يا بلدي» و«البنت الشلبية» نصيب من قائمتها الطويلة، بينما جاءت مقطوعات كمال مسلم، حاملة لهوية خاصة، فهو أحد أولئك الذين يعملون دائماً على ترجمة مشاعرهم عبر مقطوعات تلامس القلوب، ولذلك يعمد دائماً على تقديم «خلطة موسيقية» خاصة، يقدم فيها الإيقاع الغربي واللاتيني والآسيوي والشرقي معاً في قالب جديد بالكامل، أما المصري وحيد ممدوح، فقد أبدع في تقديم مقطوعات خاصة، شكلت أوتار آلة الغيتار، عمودها الفقري.
«مهرجان يربط الناس وأرواحهم وقادر على عبور الحدود»، هكذا وصف المغني الإماراتي حمدان العبري، يوم الموسيقى العالمي، في حديثه مع «البيان»، وقال: «أجمل ما في هذا اليوم، هو أنه يحدث في الكثير من بلدان العالم في آن واحد، ويجمع الكثير من الثقافات واللغات معاً، وأنا سعيد جداً، بأن تكون دبي ضمن المدن العالمية التي تحتفي بيوم الموسيقى العالمي كل عام، فهذا يخلق لنا بطريقة أو أخرى، عملية تواصل دائم مع ثقافات العالم»، وأشار العبري إلى أن مشاركته في هذا اليوم، تتيح لنسبة كبيرة من الجمهور للتعرف على نوعية الموسيقى التي يقدمها. وقال: «الكثير من الشرائح المجتمعية تعرفنا، ولكن يظل هناك بعض الشرائح التي لا تعرف طبيعة ما نقدمه من موسيقى خاصة، ولذلك اعتبر هذا اليوم بمثابة فرصة لنا لنقدم شيئاً جديداً للجمهور، ليس على مستوى الموسيقى وحسب، وإنما على مستوى العلاقات الإنسانية أيضاً، حيث يفتح لنا هذا اليوم المجال، لأن نبني علاقات صداقة جديدة، مع الجمهور والفرق الموسيقية الأخرى». لا تعد هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الأردني كمال مسلم في يوم الموسيقى، وبحديثه معنا، عاد في ذاكرته إلى عقد التسعينيات، حيث قال: «مازلت أذكر جيداً تلك الأيام التي أمضيتها في فرنسا خلال عقد التسعينيات، عندما اعتدنا النزول إلى الشوارع، للمشاركة في يوم الموسيقى، حيث تمكنا آنذاك من تكوين العديد من الصداقات، بعد أن قدمنا معاً أداءً موسيقياً لافتاً، ولذلك عادة ما أعتبر هذا اليوم بمثابة فرصة للاستماع إلى الموسيقيين الآخرين، ولنشر الفرح والحب والسلام بين الناس أجمعين، وهي القيم التي تمثل روح هذا اليوم العالمي».
تقوية
قدم كمال مسلم، وخلال مشاركته أول من أمس، بعضا من جديد ألبومه المقبل، وقال: «تعودت أن أصنع مقطوعاتي الموسيقية مع فرق مختلفة، بعضها عربية وأخرى غربية، بحيث يكون لكل واحدة منها لمسته الخاصة، الأمر الذي يتيح لنا تقديم موسيقى ذات نكهة مختلفة عما هو سائد على الساحة»، وأضاف: «خلال وصلتي، كانت هناك مشاركة من «إدي مسك» من لبنان، وريد وان من الجزائر، ويفغنيا من أوكرانيا، حيث قدم كل واحد منهم موسيقاه الخاصة، وحاولت من خلالهم أن أوضح كيف تربط الموسيقى بين الناس، وكيف تساهم في تقوية العلاقات الإنسانية بين ثقافات الدنيا، وتساعدنا جميعاً على تكوين الصداقات، وهو أحد الأسباب التي تجعلني اعتبر يوم الموسيقى العالمي، واحداً من أفضل المناسبات التي تجمعنا معاً كل عام».
وقــــــــد يهمك ايضًأ: