دبي – صوت الإمارات
استضاف المكتب الثقافي لرئيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، تحت عنون "الفن لدعم الخير"، رئيس مؤسسة دبي للمرأة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، حرم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، المجلس الرمضاني السنوي الأول، في نادي دبي للسيدات.
وتم اختيار قضية الفن والعمل الخيري لطرحها خلال المجلس الأول، حيث قدم الشيخ سلطان سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، إطلالة عامة على الأعمال ودورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي، بتسليطه الضوء على الفنون خلال 100 عام. وركز القاسمي خلال المحاضرة التي قدمها على الأعمال التي وثقت مراحل سياسية واقتصادية، سواء التي قدمت خلال الحروب العالمية، في أميركا وألمانيا، أو حتى في مراحل تاريخية مهمة في العالم العربي، مستعرضًا أعمال حامد عويس، التي بيعت في مزاد كريستيز في دبي، وكيف يطغو الهم السياسي على جمالية العمل. كما عرض لوحة "حصان" للفنان الإماراتي موسى الحليان، التي بيعت في مزاد خيري واختفت، مشيرًا إلى انهم بحثوا عنها واقتنوها من جديد، وتم اختيارها لتمثيل الإمارات في البندقية، مشددًا على وجود لوحات مهمة لتاريخ البلد لا يمكن التخلي عنها.
واستعرض بالأرقام مجموعة كبيرة من الأعمال التي حصدت أسعارًا خيالية وعالية جدًا في المزادات الخيرية، مشيرًا إلى أن مزاد "نور دبي" الذي أقيم منذ ما يزيد على السنة في الإمارات، حقق 14 مليون درهم. وشدد على أن المزاد الخيري يجب أن يجذب المقتنين الصحيحين، منوهًا بإمكانية بيع الفنان عمله وتقديمه الأموال إلى الجهة التي يريد التبرع لها. وأوضح الشيخ سلطان سعود القاسمي، أن "الفن يلعب دورًا مهمًا في عمل الخير في الإمارات، ففي العام الماضي أقيم مزاد تم من خلاله بيع مجموعة من القطع الفنية بملايين الدراهم، وذهب ريعه لمساعدة المحتاجين حول العالم، وهناك كثير من الفنانين يقومون بمنح أعمالهم، كما يقوم المقتنون بالتحدي الإيجابي في ما بينهم من اجل رفع سعر العمل كي يذهب ريع البيع لهدف خيري".
وشدد على أن المبادرات الخيرية ليست خجولة في الإمارات، متمنيًا أن تزداد، ومؤكدًا أن الشعب الإماراتي من أكثر الشعوب عطاءً في العالم. وأوضح طريقتين للتبرع الفني، اذ من الممكن أن يقوم الفنان بتقديم عمله، أو يقوم مقتنٍ بإهداء أعمال تم شراؤها من سنين لبيعها في المزاد، فالمسؤولية الاجتماعية تقع على الطرفين. وحول الدور الذي تلعبه مؤسسة بارجيل في المجال الخيري، أكد أنهم خلال السنوات الماضية قدموا عشرات الأعمال لأهداف خيرية، كما أنهم قاموا باقتناء أعمال عن طريق المزادات الخيرية، إلى جانب تقديمه محاضرات هدفها دفع الناس لعمل الخير.
وأكدت مديرة المكتب الثقافي للشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي، أن هذا المجلس الذي ينطلق للمرة الأولى سيكون محطة سنوية تجمع المفكرين والنقاد والمهتمين بالفن، بحيث سيتم طرح موضوع محدد على صلة بمبادرات المكتب الثقافي. وشددت على أن اختيارهم لموضوع الفن والعمل الخيري، أتى لربط موضوع المجلس في برنامج "صلة" الفني، الذي أقيم في أول رمضان، والذي يعتني بالأطفال الأيتام والقصّر، مشيرة إلى أنه في كل رمضان ستطرح ثيمة جديدة ومختلفة. واعتبرت بن كلي أن شهر رمضان هو شهر الخير، وبالتالي من الجميل معالجة العمل الخيري، مؤكدة أن مناقشة هذه القضايا والمبادرات، يأتي تأكيداً على دور سموها في دعم القضايا الإنسانية والفنية.