الشارقة - صوت الإمارات
أوضح رئيس معهد "الشارقة" للتراث عبدالعزيز المسلم، أنَّه تنفيذا لتوجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يعمل المعهد على تسجيل "مهرجان أيام الشارقة التراثية" ضمن روائع التراث في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، مشيرا إلى استقطاب أحد خبراء المنظمة والعمل يجري حاليا لإعداد الملف الخاص بالتسجيل.
وأوضح المسلم في حديث لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن حاكم الشارقة أبدى إعجابه الكبير بفعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها الحالية الـ13 من حيث تنوعها واستعراضها للتراث الإماراتي والخليجي، وصولاً إلى التراث العربي وفكرة الحواس الخمس التي تم تطبيقها هذا العام .
وأضاف أن إدارة الأيام التراثية عملت على تنفيذ توجيهاته بإبراز المباني التاريخية الحقيقية على شكلها الطبيعي والواقعة في منطقة قلب الشارقة وتخصيص ساحات أكبر لتجوال الزوار .
وتوقع المسلم تجاوز عدد زوار أيام الشارقة التراثية مع نهايتها حاجز الـ300 ألف زائر، حيث توافدت أعداد كبيرة من الجمهور والزوار والمهتمين إلى قلب الشارقة واستمتعوا بالرقصات الشعبية الإماراتية والفنون التراثية التي تعكس أصالة وقيم وهوية المجتمع الإماراتي واستمتعوا بجماليات الأزياء الشعبية.
وأوضح أن فكرة تمديد أيام الشارقة التراثية لأكثر من ثلاثة أسابيع جاء تلبية لرغبة الجمهور من زوار الأيام إضافة إلى رغبة معهد الشارقة للتراث في تعريف الجيل الحالي والأجيال القادمة بأصالة الماضي وتمكينهم من استكشاف ذلك الزمن بكل ما فيه من عادات وتقاليد أصيلة تعبر عن الموروث الشعبي للأجداد.
وذكر أنَّ أيام الشارقة التراثية تمثل حدثا حيويا في التراث الثقافي الإماراتي بما توفره من مناخ مناسب، مشيرا إلى أن الفعاليات ستستمر حتى يوم 25 نيسان/ أبريل الجاري، ولكن بعض المشاركين من الذين يقدمون الأطعمة والأكلات الشعبية سيستمرون في تقديم عروضهم حتى نهاية الشهر الجاري.
وأضاف أنه تنفيذا لتوجيهات حاكم الشارقة في إبقاء منطقة قلب الشارقة حية طوال العام، فإن الإدارة ستفعل ساحة التراث في نهاية الأسبوع بفعاليات تراثية متنوعة ما يشكل تظاهرة ثقافية تراثية أسبوعية.
وأوضح رئيس معهد الشارقة للتراث أن الدورة الحالية من أيام الشارقة التراثية تحمل فعاليات وأنشطة وعناوين جديدة من بينها عمليات التجديد والإضافة الكبيرة للبنية التحتية وقرى "الحواس الخمس والطفل التراثية والحرفيين" ومجلس الرواة ومعرض الشارقة في القلب ومزاد يومي للتراث وتوفير حزمة جديدة ومميزة من البرامج والفعاليات من شأنها أن تقدم التراث الشعبي بأوعية مبتكرة ومحفزة، فكثير من القوالب التقليدية لعرض التراث استبدلت بها قوالب جديدة لاستقطاب الأجيال الجديدة للانصهار في تراثهم، بما يعود عليهم بالفائدة والمعرفة التراثية والثقافية.
وأشار إلى أنه تم تخصيص ركن لكل فعالية من هذه الفعاليات الجديدة مع حفاظ الأيام على التميز طوال الدورات السابقة، خاصة البيئات الإماراتية المتنوعة من بيئة جبلية وبحرية وصحراوية وزراعية والفنون الشعبية والفولكلورية والبرنامج الثقافي والفكري الزاخر بالمحاضرات والندوات والمسابقات المتنوعة مثل مسابقات " التصوير والمثل ولقيت يدّوه وقص الأثر واللغز اليومي" ومركز التواصل الاجتماعي.
وبشأن اختيار منطقة قلب الشارقة مقرا وموقعا لمعظم فعاليات أيام الشارقة التراثية، قال إن قلب الشارقة هي منطقة التراث وتعد المكان الأمثل لفعاليات أيام الشارقة التراثية، حيث يكون الجميع على تماس مباشر مع المكان ومنه يمكن استحضار الماضي العريق بكل ما كان فيه من أسواق وأماكن ومواقع وإبداعات صنعتها أيادي من سبقونا.
وأشار إلى أن أيام الشارقة التراثية وبهدف تعريف الجيل الجديد بتراثنا والبيئات الإماراتية المتنوعة، وكيف ركزت حياة الأجيال السابقة على الأطفال كونهم الجيل الجديد الذي نشأ في ظروف وأوضاع مختلفة.
وأكد حرص المعهد على تقديم المعلومة الوافية للأطفال عن التراث بمختلف بيئاته وعناصره ومكوناته، وعلى استمرار وديمومة تواصلهم وتفاعلهم مع تراث أجدادهم، لذا تم تخصيص "قرية الطفل التراثية" التي تشمل ورش الجبس والتلوين وعروض لحكايات شعبية قديمة ومخيم الحكايات الذي يستضيف شخصية الحكواتي يوميا، يسرد قصة شعبية تروي بعض من الموروث الثقافي للأمم.
وأشار المسلم إلى أن فرق الأطفال الغنائية تقدم عروضا تفاعلية على مسرح القرية حيث تشارك فرق من أوكرانيا وروسيا وكازاخستان وبلغاريا وتتارستان إضافة إلى فقرات متنوعة لإلقاء الشعر وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي تسمح للطفل أن يعيش جميع تفاصيل الماضي.
وأكد أن المعهد يشعر طوال مسيرة 13 عاما من أيام الشارقة التراثية بالاعتزاز والفخر لما تحقق منذ دورته الأولى العام 2003 حيث حققت إنجازات مهمة على صعيد التعريف بالتراث على مستوى الإمارات وعلى المستوى العربي والمستوى العالمي والتفاعل معه.