موسكو - صوت الإمارات
بدت العاصمة الروسية موسكو مطلع ربيع هذا العام وكأنها تنفّض عن نفسها غبار الماضي، وترسم لنفسها ذاكرة جديدة، بافتتاح صرح ثقافي - ترفيهي جديد، يرفع راية الإبداع الفني والتقني، على أطلال حديقة كانت تخلد حتى فترة ليست بعيدة، فجر الحقبة الشيوعية، وحملت اسم "حديقة 60 عاما على ثورة أكتوبر". نقطة التحول في تاريخ تلك المنطقة التي تتميز بجمال طبيعتها، كانت في يوم 29 فبراير (شباط) الماضي، الذي يصادف وفق التقويم الروسي، آخر أيام الشتاء، وبداية الربيع. في ذلك اليوم تم افتتاح الحديقة الأولى لعالم حكايات "والت ديزني" في روسيا، أطلقت عليها سلطات العاصمة الروسية اسم "جزيرة الأحلام". ولا تشبه حديقة "والت ديزني" الروسية مثيلاتها في دول أخرى من العالم، إذ أخذ المهندسون بالحسبان طبيعة المناخ الروسي، حيث يهيمن البرد والثلج على الفترة الأطول من السنة، لذلك قاموا بتصميمها لتكون حديقة مغلقة، هي الأكبر من نوعها في وأوروبا. ولهذا تم التركيز في التعريف بالحديقة على موقعها الرسمي، على أنها أول حديقة من نوعها في روسيا، والأضخم في أوروبا "تعمل على مدار السنة وفي جميع الفصول".
وتؤكد الأرقام أنها من أضخم حدائق "ديزني" في أوروبا، إذ تمتد على مساحة 100 هكتار، أو ما يعادل مساحة 140 ملعب كرة قدم. أما الجزء المغلق منها فتبلغ مساحته 300 ألف متر مربع، تنتشر فيه "عوالم حكايات ديزني"، ضمن تصميم فني مميز، من روح تلك الحكايات، وسط مساحات خضراء تتوسطها أو تقف على جانبها "مقاهٍ" يمكن تناول وجبة خفيفة فيها، والجلوس في مكان مريح للاستمتاع بجمال المكان، قبل مواصلة الرحلة بين عوالم حكايات ديزني. ويقول القائمون على الحديقة إنها قادرة على استقبال 50 مليون زائر سنويًا.
وفي تقديمها مشروع الحديقة الجديدة، تقول سلطات موسكو إنه "مشروع تطوير حضري كبير ومهم اجتماعيا. ومجمع ثقافي ترفيهي في المدينة، يهدف إلى تحسين نوعية البيئة الحضرية، وزيادة جاذبية الاستثمار في العاصمة، وخلق فرص عمل جديدة".
وتمثل معالم الحديقة الجديدة مزيجا بين اسميها، الروسي "حديقة الأحلام"، والعالمي "والت ديزني في روسيا"، ذلك أنها الأولى من نوعها في العاصمة الروسية التي تتيح للصغار والكبار فرصة قضاء وقت ممتع في "عالم الأحلام" مع أبطال الرسوم المتحركة والأفلام الشهيرة للصغار من إنتاج "والت ديزني". وتنتشر على المساحة المغلقة، الأكبر من الحديقة، مجموعة من الأقسام أو الأجنحة، يبدو الدخول إليها بمثابة رحلة خيالية في عالم واحدة من حكايات ديزني، مع أبطال تلك الحكاية. ومن عالم "السنافر" الطيبين، ينتقل الزائر إلى عالم "سلاحف النينجا"، ومغامراتهم الشيقة، ومن هناك يلجأ الصغار إلى العالم اللطيف في قسم حكايات "هللو كيتي"، ومن ثم عالم أفلام ديزني الطويلة للصغار، مثل فيلم "ماوكلي في بلاد الديناصورات"، وفيلم "قصر ملكة الثلج"، وغيرها من عشرات الأفلام من إنتاج مخيلة كبار المبدعين في عالم "ديزني". وفي كل "عالم" من تلك العوالم، يلتقي الصغار والكبار مع "أبطال الحكاية"، إذ يجوب السنافر القسم الخاص بحكايتهم، وكذلك يتجول "ماوكلي مع دبه" في عالم حكايته، وهكذا في "عوالم" جميع "الحكايات" ضمن الحديقة. وفضلا عن ذلك يمكن في كل قسم مشاهدة "الحكاية" على الشاشات الكبيرة.
لا يقتصر الأمر على حكايات "ديزني" وأبطالها. إذ تضم الحديقة كذلك قسما كبيرا تنتشر فيه مختلف "ألعاب" التسلية والترفيه التقليدية التي تنتشر في حدائق الملاهي. ما يتيح للزوار، لا سيما الصغار منهم، قضاء يوم مميز ما بين عوالم الحكايات واللهو في حديقة الملاهي. ولم يخلُ الأمر من الجانب "الاقتصادي"، إذ تم افتتاح قسم تجاري خاص، عبارة عن سوق تشبه المراكز التجارية الحديثة، تعرض منتجات "حكايات ديزني"، مع منتجات أخرى من إنتاج ماركات عالمية للصغار. وفي اليوم الأول من عملها زاد عدد زوار حديقة "جزيرة الأحلام"، أو حديقة "والت ديزني في روسيا"، عن 40 ألف زائر.
قد يهمك أيضًا :