أبوظبي – صوت الإمارات
يشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام احتفاءً واضحاً بـ"عام الخير"، الذي أطلقه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ليكون 2017 عاماً يعكس النهج الذي تبنته دولة الإمارات منذ تأسيسها في العطاء الإنساني. وحرصت بعض الجهات المشاركة على تخصيص أركان خاصة في أجنحتها لتقديم كتب مجانية للقراء أو خصومات لهم. حيث دعا المجلس الوطني للإعلام في جناحه رواد الجناح للتبرع بكتبهم القديمة لعرضها في ركن خاص بعنوان "مكتبة الخير"، في مقابل حصول المتبرعين على خصم خاص على مشترياتهم الجديدة من الكتب في جناحي "قنديل" و"كتّاب" في المعرض.
وطرحت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في جناحها في المعرض هذا العام خمس مبادرات، ضمن مبادرات الوزارة للتشجيع على القراءة و"عام الخير"، وهي "شاركنا حب القراءة"، و"فريق التطوع الثقافي"، و"صندوق الخير"، الذي يهدف إلى دعم المشروعات الثقافية، بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي،
و"بطاقات السعادة"، و"مختبر الإبداع، بحسب ما أوضح مدير إدارة المكتبات في الوزارة أحمد الهدابي، لافتاً إلى أن هذه المشروعات تهدف إلى تعزيز روح الانتماء والشراكة الاجتماعية لدى المواطنين والمقيمين، من مختلف الأعمار والجنسيات، وتوسيع نطاق العمل الخيري ليشمل مجالات عدة، منها تنمية العمل والوعي الثقافي لدى السكان، بما يخلق مجتمعاً واعياً قادراً على مواكبة تطورات العصر.
ولفت جناح لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في المهرجان اهتمام الجمهور من خلال مبادرة "الخير في وطن الخير"، التي تدعو إلى المشاركة بآرائهم وأفكارهم حول مفهوم الخير في دار زايد الخير، من خلال لوحة فنية بطول سبعة أمتار وعرض مترين، واستجابت فئة كبيرة من زوار المعرض للمبادرة بكتابة مشاركاتهم على قطع ملونة على شكل خريطة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعليقها في سماء الجناح. من جانبها، قدمت أكاديمية الشعر حسماً بقيمة 40% على كل إصداراتها التي تجاوزت الـ160 من دواوين الشعر الفصيح والشعر النبطي، والبحوث المُختصّة، والدراسات الأدبية النقدية والتحليلية.
وضم جناح وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أيضاً صندوقاً لـ"بنك الكتاب"، وهي مبادرة أطلقتها الوزارة في مارس الماضي، ضمن أجندتها للاحتفاء بشهر القراءة في الدولة، لتعزيز ثقافة القراءة وعمل الخير، وتقديم العون للعلم والثقافة من فئات المجتمع كافة، ودعت الأفراد والشركاء والجهات الحكومية والخاصة للتبرع بالكتب لهذا الغرض. وأشار الهدابي إلى أن "بنك الكتاب" استقبل ما يزيد على 20 ألف كتاب من تبرعات الجمهور والجهات الحكومية منذ إطلاقه وحتى الآن، وتم عرض هذه الكتب خلال معرض الكتاب الخيري، الذي تم تنظيمه بجميع المراكز الثقافية، مشيراً إلى أن عائدات معارض الكتب الخيرية ستقدم مباشرة إلى هيئة الهلال الأحمر، للاستفادة منها في دعم المشروعات الثقافية الخيرية في مختلف أنحاء العالم.
وطرحت مؤسسة التنمية الأسرية خلال المعرض ثلاث مبادرات، تصب في "عام الخير"، منها مبادرة "أهديك كتابي"، التي تضمنت تبرع موظفي المؤسسة بالكتب التي لا يرغبون في الاحتفاظ بها، لتقديمها لقراء آخرين ليستفيدوا منها، وبلغ عدد الكتب التي تم التبرع بها 300 كتاب في مجالات مختلفة، كما تم خلال المعرض فتح باب التبرع بالكتب أمام الجمهور أيضاً. أما المبادرة الثانية فتتمثل في "صندوق العطاء"، وهو صندوق يحصل عليه المتبرع ليضع فيه ما يرغب في التبرع به، ويهديه لمن يرغب في التبرع له، لتعزيز روح العطاء بين مختلف الفئات. وتتوجه المبادرة الثالثة إلى فئة الأطفال، حيث تم تحويل كتيبات الرسم والتلوين الإرشادية والتوعوية إلى كتب رقمية على أجهزة "آي باد"، ليتعلموا منها العديد من القيم والمبادئ بطريقة سلسة وبسيطة وجذابة.
وقدمت مؤسسة "المباركة"، ضمن مشاركتها في المعرض، عدداً من الفعاليات الفكرية والثقافية، منها مبادرة الكتاب التفاعلي، تحت عنوان "أم الإمارات.. قصة خير من أبوظبي"، من إشراف ريم الكندي، ودعت زوار المعرض لتدوين أجمل قصصهم وذكرياتهم في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة في الكتاب، عرفاناً وتقديراً لدور "أم الإمارات" في نشر ثقافة الخير والعطاء بين الأجيال والمقيمين في الدولة.