أبوظبي - سعيد المهيري
وجه المكتب الدائم للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب الشكر إلى رئيس الدولة،الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وكبار المسؤولين في الدولة لدعمهم واحتضانهم اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي اختتم اجتماعاته مساء أمس الأول في أبوظبي .
وأصدر المكتب الدائم بيانا ختاميا أكد فيه تأييده لموقف دولة الإمارات العربية المتحدة وحقها الثابت في استرداد أراضيها، بكل السبل، وإدانة الاستمرار في احتلال جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى باعتبارها جزءا عزيزا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإدانه ما تقوم به إيران من تغيير لهويتها العربية .
جاء في البيان: "عقد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب اجتماعه في مدينة أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة بين 20 و22 يناير 2015 برئاسة محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد ومشاركة يوسف شقرة النائب الثاني للأمين العام والوفود الممثلة لاتحادات وروابط وجمعيات الأدباء والكتاب العرب في مصر، السودان، تونس، الجزائر، المغرب، فلسطين، الأردن، سوريا، العراق، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، البحرين، سلطنة عمان، اليمن . وقد شرف الاجتماع بافتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان له وإلقائه كلمة الافتتاح .
وناقش المجتمعون ما يدور على الساحة العربية كافة: إيجابا وسلبا، مؤكدين المواقف السابقة بشأن القضايا التي مازالت تشكل تحديا يستلزم مزيدا من التركيز عليها والتنبيه إلى خطورتها، لأنها تشكل خطرا يهدد الوجود العربي، والهوية الوطنية العربية التي تتعرض لمحاولات المحو والتجزئة واستثارة الطائفية والمذهبية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وما يتعرض له شعبنا العربي وأرضنا العربية في فلسطين من عزل وإقصاء وتهويد وحصار وانتهاب لتراثه، ثم المأساة الإنسانية التي تتعرض لها سوريا، وما يعانيه شعبنا العربي في سوريا الذي ما يزال يدافع عن وحدته وتأكيد هويته العربية ويقف صامداً في وجه المؤامرات التي تستهدف وحدته ووجوده ذاته، وكذلك ما يتعرض له العراق، واليمن، وليبيا، وهو لا يبعد كثيرا عما يراد لسوريا، وما تحفل به الساحة العربية من استخدام الدين خاصة في ما يناقض المبادئ السامية التي أرستها الأديان ودعت إليها وأكدتها .
وناقش المجتمعون ما ورد في كلمة وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان من تأكيد علاقة الثقافة بالتنمية وأنها البعد الأساسي في استحداث التمنية المستدامة، ودور الأدباء والكتاب في تأكيد هذا الأمر والعمل على نشره، بالاضافة إلى دور ثقافة التنمية في تأكيد الهوية ومواجهة الفقر .
كما ناقش المجتمعون ما ورد في كلمة عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في اللقاء الذي استضافه في دارته في الشارقة، وأكد فيها ضرورة ترجمة الإبداع العربي ونشره بكل صوره في العالم، ذلك أن هذا هو السيبل الوحيد لتعميق معرفة الآخر بجوهر ثقافتنا وتأكيد مبادئ الحوار البناء والتسامح والسلام، وأنه على استعداد لدعم أي جهود تبذل في هذا المجال .
وأثارت الندوتان اللتان عقدتا عن "الملكية الفكرية" و"التنمية" أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية وضرورة إصدار القوانين الخاصة بها، حفاظا على حق المبدعين في الاستفادة من إبداعهم بما يكفل الحياة الكريمة لهم، ويسهم في تحقيق التنمية ثقافيّا واقتصاديّاً واجتماعيّاً . كما أكدت ندوة الثقافة والتنمية- دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجا، المعاني التي وردت في كلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان من العلاقة بين الثقافة والتنمية المستدامة، وهو ما عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيقه ليكون نموذجا يمكن الاستفادة منه على الصعيد العربي عامة .
