أبو ظبي ـ سعيد المهيري
تحت شعار "الإمارات تقرأ.. الإمارات ترقى"؛ اعتمد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، الأجندة النهائية لفعاليات الموسم الثقافي الذي تنظمه الوزارة استجابة لدعوة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إلى أن يكون عام 2016 عامًا للقراءة.
وأشارت وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، عفراء الصابري، إلى أن فعاليات الموسم الثقافي 2016 تتواصل من 2 فبراير الجاري وحتى نهاية ديسمبر المقبل، موضحة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح الأربعاء، بديوان عام الوزارة بأبوظبي، أن أجندة الفعاليات هذا العام ركزت على القراءة والابتكار والموهبة، وتعزيز اللغة العربية، والولاء والانتماء، وتوطيد العلاقة بين الوزارة والمثقفين والأدباء بالدولة.
وأكدت الصابري أن ما يميز أجندة الوزارة لعام 2016 هو مراعاة احتياجات مختلف فئات المجتمع، مثل اطلاق المسابقات المتخصصة في مجال القراءة، والمهرجانات المسرحية والاحتفاء بالتراث الإماراتي وتعزيز اللغة العربية، إلى جانب إقامة المؤتمرات والندوات المتخصصة التي ستساعد على رسم خطط الوزارة في السنوات المقبلة، مثل إقامة ملتقى الثقافة والفكر الإماراتي بعنوان "استشراف مستقبل القراءة في العصر الرقمي"، وندوة "المحتوى الرقمي العربي"، وغيرها.
وأوضحت الصابري أن اهتمام القيادة بتعزيز دور القراءة في المجتمع الإماراتي هو دليل على أن دولة الإمارات تعيش نهضة ثقافية كبرى تدعم مكانة القراءة، وتسعى إلى توسيع نطاقها باعتبارها نمط الشخصية العربية وقوامها، ويعكس هذا الاهتمام البالغ إيمان الدولة الراسخ بأهمية القراءة واللغة العربية، باعتبارهما مكونًا أساسيًا وأداةً فاعلة للتواصل مع الشعوب والثقافات الأخرى.
وأضافت الصابري: "تخصيص عام كامل للقراءة هو اعتراف وتقدير من القيادة الرشيدة في الدولة للقراءة التي تعد أهم وسائل كسب المعرفة، فهي تُمكن الإنسان من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها وماضيها، وستظل دائمًا أهم وسيلة لاتصال الإنسان بعقول الآخرين وأفكارهم، بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة، وهناك فروق واضحة بين إنسان قارئ، اكتسب الكثير من قراءاته وإنسان آخر لا يميل إلى القراءة ولا يلجأ إليها".
واستعرضت وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة جانبًا من أجندة فعاليات الوزارة التي تتسم باستهدافها لجميع الفئات والأعمار، موضحة أن الأجندة تتضمن العديد من المبادرات والفعاليات والمسابقات التي خصصت للقراءة، مثل: ملتقى القراءة والفكر الإماراتي تحت عنوان "القراءة في العصر الرقمي"، وإطلاق مكتبة وزارة الثقافة في كل وزارات الدولة، ومهرجان "الإمارات مؤلفون وقراء"، والحلقات النقاشية بالمراكز تحت عنوان "كاتب وكتاب"، وإطلاق الدورة الثانية من مسابقة "القراءة ثقافة وإبداع"، وإطلاق "نادي القراءة" في جميع مراكز الوزارة الثقافية بالدولة، ومبادرة "أنا وأمي نقرأ"، وبرنامج "براعم القراءة"، بالإضافة إلى إطلاق مسابقة بعنوان "القراءة السريعة"، بالإضافة إلى مئات البرامج والورش التدريبية، ومنها: "اقرأ لطفلك" و"مجلس الكتاب" ودورات في فنون القراءة "واقرأ لتكتب"، كل ذلك بجانب المهرجانات السينمائية والتراثية والفلكلورية والملتقيات الثقافية، ومعارض الفنون التشكيلية والخط العربي، والدورات التدريبية، والحفلات الموسيقية.
وشددت الصابري على أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة سوف تواصل جهودها في القطاع الثقافي حتى يصل المنتج الثقافي إلى كل فرد على أرض الإمارات، مواطنًا كان أو مقيمًا أو حتى زائرًا، وأن الوزارة ستسعى جاهدة لتلبية احتياجات القطاع الثقافي بالدولة، والتعاون مع جميع الأطراف المعنية بالثقافة في إطار شراكة حقيقية لوضع وتنفيذ الأهداف والاستراتيجيات التي تستهدف تحقيق أقصى استفادة لمجتمع ثقافي، من خلال السعي الدائم لتلبية الاحتياجات وتحقيق الأهداف.
ودعت الصابري جميع فئات المجتمع من مواطنين ومقيمين على أرض الدولة إلى المشاركة الفاعلة في جميع فعاليات ومبادرات الوزارة الثقافية، وانضمام الجميع لمبادرات القراءة، مؤكدة أن لدى الإمارات كل الإمكانات، كي تكون قائدةً ورائدة في القطاع الثقافي، على مستوى العالم، وأن تكون مثالًا يحتذى به.
ولفتت الصابري إلى أن الشباب من أهم المستفيدين من البرامج والفعاليات التي تقوم بها الوزارة، وذلك من خلال المراكز الثقافية، حيث يتم التنسيق وبشكل دائم مع الجامعات والمدارس، إضافة إلى المسابقات والجوائز الموجهة لدعم الموهوبين والمبدعين من الشباب، مضيفة: "كما لدينا، بالتنسيق مع الهيئة العامة للشباب والرياضة، برنامج وطني سنوي لاستثمار طاقاتهم والمتمثل بـ(صيف بلادي)".
وعن التنسيق بين الجهات المختلفة؛ أشارت إلى أن أجندة وزارة الثقافة هي أجندة مرنة للغاية، ويمكنها استيعاب الكثير من المبادرات والفعاليات حسب الأحداث ورؤية الحكومة، إضافة إلى ذلك هناك تنسيق مستمر بين مختلف المؤسسات الثقافية كل في مجاله وفي اطار موسمه الثقافي الذي أعلن عنه، بحيث تأتي الفعاليات المختلفة متكاملة لتصب في مصلحة الجمهور والمجتمع