أعمال ترميم لوحة العائلة المقدسة للفنان اندريا ديل سارتو

بحث خبراء ومؤرخو الفن من المتحف الوطني في لندن لمدة نصف قرن، على بعض اللوحات الفنية في منزل غرب ساسكس، وبعض المناظر الطبيعية والأعمال الدينية لاختيار اللوحات التي يمكن أن تقبلها الحكومة، بدلًا من النقود لتسوية فاتورة ضريبة الإرث الضخم، وانتهت بعض اللوحات إلى المتحف الوطني، وأصبح بعضها ملكًا للقطاع العام، حيث يتم عرضها في "بيتوورث هاوس" بما في ذلك لوحة "العائلة المقدسة" بواسطة أندريا ديل سارتو والتي تعرض للمرة الأولى في المنزل نهاية هذا الأسبوع.
 
وتعود العديد من اللوحات التي تملكها العائلة، والتي يتم عرضها للمرة الأولى، بما في ذلك مجموعة اللوحات المعروفة لسطح القمر والتي رسمت من خلال التليسكوب، ويعود تاريخ هذه اللوحات إلى 26 يوليو/تموز 1609 عندما رفع عالم الرياضيات والفلكي توماس هاريوت التليسكوب للنظر إلى القمر وذلك قبل أكثر من أربعة أشهر قبل بداية الفلكي الإيطالي جاليليو جاليلي في ملاحظاته الشهيرة.
 
وبعد وفاة ثلاثة من ورثة عائلة إيجريمونت، كان على العائلة دفع مليون جنيه ضريبة على اللوحات الفنية، ما يزيد احتمال بيع مجموعة بيتوورث الشهيرة في المزاد العلني، وتشمل المجموعة أعمال بواسطة الفنانين فان دايك وجمو تيرن، وهم من أجيال العائلة في إطار ما يسمى بنظام القبول المستخدم على نطاق واسع، حيث ساعد في جلب العديد من اللوحات الفنية الرائعة إلى المتحف الوطني.
 
ويعتقد أندرو لوكرز الذي يرعى المعرض الذي يقدمه الصندوق الوطني في المنزل حتى مارس/ أذار أن العائلة حصلت على صفقة هزيلة، حيث فقد الخبراء بعض الأعمال الرائعة ورفضوا أعمال أخرى، وتم تقدير الأعمال المقبولة بقيمة 500 ألف أسترليني فقط، ولذلك لا زالت العائلة تحتاج للدفع لتسوية فاتورتها الضخمة، وتسامح أندرو مع العائلة بسبب جودة لوحة ديل سارتو وهو فنان من عصر النهضة الإيطالي الذي وصف في حياته الفنية بأنه من دون أخطاء.
 
واعتبر لوكرز لوحة "العائلة المقدسة" بمثابة نجم المعرض، مضيفا "أي متحف وطني أخر يفخر بتعليق هذه اللوحة المفعمة بالحيوية"، ويأتي في وسط اللوحة توقيع الفنان أندريا ديل سارتو باللغة اللاتينية، وتم ترميم اللوحة في فترة الثمانينات، وأعطى منزل بيتوورث هاوس والحديقة إلى الصندوق الوطني في منتصف القرن العشرين وتم فتحهم لعامة الناس في عام 1953 مع عرض العديد من اللوحات المذهلة، إلا أن أسرة إيجريمونت لا تزال تعيش في جناح لها مع مئات الأعمال من مجموعتهم الخاصة.
 
وتم الحصول على بعض هذه اللوحات في القرن الـ 17 بواسطة ايرل نورثمبرلاند العاشر وهو برلماني، أثناء الحرب الأهلية والذي ساعد في تمويل جيش أوليفر كرومويل، واستأجر المنزل الرائع في لندن والذي كان المنزل الملكي لدوق باكنغام ولا يزال يضم مجموعة من الأعمال الفنية.
 
وعرض ايرل الحصول على بعض اللوحات الكاثوليكية كجزء لسداد تمويله، وحققت الصفقة عائدا جيدا لاستثماره، وكان من اللوحات التي أخذها سلسلة من اللوحات المصغرة تشبه جوهرة القديسين بواسطة "آدم الشمير"، وبورتريه بواسطة "بالما فيكو" لامرأة ترتدي فستانًا انزلق ليكشف عن ثديها وهي حاليًا في المتحف الوطني.
 
وحصل على لوحات أخرى للفنان باريس بوردون في إطار تسوية قروض المعرض إلا أن لوكرز يعتقد أن هذه اللوحات حصل عليا جامع للأعمال الفنية والذي كان الراعي الكبير لتيرنر من عائلة إيجريمونت.
 
ويتم الاحتفاظ بالرسومات الحبرية للقمر في مكتب سجلات ساسكس في شيشستر حيث يفوق أرشيف عائلة إيجريمونت جميع الوثائق الأخرى في المقاطعة، وكان راعى اريوت يدعى نرى بيرسى وعرف أيضا باسم ويزارد ايرل لإتمامه بالعلوم والكيمياء، واستمر بيرسي في تجاربه ودعمه للفلك خلال 17 عاما قضاها في السجن في برج لندن للاشتباه في تورطه في مؤامرة البارود.
 
ولم ينشر هاريوت رسومه لكنه تركها لبيرسي، والذي نشرها أخيرا لقضاء حياته الباقية في ستوديوهات بيتوورث، ويعرف العديد من الخبراء مدى جودة أعمال هاريون، وفى فترة الستينات وصل مجموعة من العلماء الروس لبيتوورث لدراسة الحفر والجبال التي سجلت منذ أكثر من 400 عامًا في الوقت الذي كان يأمل فيه الاتحاد السوفيتي بهبوط أول رجل على سطح القمر لتفقده شخصيا، وحاليا يستطيع الجمهور مشاركة خبرتهم للمرة الأولى.