مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية

دعا أستاذ الدراسات الشرعية في جامعة قطرالدكتور عبدالحميد الأنصاري  علماء الدين إلى التفرغ لتجديد الخطاب الديني؛ ليواكب العصر، وليقضي على التطرف  ولتبني ثقافة في المجتمعات العربية المسلمة تهدف إلى نشر منهج قبول الآخر والتسامح بين الجميع.

جاء ذلك خلال محاضرة قدمها مساء أمس الأول الثلاثاء في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بعنوان " منهج الإسلام في معالجة الظواهر الاجتماعية السلبية"، بحضور مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، الدكتور جمال سند السويدي وعدد من الدبلوماسيين والكتَّاب والمفكرين والصحفيين.

واستعرض الدكتور الأنصاري، خلال المحاضرة، المخاطر التي تهدد مجتمعاتنا العربية والإسلامية، في ظل تحديات كثيرة أهمها التعصب والطائفية وانتشار أفكار التكفير والهدم والقتل بغير وجه حق.

ودعا إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني بسبب ظهور خطابات دينية متطرفة، وأعلن " إننا بحاجة اليوم لخطاب ديني جديد متصالح مع العصر، وإن الخطاب التقليدي غير متصالح مع العالم، ودائما يستشعر أن هناك مؤامرات من الخارج".

وأضاف " نريد خطابا دينيا متسامحا مع العصر، ويحترم الإنسان فقط كونه إنسانا، ويخاطب الإنسان ليس المسلم فقط لأن الإنسان خلقه الله وكرمه دون النظر لكونه مسلماً أو رجلاً أو امرأة"، مشيراً إلى أن التعليم لا ينفصل عن الخطاب الديني، بل هو مكمل له.

وأوصى بضرورة الاهتمام بالتعليم، حيث استشهد بمقولات لنائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن أن لابتكار في التعليم لبناء أجيال أمر ضروري ولا غنى عنه.

وأكد الأنصاري أهمية وضع استراتيجية خليجية مشتركة لتحصين البيت الخليجي وتطوير المنظومة التعاونية، موضحا أن الجميع يواجه خطر التطرف، وهو عدو للجميع، ولا بد من تعاون بين كل الدول العربية، ولا تجدي الحلول الفردية لمواجهة التحديات العابرة للحدود؛ ولأن الشؤون الداخلية تؤثر في الخارج والعكس، وهذه تحديات غير مسبوقة، ولا بد أن يكون هناك جهد مشترك، وتفعيل الحوار العقلاني الناضج، وعدم اتهام الآخرين بالتسبب في الوضع الراهن.

وأضاف أنه لا بد أن تعيد المجتمعات العربية النظر في الصور الذهنية للشعوب الأخرى، وأن نهتم بتنمية أجيالنا فكرياً وثقافياً، وضرورة التخلص من الخوف الدائم، والبعد عن نظرية المؤامرة والخوف من الآخر.

وأوصى الأنصاري بضرورة انتهاج سياسة إنشاء شرطة لرقابة المواقع الإلكترونية التي تبث أفكارا تكفيرية وتستقطب الشباب وتغذيهم على العنف والتطرف، لافتا إلى أن هناك من استشعر الخطر الإلكتروني في دول أوروبية، وبالفعل قاموا بإنشاء هذه الرقابة الشرطية، مشيرا إلى أن هناك خطرا خفيا من " الإنترنت" بسبب مواقع استقطاب الشباب ونشر الأفكار المتطرفة، ولا بد من إدراك ذلك.