طهران ـ مهدي موسوي
كُرِّمت الإيرانية كاميلا باتمانجيليدج منذ فترة طويلة كملكة بلا منازع في مجال الأعمال الخيرية عن تأسيسها جمعية خاصة بالأطفال منذ 19 عامًا ساعدت من خلالها الآلاف من الأطفال المعرضين للخطر وأسرهم في المملكة المتحدة، لكن تصاعدت الانتقادات أخيرًا حول طريقة إدارة هذه المؤسسة الشهيرة وإخراج أموال المانحين في صورة حِزم نقدية تسلّم بـ"اليد" للأطفال والشباب، دون رقابة على كيفية إنفاقهم هذه الأموال، فباتت المؤسسة تشهد نوعًا من الفوضى المالية والإدارية.
وقررت الحكومة أخيرًا حجب 3 ملايين إسترليني من التمويل العام حتى تتنحى عن منصب الرئيس التنفيذي للمؤسسة الخيرية، على أن يتم تعيين رئيس تنفيذي جديد وتقليل عدد العاملين بهذه المؤسسة نظرًا للضائقة المالية التي لم يسبق لها مثيل.
من جانبها، ظهرت السيدة باتمانجيليدج على برامج هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" لتدافع عن نفسها وتعرض قضيتها نافية المزاعم التي تشير إلى وجود سوء إدارة من جانبها، وأكدت أنها وقعت ضحية "لعبة سياسية بشعة"؛ من أجل تحويل الأنظار عن فشل حكومة المحافظين في حماية الأطفال.
ولقد استقال 3 من المديرين بهذه المؤسسة الخيرية للأطفال في آذار/ مارس الماضي، وأكد أحدهم أنهم لم يعد يتحملوا هذه الطريقة الفوضوية التي تدار بها المؤسسة، مضيفًا أن المشكلة تكمن في كاميلا حيث أن الإدارة ستكون أفضل حالاً من دونها.
ومن قبل لم يكن هناك أحد آخر على استعداد للوقوف بتفانٍ إلى جانب الأطفال والشباب من ضحايا إخفاقات المجتمع، كما فعلت هذه المرأة الإيرانية صاحبة الجاذبية الجماهيرية الآسرة، فباتت محبوبة في وسائل الإعلام كما تتمتع بتقدير واحترام الجميع.
وكانت الجمعية الخيرية التي أسستها باتمانجيليدج قد بدأت نشاطها بميزانية متواضعة جنوب لندن، وبفضل مجهوداتها أصبحت هذه الجمعية مؤسسة وطنية ولديها ميزانية سنوية تقدر بنحو 25 مليون جنيه إسترليني بتمويل من تبرعات خاصة صغيرة ومؤسسات ضخمة ونجوم كبار ودافعي ضرائب.
وفي العام 2013 منحت وايتهول هذه المؤسسة 9 ملايين كتمويل حتى آذار/ مارس من العام 2015، وبطبيعة الحال نالت كاميلا الكثير من الجوائز لما وصلت إليه من إنجاز، كما نالت ملاك بيكهام الكثير من الألقاب منها سيدة أعمال العام وصاحبة مبادرة العام، وكذلك الرئيس التنفيذي الأكثر إعجابًا، وتم منحها العام 2013 عدد من الشهادات الجامعية الفخرية، بينما ضمتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" إلى قائمة أقوى مائة امرأة في المملكة المتحدة.
كما كانت كاميلا تتمتع بعلاقات قوية مع أصدقاء يشغلون مناصب رفيعة، ومن أبرز مؤيديها ومحبيها زوجة رئيس الوزراء البريطاني سامانثا كاميرون التي تلقبها بالمرأة الملهمة للعام منذ 5 أعوام.
وتبرع للمؤسسة فريق كولد بلاي بمبلغ 8 ملايين جنيهًا إسترليني، وكان من بين الرعاة الآخرين ريتشارد برانسون، والمؤلف جي كي رولينغ، والاجتماعية جميما خان، وكذلك ترودي ستايلر، فضلاً عن البنوك الاستثمارية مثل كريدي سويس ومورغان ستانلي، وكذلك عملاق التجارة جون لويس، وكلية مارلبورو، وألما ماتر من دوقة كامبريدج.