دبي – صوت الإمارات
لا شك في أن السينما اللبنانية مرت بظروف عدة أثرت في كمية الإنتاج من جهة وعلى نوعية الأفلام المصنوعة من جهة أخرى، بداية من الأفلام الصامتة، ومرورًا بالفيلم اللبناني الأول الذي عرض في مهرجان كان السينمائي عام 1957 للمخرج جورج نصر وحمل عنوان "إلى أين؟" وليس انتهاء بالسينما التي تعلقت أغلبية موضوعاتها بالحرب اللبنانية، هذا التذبذب كان واضحًا بشكل الفيلم اللبناني الذي بدأ يتراجع حينًا ويتقدم حينًا بخطى بطيئة، لذلك أصبح موضوع مشاهدة فيلم لبناني جيد ليس واردًا كثيرًا خصوصًا مع تقدم السينما في أقطار عربية مختلفة مثل المغرب العربي وفلسطين والخليج العربي وبطبيعة الحال مصر.
نادين لبكي على سبيل المثال لا الحصر قدمت فيلمًا مختلفًا في سكر بنات وبعده هلأ لوين، وأخيرًا تم عرض فيلم "روحي" للمخرجة جيهان في مهرجان دبي السينمائي إضافة إلى مجموعة اخرى من التجاب المميزة.حاليًا وبعد جولة عالمية على أهم المهرجانات السينمائية، يعرض في دور السينما المحلية الفيلم اللبناني "فيلم كتير كبير" وهو التجربة السينمائية الروائية الأولى للمخرج الشاب ميرجان بوشعيا.
فيلم استثنائي بمعنى الكلمة، واسم على مسمى، تستطيع وببساطة أن تتوقع ترشيحه العام المقبل لجوائز عالمية عن فئة أفضل فيلم أجنبي، فهو تحدث عن العاصمة اللبنانية بواقعيتها، بعيدًا عما هو متعارف عليه اعلاميًا، قدم بيروت بكل تخبطاتها ويأسها وضعفها، ولم تكن الحرب اللبنانية حاضرة بقدر ما كانت إرهاصات الحرب وما آلت إليه من إنتاج مجموعة من الفاسدين وتجار المخدرات والسياسيين وهم في الفيلم وجوه لعملة واحدة، لم ترد لوطن مثل لبنان إلا الدعاية الكاذبة، باعتبارها وطنًا ديمقراطيًا وحرًا، كيف يمكن أن تكون هذه الصفة حاضرة مع الطائفية المتغلغلة، وفي إعلام موجه، وفي ساسة يريدون مصالحهم الشخصية على حساب الوطن والشعب. الفيلم من بطولة آلان سعادة، فؤاد يمين بالإشتراك مع وسام فارس، طارق يعقوب، الكسندرا قهوجي، جورج حايك وفادي أبي سمرا وضيف الشرف الإعلامي مارسيل غانم