المسرح الإماراتي

على الرغم من المرض وإصابته بجلطة دماغية، حرمته الاستمرار على خشبة المسرح، والحضور والمشاركة في فعاليات التراث، إلا أن عبدالله المناعي، الذي حفر اسمه في عالم المسرح والتراث، لايزال مصرًا على أن يكون حاضرًا هنا وهناك، فمجرد الحضور للمكان حيث فعاليات المسرح أو التراث، ومشاهدة ومتابعة حركة الناس والأنشطة، يعنيان له الكثير، ويدخلان البهجة والفرح له، كأنها تلك الدهشة الأولى، فالمسرح الذي عشقه هو بيته الأول والدائم رغم المرض، وهو العلاج من ذلك المرض الذي أقعده عن متابعة عالم المسرح والاستمرار في الانخراط فيه.

إنه المخرج والفنان المسرحي عبدالله المناعي (61 عامًا)، أحد أبرز رواد المسرح في الإمارات، والذي لعب دورًا مهمًا في نقل المسرح الإماراتي إلى آفاق التجريب والحداثة، يجد في المسرح والتراث ضالته، ويعتبر المسرح نوعًا من العلاج، وخطوة أساسية للخروج من مرضه والابتعاد عنه، ويبحث دومًا عن فضاءات يلتقي فيها أصدقاء تلك الأيام حيث عملوا معًا لسنوات، فرحلة طولها يمتد لأكثر من 40 عامًا في عشق المسرح، لا يمكن التخلي عنها بسهولة.

وأوضح المناعي أنه مشوار 40 عامًا مع المسرح، منذ أيام المدرسة، وفي مصر والكويت والعراق، ومع مسرح الدمى، لكن ظرفي الصحي الصعب أعاقني جدًا، ومع ذلك أحاول أن أكون حاضرًا في بعض الفعاليات، ما استطعت لذلك سبيلا.

المناعي يعشق الشعر، ويحفظ الكثير منه، على الرغم من المرض الذي أثر كثيرًا في الذاكرة والنطق، لكنه يجتهد ويصر على أن يقول ما يستحق السماع والنقاش. طوال أيام الشارقة التراثية، في أبريل الماضي، كان مع "حمزة" الذي يرافقه ويتنقل به من مكان إلى آخر، وحمزة هذا حريص على راحة المناعي، ويحبه، ويفرح بمساعدته، فهو أكثر من سائق له، مرافق ورفيق، كان يأتي به إلى منطقة التراث محملًا بالقهوة العربية الأصيلة، حيث يتحول مكانه إلى محطة للسلام عليه من كثيرين، ولتبادل أطراف الحديث والذكريات معه.