مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي

أقر مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي خطته وأهدافه الاستراتيجية على مدى السنوات الثلاث المقبلة التي تنطلق من نشر وتعميم صحيح الإسلام، وفهم رسالته السامية التي تتطلب من أجل تحقيقها العمل على إطفاء الحرائق، وضرورة تلاقح الثقافات على شتى المستويات الدينية والأخلاقية والفلسفية أو المعرفية، وإعداد الجيل المقبل من العلماء العقلانيين والمتنورين، من أجل عمارة الأرض بالسلم والوئام بدل الحرب والخصام.
وتقتضي استراتيجية المجلس العمل على ثلاثة محاور تشمل: تعزيز الحوار، وبناء القدرات، ونشر الوعي.
جاء ذلك، في ختام الاجتماع الذي عقده مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي، بمشاركة خيرة العلماء المسلمين بالعالم الإسلامي، في فندق سانت ريجيس.
ودعا رئيس مجلس حكماء المسلمين،فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب،  المسلمين إلى وحدة الكلمة، والصف، مؤكداً أن ما يقوم به مجلس حكماء المسلمين هو لمصلحة الأمة والإصلاح بين الناس.
وأكد فضيلته أن المجلس يسير بخطى ثابتة في سبيل إتمام عمله، والبدء في تحقيق الخطة السلمية الاجتماعية، ولدى المجلس خطط كبيرة وكثيرة للتصدي للمشكلات، والقضاء على البؤر الفكرية التي أضرت بالأمة.
ودعا مجلس حكماء المسلمين، عقلاء الأمة وجميع الغيورين على الإسلام وأهله والأجيال المقبلة إلى العمل كتفاً بكتف من أجل وقف حمامات الدم، التي تسيل بغزارة هذه الأيام في بعض ديار الإسلام؛ دون رادع من دين أو وازع من وجدان أو ضمير.
وناشد جميع الأطراف، والمؤسسات الرسمية والأهلية، والفئات الطائفية، تضميد الجروح النازفة، ومن ثم الانخراط فوراً في حوار بين كل الجهات المتنازعة، مهما كانت المسوغات أو الذرائع والمبررات.
وناقش المجلس في اجتماعه الثالث، أهمية إيجاد أدوات ووسائل عملية لتعميم ثقافة السلم والتسامح وتعزيز الحوار داخل المجتمعات المسلمة، بموازاة الحوار مع جميع الأديان حول مختلف القضايا الإشكالية أو المختلف عليها أو حولها.
وتضمنت استراتيجية المجلس خطة شاملة تؤكد أهمية الحوار في مجال تعزيز الخطاب الديني الذي يعكس قيم وتعاليم الإسلام، والانخراط في حوار مفتوح مع جميع النخب الدينية والفكرية والسياسية وقادة المجتمع المدني في العالم أجمع من دون استثناء، بالإضافة إلى العمل الفوري والحثيث على بناء القدرات من خلال مناهج تلبي احتياجات الشباب في القرن الحادي والعشرين، وتدريب الشخصيات الدينية على رفد الخطاب السلمي العالمي بقيم التعارف الإسلامية المدهشة، ونبذ العنف والتطرف وإقصاء الغلاة والمتشددين الذين يضيقون على الناس حياتهم.
إلى جانب ذلك، تتضمن الاستراتيجية مرتكزات وخطوات ميدانية جادة تسهم بفعالية في رفع مستوى الوعي بالإسلام ورحمته وسماحته، ومساعدة الشباب المسلم وغير المسلم على تنظيم الملتقيات والمنتديات بغرض تبادل الخبرات في إطار تعزيز ثقافة السلام، من خلال تنظيم ورش التدريب والتأهيل لإعداد العلماء الشباب للنهوض بثقافة السلم والتسامح والحوار، كما يليق بالدين الحنيف، الوجه الآخر للسلام كما أراده الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله والسنة الشريفة.
وكذلك تضمنت تشكيل "فرق سلام"، مهمتها زيارة المناطق الساخنة في إطار المحاولات لفض النزاعات بالسبل السلمية، وتنظيم مؤتمرات إقليمية سنوية تشارك فيها جميع النخب من الطوائف والمذاهب الإسلامية لتعميق ثقافة السلم والحوار والانفتاح على العصر والزمان بأدواته العلمية والعقلانية.
وإقامة شراكات مع الجامعات المهمة حول العالم بغرض تنظيم ندوات وملتقيات دورية للطلبة بغرض تعزيز ثقافة الحوار والتسامح وقبول الآخر على اختلافه أو تباينه سواء في الآراء والأفكار أو المعتقدات. بالإضافة إلى إقامة المكتبات المعززة بالكتب التنويرية التي تضيء على الإسلام بروحه النقية الخالية من أدران التعصب والانغلاق، المطرزة بالقيم الإنسانية النبيلة على كل المستويات الدينية والأخلاقية، لمساعدة الباحثين والدارسين في تعميق ثقافة السلم والتسامح وترسيخ قيم الحوار والمشاركة الإيجابية في عمارة الأرض بالخير والجمال والمسرة.