أبوظبي - صوت الإمارات
أكدت معالي سارة الأميري وزيرة دولة الإمارات للعلوم المتقدمة، أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، هو تحد كبير استعداداً للاحتفال بخمسينية الإمارات، منوهة بأن التعليم الجامعي متميز ومواكب بمخرجاته للتطورات العالمية، والشباب أمامه فرصة كبيرة يجب استغلالها خاصة مع دعم وثقة القيادة فيهم وبقدراتهم.
وتطرقت معاليها خلال حوارها مع برنامج «استديو 71» في حلقته الأولى الذي أطلقته حكومة الإمارات على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتم بثه أمس، إلى أهمية تأثير تعزيز العلوم المتقدمة على نهضة الإمارات، وكيفية استثمار الأفكار الجديدة في وزاراتنا، وصولاً إلى أهمية إطلاق مشروع استكشاف المريخ، ومواكبة مناهج جامعات الدولة للعلوم المتقدمة، وأهم الإنجازات التي حققتها وزارتها، ودعم القيادة غير المحدود، وصولاً للحديث عن بعض الجوانب الشخصية في حياتها، وتميزها كمسؤولة عن واحد من أهم الملفات في الحكومة الإماراتية.
وشددت على أهمية تعزيز الدراسات والبحوث في العلوم المتقدمة والاستعانة بمخرجاتها كركيزة رئيسية في وضع سياسات حكومية هادفة لتحقيق مستقبل أفضل للإمارات، خاصة ما يتعلق بالقطاعات الاقتصادية الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر في حياة المجتمع، مشيرة إلى أن الإمارات حققت قفزات نوعية في استكشاف الفضاء بأياد وطنية خلال فترة قياسية.
إقرا ايضًا:
"دبي التجاري العالمي" يسعى إلى "توطين صناعة الفعاليات"
وبدأت معالي الأميري حديثها بالتأكيد على أن نهضة أي أمة تعتمد على مدى توفر المعارف الجديدة واستفادتها منها في مشاريعها التنموية، خاصة أن جزءاً كبيراً من هذا التطور يعتمد على تعزيز الاستفادة من العلوم المتقدمة التي تكرس التكنولوجيا في استخداماتها، وصولاً لانعكاس ذلك على الملفات والبرامج الاقتصادية للدولة بمختلف القطاعات.
وذكرت أن أهمية العلوم تكمن في رصد التحديات وابتكار آليات التغلب عليها، بما يسهم في تطوير القطاعات الحيوية التي تمس حياة المجتمعات مثل التعليم والصحة والمياه والأمن الغذائي والطاقة، إضافة إلى دورها في تحديث البنية التحتية المواكبة لمتطلبات المستقبل.
وقالت إن الإمارات قررت الدخول والاستثمار في قطاع الفضاء لأكثر من هدف، يأتي في مقدمتها تطوير كوادر وطنية شبابية متميزة في هذا الشأن للاعتماد عليها في المستقبل، لإدارة مختلف المشاريع المتنوعة التي تعمل عليها الدولة، موضحة أننا نجحنا فعلياً في ذلك عبر وجود هذا الكم الجيد من شبابنا المتميزين في قطاع الهندسة والتكنولوجيا، وإننا مستمرون في تعزيز ذلك مستقبلاً.
وتابعت أن الإمارات خطت خطوات متقدمة في هذا الإطار، خصوصاً في مجال إدارة المواهب البشرية، ومهدت الطريق لجذب وتنمية الأفراد ورأس المال البشري في مجال الابتكار وغيرها من المجالات، مضيفةً أن الاستثمار في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار يعد بمثابة محرك رئيسي للنمو المستدام ولتحقيق اقتصاد قائم على المعرفة، وأن الإمارات حققت قفزات نوعية في استكشاف الفضاء بأياد وطنية خلال فترة قياسية، أبرزها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، الذي ندخل من خلاله سباق استكشاف الكوكب الأحمر، والاستعداد للاحتفال بخمسينية الدولة، وإنجاز تحد جديد في تاريخنا المليء بالإنجازات.
وذكرت أن مجالات علوم الفضاء تعتبر جديدة وحديثة، وفرضت واقعاً جديداً على مناهجنا الدراسية الجامعية، وأنه رغم ذلك فقد استطاعت جامعاتنا مواكبة ذلك عبر تطوير مناهجها ومسايرة المتغيرات العالمية الجديدة، مضيفة أنه لو نظرنا للشباب الإماراتي الذين يعملون على المشروعات الفضائية المتنوعة، نجد أن 90% منهم خريجو جامعاتنا الوطنية، مما يعكس المستوى الممتاز الذي تعتمده جامعات الإمارات، والذي يعطي مخرجات تعليمية متميزة، تعزز الأثر والبصمة الإماراتية في تميزها عالمياً.