وأكد المجتمعون أن قضية فلسطين هي رأس القضايا العربية وطليعتها، ولا بد من استعادة الحضور لهذه القضية بما يليق بأهميتها في هذه اللحظة التي تتعرض لها فلسطين على جميع الصعد، ذلك أن هذه الثقافة الفلسطينية لا بد من دعمها بما يعزز دورها وفاعليتها في مواجهة أدوات الاحتلال التي تريد إلغاء الهوية الفلسطينية ومحوها .
وأكد المجتمعون أن حفظ الذاكرة وتدوينها وتوثيقها في فلسطين وخارجها هو الأساس لترسيخ الوعي في مواجهة الوعي الاحتلالي النقيض، والإشادة بالتجربة التونسية بداية من ريادتها في حدث الحراك الاحتجاجي العربي التاريخي، وصولاً إلى تصحيح مسار الثورة بشكل حضاري انتهى بانتخاب مؤسساتها الدستورية دون الوقوع في فخ العنف والصراع، وتوجيه التحية إلى مصر لما أنجزته من استحقاقات ديمقراطية ينبغي دعمها وحمايتها من أجل تحقيق الاستقرار، وبناء دولة الحرية والعدل، وتأييد الخطوات التي اتخذتها وتتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على أمنها، وضمان استقرارها، واستمرار نهضتها وتنميتها، وبخاصة ما اتخذته من إجراءات لمواجهة الإرهاب ومن يدعمونه .
تأييد موقف دولة الإمارات العربية المتحدة وتأكيد حقها الثابت في استرداد أراضيها، بكل السبل، وإدانة استمرار إيران في احتلال جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى باعتبارها جزءا عزيزا من دولة الإمارات العربية المتحدة، وإدانه ما تقوم به من تغيير لهويتها العربية .
وجاء في البيان أن ليبيا تتعرض إلى أخطر المؤامرات من قبل قوى الهيمنة الغربية باستهدافها واستهداف ثرواتها الطبيعية وجعلها قاعدة لتمرير مشروع تقسيم الأقطار العربية ومصادرة المواقف الوطنية فيها، وضرورة الحفاظ على تراث سوريا وإدانة كل أشكال التكفير الإرهابي التي تطول وحدة الأرض والشعب، وضرورة التمسك بثقافة المقاومة لمواجهة المشروع الصهيوني والاعتداءات التي يشنها على الأمة العربية، وآخرها عدوانه السافر على القنيطرة المحررة بتاريخ 17-1-،2015 وتشجيع ودعم الحوار السياسي (السوري- السوري) للوصول إلى حل يجنب خراب سورية ويوقف التدمير والقتل فيها .
وأكد البيان ضرورة مواجهة ما يحدث في العراق والتصدي للهجمات المتطرفة الشرسة المنظمة التي تستهدف العقل العراقي ومنجزه الحضاري، وتفتيت الدولة الوطنية ومحو ملامح حضارتها وتراثها العربي، وكذلك عمليات التفجير اليومية التي تستهدف المواطنين العزل من السلاح، وإدانة ما يحدث في اليمن من استهانة بالأرواح والدماء، ومن تدهور وشلل في أمن البلاد، وحمل البيان الفرقاء السياسيين كافة المسؤولية عما يحدث للبلاد من انزلاق للفوضى العامة وانهيار للدولة، ويناشدونهم الانتصار لليمن أولاً ولقيم الحوار والتسامح والتعايش حتى لا تجرّ البلاد إلى هوة الفتنة المذهبية وما يترتب عليها من دمار، وضرورة احترام علاقات حسن الجوار بين الدول وشجب التدخل السافر لإيران في الشأن الداخلي لمملكة البحرين .
وجاء في البيان إن حرية الكاتب وحرية الكلمة وحرية الرأي هي صمام الأمان أمام العالم أجمع ضد نمو خلايا وبؤر الإرهاب لا في العالم العربي وحده بل في كل أرجاء العالم الذي يشهد عربدة التكفيريين والذين يتزيون بزيّه لتحقيق أهداف لا علاقة لها بصحيح الدين ولا بمبادئه السمحة .
وقدر البيان جهود السودان لإثراء الحوار الوطني والمجتمعي لتوحيد الصف حول الحلول العملية والناجعة لإحلال السلاح في مناطق النزاع، والتداول السلمي للسلطة بين كافة أبناء الوطن الواحد .