دبي -صوت الإمارات
شدد وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن "القراءة والإبداع عنوانان رئيسان لتقدم الأمم والشعوب، وإن الارتباط الوثيق بين القراءة والكتابة يجعلهما بمثابة وجهين لعملة واحدة في دائرة الإنتاج المعرفي عمومًا، والثقافي بصفة خاصة".
وأكد خلال افتتاح ملتقى إنتاج المعرفة، تحت شعار "مستقبل التأليف والنشر"، الذي نظمته وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ضمن فعاليات الموسم الثقافي والاحتفاء بـ2016 عامًا للقراءة، أمس، في فندق "حياة ريجنسي" في دبي، في على ضرورة الاهتمام بالمبدعين الشباب، ودعم مبادراتهم في الكتابة والتأليف، مؤكدًا أن الشباب هم قوة الدفع الإيجابية لتعزيز القراءة والكتابة بين أسرهم وفي المجتمع.
وحظي تكريم نخبة من المؤلفين الشباب بتشجيع لافت من حضور الملتقى، الذين تقدمهم نخبة من المثقفين والمسؤولين، منهم الأديب محمد المر، ورئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم سلطان صقر السويدي، ومنى البحر عضو المجلس الاتحادي، وعبدالغفار حسين، وغيرهم.
وجاءت الجلسة النقاشية الأولى ساخنة وعاصفة من خلال تضمينها آراء ووجهات نظر مختلفة حول قضايا التأليف والنشر، تحت عنوان "الإنتاج الفكري والمعرفي.. الواقع والرؤى".
وأدارت هذه الجلسة الإعلامية بروين حبيب، وجمعت بين كل من الدكتور حبيب الصايغ، باعتبار تجربته الإبداعية المتميزة، والدكتورة لطيفة النجار، التي تحدثت بخلفية الناشرة، وجمال الشحي، الذي تحدث أيضًا من منظور الناشر.
وتباينت رؤى الصايغ والنجار من جهة، والشحي من جهة أخرى في أكثر من محور نقاشي، لاسيما في ما يتعلق بحدود حرية الناشر، ومضمون النشر، حيث شدد الصايغ على وجوب التصدي للفوضى الكبيرة التي بات يشهدها قطاع النشر حاليًا، على نحو أدى إلى شيوع الكثير من المؤلفات التي لا تحمل قيمة فنية أو معرفية حقيقية.
وأيدت لطيفة النجار دعوة الصايغ، رأى الشحي أن "النشر للجميع"، ولا يمكن فرض وصاية على الناشر في خياراته، باعتبارها وصاية ترقى إلى الدور الرقابي، مؤكدًا أن معظم الدول المتقدمة تلعب فيها دور النشر الخاصة الدور الرئيس في هذا القطاع. وأضاف الشحي: "هناك أخطاء في مجال النشر وقع فيها البعض، ولا يمكن تعميمها، وتجربة الإمارات في الانفتاح على النشر مرت بها مختلف دول العالم".
وطالب الشحي بالحديث عن حقوق الناشر والموزع، في مقابل الدعاوى الكثيرة للحديث عن حقوق المؤلف.
وشدد الصايغ أيضًا على جوهرية دور التعليم في المعرفة والقراءة والإبداع عمومًا، مستغربًا التركيز على دور وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في ما يتعلق بعام القراءة ومختلف الاستراتيجيات المرتبطة به، وإغفال دور التعليم والمعلم، الذي يجب أن يأتي في صدارة الأولويات في هذا الشأن.
ولفت الصايغ إلى أهمية دور اللغة في هذا المجال، محذرًا من استمرار إهمال اللغة، وشيوع الشعارات البراقة التي لا تتحول إلى استراتيجيات، ومن أن هذا الأمر سينتج أبناء وأحفادًا غير قادرين على ممارسة لغتهم، قراءةً وكتابةً، مضيفًا: "من لا يجيد لغته لا يمكن أن يكون منتجًا حقيقيًا، سواء كان هذا الإنتاج معرفيًا أو غير ذلك".