الرياض - صوت الإمارات
يبلغ طول الرحلة من جدة إلى المدينة المنورة مرورًا بمكة المكرمة 450 كيلومترًا كانت تقطعها الدواب في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) بعشرة أيام، وعلى عشر مراحل، وبعد ظهور وسائط النقل الحديثة والسيارات أصبحت تستغرق من 5 إلى 6 ساعات، لكنها بدت أقرب من حبل الوريد بتشغيل قطار الحرمين الذي يقطع المسافة في مائة وعشرين دقيقة.
وقال الدليل السياحي الذي رافق الصحافيين إلى محطة القطار الحديثة في مدينة جدة "إن النبي صلى الله عليه وسلم، هاجر إلى المدينة برفقة صاحبه أبي بكر رضي الله"،مضيفًا وهو يشير إلى جبل ثور "انظروا لهذا الجبل الوعر والغار الذي اختبأ فيه النبي ومرافقه من مطارديهما".
وجبل ثور ومنه اشتق اسم الغار، يرتفع عن سطح البحر 748 مترًا، وبه صخرة مجوفة بارتفاع 1.25 متر، ولها فتحتان؛ واحدة غربية دخل منها النبي الغار.
اقرا ايضا :
وفاة وافد قفز من سطح المسجد الحرام إلى صحن الطواف
واستغرقت رحلة الرجلان اللذان استطاعا تغيير تاريخ البشرية، منطلقين من وعورة المكان وشعاب مكة 26 يومًا، وذلك لكونهما توقفًا كثيرًا في الطريق، منها ثلاثة أيام في غار ثور وحده، لكن رحلة الدواب من مكة إلى المدينة تستغرق عادة ما بين 8 إلى 10 أيام، بينها وقفات في المراحل العشر التي ترتاح فيها الدواب.
وقال الدليل "أما سيدنا علي بن أبي طالب، فقد قطع هذه الرحلة الطويلة دفعة واحدة من دون توقف، فتورمت قدماه، وسقطت أظافرهما، ليلحق على عجل بالنبي شوقًا إليه".
وبعد تطور وسائل النقل ودخول السيارات الحديثة والحافلات، أصبحت الرحلة تستغرق زهاء ست ساعات، وكان قطار الحجاز ينقل الحجاج من الدولة العثمانية إلى مدينة الرسول طوال أشهر مرورًا بالشام، لكن قطار الحرمين اختصر هذه الرحلة القاسية إلى دقائق لا تتجاوز 120 دقيقة حسب الدليل.
وبعد تدشين "قطار الحرمين" لن تتورم أرجل محبي "المصطفى" جراء السفرة الطويلة، ولن تسقط أظافرها مثلما سقطت أظافر سيدنا علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، ولن يطارد "كفار قريش" ركابه فيضطروا للاختباء في "غار ثور"، سيزورون سيدنا النبي وهم في كامل لياقتهم البدنية والذهنية ليخلو الحبيب بحبيبه، لا يخشى إلا الله.
ؤئ الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين".
وأضاف "يطوي القطار المسافة بين مكة والمدينة في حدود ساعتين، يقطع خلالهما مسافة تبلغ 450 كيلومترًا، بسرعة 300 كيلو في الساعة، وهي سرعته القصوى".
ودشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، القطار السريع الفخم رسمياً في سبتمبر / أيلول 2018، مستغلًا واحدة من رحلاته من جدة إلى المدينة المنورة، إيذانًا بتشغيله الرسمي.
ويمرّ القطار في رحلته بخمس محطات، في كل من جدة ومكة المكرمة ومطار الملك عبد العزيز ومدينة الملك عبد الله في رابغ، من ثم المدينة المنورة، ومحطة جدة التي بدت وزارة الإعلام السعودية فخورة بها، وقد نظمت زيارة لقرابة 400 صحافي وإعلامي من مختلف أنحاء العالم إليها.
ويقول الدليل السياحي بفخر وهو يشير إلى المحطة الفخمة " هذه أكبر محطة مسافرين للقطارات في العالم، وتشمل عددًا من صالات المسافرين، وصالات رجال الأعمال للقادمين والمسافرين، إضافة إلى مواقف سيارات تسع أكثر من ألفي سيارة.
ويتابع مدير المحطة قوله " إن قطار الحرمين عبارة عن خط سكة حديد كهربائي مزدوج، يشتغل عليه 35 قطارًا، تبلغ سعة القطار الواحد منها 417 مقعدًا".
وحسب تقارير، فقد استخدمت في إنشاء القطار أكثر من 1.3 مليون عارضة خرسانية، وأكثر من 4.4 مليون كابل كهربائي معلق، و15 ألف عمود كهرباء، و1.9 مليون متر من كوابل الاتصالات السلكية، وأكثر من 1500 دائرة تلفزيونية، وملايين الأطنان من مواد البناء الأخرى، لينقل خلال العام 60 مليون مسافر.
يقول مدير محطة جدة "إن مشروع قطار الحرمين جزء من رؤية المملكة الطموحة 2030، ويهدف لمواجهة حركة الحج المتزايدة القادمة من أنحاء العالم المختلفة".
قد يهمك ايضا:
المملكة العربية السعودية تستقبل 45 مليون زائر وتوفر مليون مصحف