دبي – صوت الإمارات
هي تلك الفتاة التي كانت تسعى إلى تنشيط زخم فعاليات "مجلس دبي الثقافي" وفق مسماه القديم، حينما كان موقعه مطلاً على خور دبي من جهة ديرة، قبل أن يعدل مقره ومسماه، ويتطور إلى هيئة دبي للثقافة والفنون، لتجد الإماراتية فاطمة الجلاف، التي نسجت خيوطاً مع "الرواية"، في إصدار أول لها منذ أشهر معدودة، نفسها في خيوط جديدة مع "المسرح المحلي".
الجلاف، التي تمت تسميتها رئيسة لمهرجان دبي لمسرح الشباب، مع بدء الاستعدادات لانطلاقة دورته العاشرة، المقررة في 22 من شهر أكتوبر المقبل، في أول رئاسة نسائية له، رغم ذلك، ليست غريبة على الوسط المسرحي، الشبابي تحديداً، منذ دوراته الأولى، لكن الدورات الأقرب شهدت مزيداً من المشاركة لها، في الشأن الإداري والتنظيمي، ما قربها بشكل مباشر لما يدور في كواليسه.
وبعد انتقال رئيس المهرجان السابق، ياسر القرقاوي، الذي نجح في حفر اسمه في ذاكرة مختلف دوراته السابقة، للعمل تحت مظلة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وجدت الجلاف، التي كانت في الدورة السابقة نائباً للرئيس، دعماً ومساندة من قبل المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، سعيد النابودة، ومختلف أعضاء مجلس إدارة "دبي للثقافة"، لكي تكون رئاسة "دبي للشباب"، ناعمة لأول مرة.
وأكدت الجلاف أن الدورة المقبلة، ستكون استثنائية، ومفصلية في مسيرة المهرجان الذي ينفتح على استراتيجية جديدة، يرسخ من خلالها موقعه، باعتباره "بوابة المواهب المسرحية الشابة في مختلف إمارات الدولة، ومظلة تسعى إلى تجديد دماء المسرح المحلي".
وتابعت "بعد خمس سنوات من تأسيس المهرجان، فإننا الآن بصدد جيل جديد يتسلم رايته، فالمشاركون في دوراته الأولى الآن مضى على تجاربهم التي كانت غضة في هذا الوقت، 10 سنوات، وكثير منهم أصبح منطلقاً في تجارب احترافية بعضها عرف طريقه لتمثيل الدولة في المحافل الخارجية، وبعضها لم يعد بوسعه، بسبب شرط عدم تجاوز المشارك عامه الـ35، لذلك، كان من الضروري أن نبحث عن استراتيجية تؤمّن لنا تجاوز مرحلة تسليم الراية بسلاسة وتلقائية".
وأضافت: "من هنا فقد ارتأت اللجنة المنظمة للمهرجان فتح باب المشاركة لكل مسارح الدولة، وعدم الاكتفاء بتوجيه خطابات دعوة المشاركة لتلك المسارح، بل الإلحاح على تلك المشاركة، وعدم الرضوخ لسياسة الاعتذارات، بل الاستعاضة عن ذلك بدعم الشباب المشارك، والبحث في أفضل الوسائل والطرق الكفيلة بتحقيق نسب مشاركة عالية".
وكشفت الجلاف أنه وفق هذه الاستراتيجية فقد نجحت اللجنة المنظمة لمهرجان دبي للشباب في ضمان مشاركة 11 مسرحاً محلياً، من مختلف إمارات الدولة، مضيفة: "مقارنة بالدورات الماضية، فنحن أمام أكبر مشاركة شبابية في المهرجان، حيث سعينا خلال المرحلة الماضية، بمنح فرصة للشباب لتجويد أعمالهم، من أجل الوصول لأفضل درجة من الإجادة وقت العرض".
وتابعت: "مع سياسة إعطاء الفرصة فإن على المتابع بكل تأكيد أن يتوقع تبايناً في المستوى الفني للعروض، لكننا انحزنا لفكرة استيعاب الإبداعات الشابة، بعيداً عن الإقصاء، على أمل أن تفتح الفرص الأولى، التي يتم منحها لعشرات المواهب في هذه الدورة، الباب لمزيد من التجويد في الدورات المقبلة".
وبناء على المحتوى المطروح من قبل الفرق المسرحية المحلية، رأت الجلاف أن أحد أهم المشكلات التي تفرض نفسها تحدباً يجب السعي لتجاوزه، هي مشكلة النصوص، مشيرة إلى أن العديد من المسارح كانت إشكالية إيجاد النص المناسب هي التي تقف وراء تأخرها في تحديد هوية العمل المزمع المشاركة به.
وأكدت الجلاف أن الكثير من الأطروحات التي كان يعتبرها الشباب قيوداً في دورات استهلالية وسابقة، أصبحت في هذه المرحلة من مسيرة المهرجان بمثابة "مطالب ملحة"، مضيفة: "كلنا عايشنا تململاً شبابياً إبان طرح فكرة إلزامية أن تكون نصوص جميع المسرحيات المشاركة باللغة العربية الفصحى، لكننا لم نكن نتصور أن الشباب أنفسهم من طالبوا بضرورة الإبقاء على هذا التقليد في هذه الدورة، وذلك أثناء جلسة استبقت إقرار آليات المشاركة".
وأكدت الجلاف قناعتها بأن "العامل الحاسم في إنجاح مهرجان الشباب هو أن تبقى اللجنة المنظمة قريبة من تفاصيلهم، مستوعبة لوجهات نظرهم، ووجهات نظر الفرق المسرحية المختلفة التي ينتمون إليها، وفق استراتيجية واضحة تعي دور المهرجان رافداً أساسياً لموجات تجدد المسرح المحلي من جهة، ومستوعباً أساسياً لطاقات ومواهب شبابية واعدة من جهة أخرى".