فعاليات الدورة السادسة لمهرجان مالمو للسينما العربية

الصراع بين حب الحياة والانفتاح عليها من جهة، والتعنت والتزمت من جهة أخرى، هو الفكرة التي يحملها الفيلم الإماراتي "تحت العمامة"، الذي شارك في فعاليات الدورة السادسة لمهرجان مالمو للسينما العربية، الذي أقيم الشهر الماضي، حيث مَثَّل دولة الإمارات في المهرجان إلى جانب فيلم "ساير الجنة"، وهو العرض الأول للفيلم.

"تحت العمامة" هو فيلم روائي قصير للمخرجة أمل العقروبي، مدته 15 دقيقة. وتدور أحداث الفيلم حول الشيخ عبدالكريم الذي يعمل مؤذناً، ويفقد صوته بسبب المرض وعليه أن يجد بديلاً عنه وإلا سيفقد عمله وإقامته، فيفكر في الاستعانة بجاره الشاب عازف الموسيقى في فرقة الروك. ويصبح على هذين الشخصين المختلفين في كل شيء أن يتعاونا مع بعضهما. ويقوم ببطولة الفيلم الفنانون محمد المزروعي وعبدالله الحميري وسناء شنودة، وكتب له السيناريو يوسف إبراهيم.

"الشيخ عبدالكريم" أو الفنان محمد المزروعي الذي عرف كشاعر وفنان تشكيلي، أوضح في حواره مع "الإمارات اليوم" أن "تحت العمامة" هو التجربة الثانية له في مجال التمثيل بعد فيلم "نصف إماراتي" للمخرجة أمل العقروبي أيضاً، ومن خلال التجربة الأولى قامت العقروبي باختياره للفيلم الجديد. مشيراً إلى أن تصوير الفيلم تم في دبي، واستغرق ثلاثة أيام.

المزروعي أشار إلى أن شخصيتي المؤذن والموسيقار، رغم الاختلاف الكبير بينهما ظاهرياً، إلا أن هناك قواسم ما بينهما قد تتكشف عندما يحدث الالتقاء والتقارب بين الشخصيتين، منها أن كلاً منهما يعتمد على صوته. لافتاً إلى أن الاستعداد للدور لم يتطلب منه جهداً كبيراً بحكم ثقافته الإسلامية، كما استعاد من ذاكرته شخصيات حقيقية لرجال دين قابلهم في الحياة، "كل مهنة تشكل شخصياتها في الواقع، حيث تكون هناك سمات عامة تجمع معظم العاملين في هذه المهنة، لذلك عمدت إلى عمل تناص للشخصيات المشابهة لعبدالكريم في الحياة"، يوضح المزروعي، مشيراً إلى أنه كان يرتدي زي المؤذن ويمسك بالمسبحة في يده حتى يتوحد مع الشخصية.

وعن حضور الأفلام الإماراتية في المهرجانات السينمائية؛ أوضح أن التعامل مع السينما في الإمارات يتم كأداء جمالي وفكري، ومنذ التأريخ لبداية الأفلام في الإمارات بفيلم "عابر سبيل" الذي يعتبر أول فيلم إماراتي، وإلى الآن، فإن أغلب ما شاهده لا يعكس وجود فكرة للسينما مشابهة لنضوج القصة القصيرة أو التجربة الشعرية أو الفن التشكيلي في الإمارات.

وأضاف المزروعي "تعد التجربة الإماراتية الروائية والمسرحية والسينمائية متواضعة أمام أهم ثلاث تجارب إماراتية إبداعية أكثر نضجاً ورسوخاً، وهي التجربة الشعرية والقصة القصيرة والفن التشكيلي، وهي تجارب تتميز بالتراكمية والجدية وامتلاك فلسفة خاصة تستند إليها. كذلك تعتبر التجربة الإماراتية التلفزيونية متواضعة بمقارنة هذه التجارب الثلاث رغم وجود تلفزيونات ومحطات محلية، كما أننا لا نستطيع القول بوجود تجربة نقدية لدينا". داعياً إلى دراسة مقومات حضور التجارب الثلاث الناضجة (الشعر والقصة القصيرة والتشكيل)، عبر الأشخاص الذين أسسوا لهذه التجارب وكيف "تعبوا" على أنفسهم لتطوير فكرهم