أبوظبي - صوت الامارات
تجيب الكاتبة الإماراتية روضة المري عن أسئلة الناس المبهمة بشأن العادات الإماراتية في كتابها الجديد الذي تُحضّر له، ويحمل عنوان “101 مفهوم خاطئ عن الإمارات”، وهذا العمل على الجانب الاجتماعي من الجهة الأدبية، استكملته المري في مشاركتها ببحث قام به تطبيق “سنابشات” عن العلاقات الاجتماعية في المنطقة، وكيفية تواصل الأقارب والأصدقاء، لتؤكد شغفها بهذا الجانب، وكون التعرف إلى العادات هو المدخل الأساسي لفهم أي ثقافة.
وتحدثت المري عن الدراسة التي شاركت بها، والتي كان هدفها رصد المراسلات الاجتماعية بين الأصدقاء والعائلات في الإمارات والخليج، من أجل فهم العلاقات الاجتماعية ومقارنة أوجه التشابه بينها، وقالت عن هذه الدراسة: “جميل أن نرى مثل هذه الدراسات على (سنابشات)، فعندما أتحدث في كتابي عن بناء الصداقات الاجتماعية، لابد من تعلم الثقافة وشرح الثقافة الإماراتية والعادات، والغرض من هذه المنصة إيجاد التقارب بين الجنسيات، وهو ما يتطابق مع ما أقدمه”. ولفتت المري الى أنهم تحدثوا في الدراسة عن العولمة، مشيرة إلى أنها وجدت في المجتمع حب المشاركة، ولهذا عندما قدمت أول تجربة أدبية كانت عن حب مشاركة العادات، و”الذي بدوره يؤدي إلى التسامح بين مختلف الثقافات”.
ونوهت بأنه “في الإمارات هناك أكثر من 200 جنسية، وبالتالي هذه الجنسيات تتشارك الحياة، ومن هنا فإن تعرفها إلى العادات الإماراتية أمر مهم جدًا، إذ لابد من التعرف إلى العادات وكسب الصداقات”.
ولفتت الكاتبة الإماراتية إلى أنها اكتشفت أنه مهما علت نسبة الانفتاح في المجتمع، فهناك ضوابط داخلية، وهذه الضوابط تجعلنا نشعر بضرورة الاحترام لمساحة الشخص، “فمثلًا هناك دائمًا غرف لانتظار السيدات، وغرف مخصصة للرجال، وهذا يشير إلى الإحساس الداخلي بضرورة احترام الشخص الآخر، ولا يجب أن يُفهم على أنه انغلاق، بل احترام وحياء، وغالبًا ما يسأل الأجانب لماذا لا ينظر الرجل إلى المرأة وعيونها حين يتحدث إليها، وهي عادة ترتبط بمفهوم الحياء وليس الانغلاق، ولهذا يجب التمعن في الاختلافات بطريقة إيجابية وليست سلبية”.
وعن مشروعها الجديد والكتاب الذي تحضّر له، لفتت المري إلى أنها قابلت من خلال المشروع عددًا هائلًا من الناس، لوضع المفاهيم الخاطئة عن الإماراتيين “كان يجب أن أقابل شرائح المجتمع المختلفة، وجمعت 101 سؤال وعلامة استفهام عن العادات في الإمارات، وسيطرح الكتاب باللغة الإنجليزية من أجل جذب أكبر عدد من القراء، كما أنه سيترجم إلى اللغات الصينية والروسية والأوردو”، موضحة أنه تم إعداد فيديو بلغة الأوردو أيضًا من خلال مشروع مع تطبيق “سمارت ليبور”، حيث تم تصوير كل الإجابات عن الأسئلة والاستفهامات حول الثقافة الإماراتية، وتُعرض الفيديوهات عبر التطبيق. وأشارت المري إلى أن جزءًا كبيرًا من سكان الإمارات هم من عمال البناء والنظافة والبلديات والأمن، وهم من أصحاب الدخل المتوسط، لذلك ستكون هناك فيديوهات أخرى بالباكستانية والفلبينية، للتوجه الى جميع هذه الفئات، موضحة أن أصحاب هذا التطبيق لديهم شراكة مع وزارة التوطين و”إكسبو دبي 2020”.
والهدف من هذا التطبيق تعليمي بالدرجة الأولى، كما أشارت المري، فهناك حافز أو دوافع كي يتعلموا ويحصلوا على مجموعة من النقاط بعد الإجابة عن الأسئلة، والتي يمكنهم استبدالها بقسائم شرائية أو رصيد للهاتف أو حتى كأموال يرسلونها إلى ذويهم. وعبرت المري عن سعادتها بالمشاركة بهذه المبادرة، موضحة أن تحضير الأفلام وإنتاجها استغرق شهورًا طويلة، وهي تعرض الجوانب الثقافية والعادات، مشيرة إلى ضرورة مواكبة العصر في استخدام التكنولوجيا الحديثة في الصورة. المري أوضحت أيضًا، أنه لا يجب إهمال القراءة في تدريب النفس، وأن هذه المشروعات تدعم القراءة والكتب، كما أن مؤشر القراءة في الإمارات إيجابي ومشجع جدًا، فالأشخاص يقرأون 54 ساعة في السنة، وفي أميركا يقرأ الشخص 84 ساعة، ما يعني أن الفرق ليس شاسعًا، وأن الاعتقاد بأن العرب لا يقرأون خاطئ، أمّا نسبة القراءة باللغة العربية فمتقاربة إلى حد كبير مع قراءة الكتب الأجنبية، إذ إنه مقابل قراءة 27 كتابًا باللغة الإنجليزية، هناك 20 كتابًا باللغة العربية.
مدربة يوغا
حصلت روضة المري على شهادة تدريب اليوغا، بعد أن تدربت كمدربة لمدة 200 ساعة متواصلة، مشيرة إلى أن ما يكتسبه الإنسان في اليوغا هو أمر روحاني، وليس تدريبًا للجسد فحسب. ولفتت إلى أن أهم ما تقدمه في تدريبات اليوغا هو كيفية التعاطي مع الحياة ومصاعبها، وتمنح اليوغا المرء القدرة على التنفس فهو على بساطته تدريب مهم جدًا، وينعكس على أسلوب الحياة.
قلم ودفتر
تحتفظ الكاتبة روضة المري بدفتر صغير وقلم أسود في حقيبتها باستمرار، وعن هذه العادة قالت: “أحب الكتابة، وأحب القلم والكتاب، وتحديدًا الحبر الأسود، فهو الأقرب لقلبي، ويمنحني الشعور بأنني منتمية، فالأفكار تأتي دون تخطيط، ووجود القلم معي بشكل دائم يسمح لي بتدوينها، لأنني لست من الأشخاص الذين يعتمدون على الكتابة بالهاتف، فهي لا تشبعني ولا ترضيني”.
قد يهمك ايضاً :
لجنة الثقافة النيابية تقرّ مُعدّلَين لقانونَي الجامعات الأردنية والتعليم العالي
منى الحمادي تؤكد أن التغيير الحقيقي في الإمارات بدأ مع زايد