"يولة فزاع"

على أنغام "الله على دبي"، التي صاغ ألحانها فايز السعيد، وكتب كلماتها الشاعر سعيد بن مصلح الأحبابي، لتتحول إلى ترنيمة رئيسة بصوت ميحد حمد، لمنافساتها هذا العام، انطلقت فعاليات الدورة الـ17 لبطولة فزاع لليولة، التي ينظمها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، قي قلعة الميدان بالقرية العالمية.

وجاءت انطلاقة البطولة، التي نجحت في المحافظة على جمهورها بصبغة "ذهبية"، وإبهار حداثي رافق المحتوى التراثي للبرنامج، تصدره مشهد شاشة كريستالية كبيرة عكست ما بدا وكأنه شذرات ذهبية منثورة، توسطت ثلاث شاشات أخرى أقل حجماً، في حين مالت الألعاب النارية التي صاحبت الانطلاقة أيضاً إلى اللون نفسه.
وعلى صعيد المحتوى شهدت البطولة أيضاً تغييرات جذرية لتقترب بإثارتها من صيغة برامج اكتشاف المواهب، حيث تم تقسيم المتنافسين لثلاث مجموعات مختلفة، يشرف على كل منها أحد اعضاء لجنة التحكيم، وهو التطور الذي اعتبره أقدم أعضاء اللجنة راشد الخاصوني، أيضاً "ذهبياً" من حيث القيمة، و"عبقرياً" في ما يتعلق بفكرته وقدرته على إثارة حماسة المتسابقين والجمهور.

واختارت اللجنة المنظمة للبطولة الفنان حمد العامري، ليكون أول الأصوات المستضافة في الفقرة الفنية، التي بدأها بـ"نور الأوطان"، وختمها بـ"يبقى العلم مرفوعاً"، في حين كان الشاعر محمد بن مشيط المري، أول ضيوف الفقرة الشعرية، عبر قصيدة تغنت بالاتحاد وعددت مآثاره قام بإهدائها إلى سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.

ودفعت القرعة المتسابق حمد بالكديدة الفلاسي، الذي يشرف على تدريبه عضو لجنة التحكيم حمد بالعوس الدرعي، ليكون أول الصاعدين إلى قلعة الميدان في الدورة الجديدة، من أجل المنافسة على انتزاع بطاقة التأهل الأولى، حيث ركز الفلاسي على تأدية حركات اليولة الأرضية ودوران السلاح وكل المهارات العامة، لكنه لم يتمكن في الوصول بمهارة رمي السلاح إلى الحد الذي يسمح له بقرع الجرس، كون رمياته لم تتجاوز ارتفاع 17.5 متراً، رغم إقدامه على محاولتين مختلفتين، لكنه حصد علامة تحكيمية جيدة وهي 46 نقطة.

وباعتباره أول متسابق خليجي في هذه النسخة من البطولة تقدم العماني سعيد الوهيبي، لأداء فقرته وسط مساندة جماهيرية ملفتة، أعادت إلى الأذهان المساندة التي لقيها يويلة عُمانيون في بطولات سابقة، وبالفعل نجح الوهيبي في قرع الجرس وإضافة 2000 نقطة لرصيده، لكنه وقع في خطأ سقوط الغترة، وهو ما استوجب خصم 500 نقطة، لتجمع لجنة التحكيم على منحه 46 نقطة، وهو نفس رصيد منافسه الفلاسي.

الأداء الأكثر إبهاراً بين المتسابقين الثلاثة، كان من حمدان بن مصلح الأحبابي، الذي كرر مهارة قرع الجرس بنجاح، وأبدع في مهارات المشي واليولة الأرضية، رغم مشكلات واجهته في السيطرة على السلاح، ليتفوق على منافسيه بدرجة وحيدة، عبر حصوله على 47 درجة.