ابوظبي - جواد الريسي
اعتمد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خطة إعادة إحياء وتطوير منطقة دبي التاريخية التي تشكّل أقدم جزء من المدينة وتقع ضمن محيط خور دبي، بهدف نشر الوعي حول تاريخ الإمارة العريق وتوثيق صلة الإماراتيين لاسيما الأجيال الجديدة بتاريخهم وتعزيز ارتباطهم بميراثهم الثقافي الأصيل.
وتسعى المبادرة المشتركة بين دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي وبلدية دبي وهيئة الثقافة والفنون، إلى إحياء التراث العريق للإمارة لاسيما في مجالات التجارة والصناعات اليدوية والغوص لاستخراج اللؤلؤ، من خلال تحويل المنطقة المشمولة في المشروع إلى مركز رائد للثقافة والتراث في أربعة أحياء تاريخية مهمة هي: الشندغة وبر دبي والفهيدي وديرة.
وتمتد المنطقة التاريخية على مساحة 1.5 كيلومتر وسيتم تطويرها على عدة مراحل تستند على خمسة محاور رئيسية وهي:
المحور الأول- التركيز على العادات والتقاليد الإماراتية مستقياً ذلك من القصص المرويّة والكنوز التاريخية حول المنطقة.
المحور الثاني- تعزيز التراث الإمارتي من خلال حماية المباني التاريخية والحفاظ عليها.
المحور الثالث- توفير فرص تجارية جديدة وذلك من خلال تقوية المحتوى في الأسواق التقليدية وإعادة إحياء أنشطة التجارة التقليدية المندثرة والاحتفاء بها.
المحور الرابع- إيجاد تجارب ثقافية للمجتمع من خلال تجديد الأحياء والساحات القديمة وإنشاء مركز تثقيفي للتعريف بالحضارة الإماراتية كي تصبح بذلك المنطقة مركزاً لتجمّع السكان يسهم في توطيد القيم الاجتماعية الإماراتية الأصيلة.
المحور الخامس- الارتقاء بجودة الزيارة من خلال تصميم المرافق العامة بطريقة تضمن الحفاظ على المقومات الأصلية للمنطقة وتسهيل حركة وتنقلّ الزوار فيها.
وستضم المنطقة مساحات مخصّصة للمشاة تحفل بالعديد من القصص التاريخية التي يتعرّف عليها المارة من خلال تطبيقات ذكية، ونُصب تذكارية تحكي قصص الماضي، كما سيدعم هذه الرسالة فريق من المرشدين السياحيين الإماراتيين المدرّبين.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود الرامية إلى زيادة أعداد السياح في الإمارة خاصة، بحيث يساهم في تعزيز مكانة دبي كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة، وتوفير فرص ثقافية وتجارية جديدة، ما سيمكن هذه المنطقة من استقطاب 12 مليون زائر بحلول عام 2020.
وتعليقاً على هذه المبادرة، لفت وزير الصحة رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون في دبي عبد الرحمن العويس،إلى الأهمية التراثية والثقافية الكبرى لخور دبي قائلاً : "يشكّل خور دبي والمنطقة التاريخية روح مدينتنا ومركز إرثنا الثقافي وتراثنا الإماراتي، وذلك بسبب الدور الكبير الذي لعبته هذه المنطقة في تطوّر المدينة وجعلها مركزاً عالمياً للتجارة مع المحافظة على هويتهّا الثقافيةّ الإماراتيةّ.
واضاف انه تماشياً مع رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي كوجهة ثقافيّة عالميةّ، يسعدنا ان تشارك هيئة الثقافة والفنون في هذه المبادرة الطموحة التي سترتقي بالقلب الثقافي للمدينة وتجعله ومقصداً لكل من يرغب في التعرف عن قرب على تاريخ الإمارة ."
وفي السياق ذاته، قال مدير عام بلدية دبي المهندس حسين ناصر لوتاه: إن بلديةّ دبي تسعى لإنجاز المشروع بالاشتراك مع دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي وهيئة دبي للثقافة والفنون من أجل إنشاء وجهة متطورة ذات مستوى عالمي للثقافة والفنون والتراث.
ونهيب بأن تطوير المشروع سوف يستغرق ثلاث سنوات لاستكماله، ونحن جاهزون للبدء في تطوير المنطقة التاريخية ابتداءً من الشهر الجاري ونحن على ثقة بأنّ الزوار سيلاحظون التغييرات قريباً جداً. ويتماشى المشروع مع هدف الإمارة الرامي الى إضافة خور دبي إلى سجل اليونسكو للمواقع التراثية العالمية."
من جانبه، قال مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي هلال سعيد المري "لعب خور دبي دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية لإمارتنا منذ نشأتها، وكان أحد الركائز الأساسية في وصول دبي إلى المكانة الاقتصادية التي تتمتع بها اليوم، وتحقيق سمعتها كمركز لتجمّع التجار من جميع أنحاء العالم.
ولذلك يأتي هذا المشروع في إطار اهدافنا الرامية الى تطوير هذه المنطقة وتوفير تجربة متميزة للزوّار لتمكينهم من استكشاف الأهمية التاريخية لهذا الجانب من دبي نظراً لملامحه الثقافية والتراثية المتميزة.
ومن المتوقع أن يبدأ العمل قريباً في المرحلة الأولى من المشروع، علماً أن هذه المرحلة ستشمل تطوير الأسواق في كلّ من ديرة وبر دبي وإنشاء نقاط للعباّرات في الشندغة وابتكار عدد من العناصر الأخرى في كل حي ما سيمكّن الزوار من استكشاف تاريخ المنطقة والتعرف على التراث الثقافي والاجتماعي الثري لإمارة دبي".
وتشمل خطط إعادة التطوير أكثر من 60 مشروعًا، بما في ذلك متحف الشندغة الذي سيتألف من 17 جناحاً وسيتضمن أكثر من 50 مجموعة أثرية، بالإضافة إلى منطقة مخصصة للتنزّه تصل حيّ الشندغة بحيّ الفهيدي، بحيث يتمكّن الزوّار من التنقل سيراً بسهولة بين هذه الأحياء. وستتضمّن المنطقة أيضاً كلاً من حصن الفهيدي والسبخة، اللذين سيشكلان معاً جزءاً من أكبر ساحة تاريخيةّ يتم إنشاؤها في محيط خور دبي.
ويشمل المشروع كذلك تحويل عدد من الشوارع في بر دبي والفهيدي وديرة إلى شوارع مخصّصة للمشاة من أجل تسهيل الوصول إلى الأماكن العامة المُطوّرة، بما فيها ساحة السبخة.
كما سيسهم المشروع في تعزيز الحركة التجارية بالمنطقة إذ سيسهّل تمهيد تلك المماشي وصول الزوار الى المحلات والمتاجر المنتشرة هناك. في حين سيشمل التطوير أيضاً زيادة الطاقة الاستيعابية لمواقف السيارات المخصصة لزوّار المنطقة التاريخية في جميع أحيائها بما فيها تخصيص مواقف إضافية في ميناء راشد لزوّار منطقة الشندغة.