ولفتت معاليها إلى موقف مهم جمعها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وكان بعد الإعلان عن إطلاق مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ، حيث أكد سموه على أن الهدف الأسمى الذي يسعى لتحقيقه بالتوازي مع النجاح في هذا المشروع، هو إيجاد جيل جديد من الشباب الإماراتي المتميز والمتخصص، الذي يكون ركيزة انطلاق لما بعده من أجيال واعدة في هذا القطاع، مبينة معاليها فخر سموه بما حققه وما سيحققه الشباب الإماراتي، واعتماده عليهم في تعزيز الإمارات كواحدة من أفضل الدول عالمياً.
وشرحت معاليها أن الشباب الإماراتي مدعو للاستفادة من هذه الثقة الكبيرة التي أولاها قادة الدولة فيهم، واستغلال هذه الفرصة العظيمة لتحقيق نجاحات شخصية ووطنية، تضيف للمجتمع الإماراتي تميزاً وتفرداً، مشيرة كذلك إلى رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودعوته للشباب أن يكونوا «محترفين» في أعمالهم ومتميزين بشكل ملحوظ فيها، لأننا ننافس عالمياً وبهم سوف يتحقق هذا السبق.
وأفادت بأن من أهم مبادرات الدولة في ملف العلوم المتقدمة، هو وجود «مجمع محمد بن راشد للعلماء»، الذي يضم 100 عالم وباحث إماراتي من النخبة الوطنية المتميزة، فضلاً عن إطلاق «ميدالية محمد بن راشد للتميز العلمي»، وصولاً لإعطاء تأشيرة الموهوبين هذا العام لــ20 عالماً، حيث يعد ذلك المرة الأولى التي تعطى لأي شخص في الدولة، بالإضافة إلى «منصة الاختبارات العلمية» التي تضمن استمرار المشاريع والتجارب البحثية دون أي عوائق، وعدم ازدواجية الأجهزة العلمية، لافتة إلى أن أقرب المبادرات إلى قلبها هي «في مدرستي عالم»، التي تربط علماء الإمارات مع طلاب المدارس وإيجاد نوع من التواصل المستمر لحثهم على الدخول ودراسة العلوم في المستقبل.
ورأت معالي سارة الأميري أن هناك تواصلاً وثيقاً مع كافة الوزراء في الحكومة الإماراتية، للاستفادة من الأفكار والمشاريع العلمية التي يتم إطلاقها، والتي يكون لها تأثير إيجابي مباشر على تطور المجتمع، مؤكدة أن معاليهم يعتبرون من أكفأ الكوادر الوطنية الموجودة وأبرزهم على الإطلاق، ما يجعل الأفكار المطروحة تأخذ طريقها التنفيذ والتطبيق بسرعة وفاعلية.
وبينت معاليها أن جدول عمل يومها يبدأ مبكراً، حيث تخصص ساعة صباحية يومياً لمراجعة نشاطاتها وتحديد أولوياتها، ومراجعة ما تم تحقيقه في اليوم السابق، وبعد ذلك تتوجه لمكتبها والاجتماع مع فريق عملها لتحديد خطة العمل، خاصة أن هذا الفريق يضم علماء متميزين يشاركونها مهمتها، فضلاً عن التواصل مع الشركات التي تحتاج لتطوير خططها فيما يخص العلوم والتكنولوجيا في الدولة، ومن ثم متابعة الخطط المشتركة مع مختلف الوزارات.
وتحدثت معاليها عن أسرتها وحياتها الاجتماعية، ولحظة تكليفها بإدارة ملف العلوم المتقدمة في حكومة الإمارات، الذي قالت إنها من أهم اللحظات في حياتها، وإنها توجهت لوالدها مباشرة ليقرأ خبر تكليفها عبر تغريدة رسمية، حيث كانت سعادته طاغية، جعلتها ترى دموع الفرح في عينيه، وفخره بنتاج استثماره الناجح في أبنائه.
قالت معالي سارة الأميري إنها تعلمت الكثير من طفليها خالد وريم، وما يتمتعان به من شغف كبير، خاصة خالد الذي يحب الأرقام ويستفسر دائماً عن الأشياء ومكوناتها، موضحة أنه يبلغ 9 أعوام، قضاها مع معاليها متنقلاً خلال سفرها الدائم في جولاتها العلمية، الخاصة بمراحل تطوير مشروع استكشاف المريخ والبحث عن المطور الاستراتيجي له، وأنه دائم الحضور لاجتماعاتها عبر «الفيديو كونفرانس» مع المتخصصين عالمياً، ولذلك فإنها ترى تطور نجاح هذا المشروع في عيون ابنها وأبناء زملائها، الذين عاشوا هذه التجربة الرائعة معها.
قد يهمك أيضًا :