أبوظبي – صوت الإمارات
تعتقد الباحثة والأكاديمية الإماراتية الدكتورة فاطمة الصايغ، رئيسة قسم التاريخ في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن عام القراءة في الإمارات الذي رسخه صاحب السمو رئيس الدولة ،حفظه الله، العام الماضي، لا يزال مستمراً في صور متعددة من المبادرات، ومنها تحدي القراءة العربي، وتؤكد حول القراءة وشؤونها: "علينا استثمار هذه المبادرات عبر إعداد إطار وطني شامل لتخريج جيل قارئ، وترسيخ الدولة عاصمة للمحتوى والثقافة والمعرفة".
وأوضح الدكتورة فاطمة الصايغ إن "الكتاب هو وسيلة التّعليم والتّعلم؛ فالإنسان حينما يريد أن يدرس ويتعلّم في مجال من مجالات الحياة المتنوّعة، فإنّه يستخدم الكتاب ويطّلع على ما فيه من علوم ومعارف، وكذلك العالم والمدرّس يعتمد على الكتاب في تدريس الطّلبة وتعليمهم المناهج المختلفة، فالكتاب هو محور العمليّة التّعليميّة والتّربويّة وأداتها الرّئيسيّة، كما أنّه الوسيلة الأهم لزيادة ثقافة الإنسان، فالفرد حين يقبل على قراءة الكتب فإنه ضمناً يتعرّف على ثقافات الشّعوب المختلفة وينهل منها، كما أنّه يزيد إلى ثقافته باستمرار كلّ جديد".
وتتطرق الصايغ إلى جيل اليوم وتصفه بـ (الحائر، ماذا يقرأ؟ وكيف يقرأ)، وتقول: "هنا يأتي دور المدرسة والجامعة والإعلام والمؤسسات ذات الصلة، لعمل حملات تنويرية لتشجيع القراءة، وتكريس أهمية المبادرات التي تطلقها الدولة، لبناء جيل قارئ، باعتبار القراءة كانت ولا تزال من أهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة".
وعن قراءاتها في شهر رمضان قالت الصايغ: بحكم انشغالاتي طوال العام في العمل الأكاديمي، أجد في هذا الشهر العظيم فرصة ثمينة لكي أقرأ في تخصصي في مجال التاريخ والسياسة، ثم الأدب والشعر والرواية، ثم الكتب الجديدة التي تصدر باللغة الإنجليزية في مكتبات عالمية.
وأوضحت الصايغ أن عبقريات عباس محمود العقاد الإسلامية، هي من أكثر الكتب التي أثرت في مسيرتي الكتابية، ويعتبر كتاب عبقرية محمد بالنسبة لي أحد أهم الكتب التي قام بتأليفها العقاد عن عبقرية النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والتي تتجلى في أفعاله، وهذه الكتب ما زالت راسخة في ذهني حتى اليوم، بل وأستلهم منها الكثير في مجال ما أنشره من كتب في تاريخ الإمارات والمنطقة.
وجهت الصايغ نصائح كثيرة للقراء من شباب اليوم، فقالت لهم إن القراءة النافعة هي مفتاح النجاح، ولا يمكن لأي فرد حتى الإداري، أن يحصد النجاح من دون خلفية ثقافية يبنيها من قراءة انتقائية متواصلة تصقل مهاراته وذاكرته، وتصفي ذهنه. ووصفت القراءة النافعة بالرياضة العقلية التي تمد الإنسان بالصحة النفسية، وأن شهر رمضان ربما هو الأهم، كونه يفتح أمامنا مساحة لقراءة متأنية هادفة.
وأوضحت الدكتورة فاطمة الصايغ أنّه ليس من العسير بناء قارئ انتقائي، وبخاصة أننا في دولة الإمارات، ومن خلال عديد المبادرات والمشاريع الثقافية، نسعى إلى استثمار الوقت وتنظيم حياة الشباب وخاصة من هم على مقاعد الدراسة، ثم تحصينهم ضد الفكر والثقافة المتطرفة، وقالت: علينا أن ندربهم كيف يختارون كتبهم وكيف يقرؤونها، ليس في ساحات معرض الكتب، بل في البيت والمدرسة والجامعة، حيث يجب تخصيص وقت للمطالعة فيهما لكتب جديدة ومفيدة ومعاصرة وطليعية غير الكتب المنهجية، في إطار قراءة يومية، تساعدهم على التحليل في عديد القضايا المحلية والعالمية.