لندن ـ كاتيا حداد
تتمتع رسومات التلوين بجاذبية خاصة ليس فقط لدى الأطفال ولكن أيضًا عند البالغين، ويزعم أحد أفضل الرسامين في بريطانيا سير كوينتين بليك، أن كتب التلوين تقيد خيال الطفل وتحد من إبداعه، وهو الأمر الذي لا يرحب به البالغون لإقبالهم على هذه الهواية.
ولم يكن اللعب في أقلام التلوين مثير للجدل بمثل هذه الطريقة، فقد كانت كتب التلوين بديلًا يتجه إليه الأطفال للابتعاد عن توبيخ الآباء، للاستمتاع ببعض الدقائق الهادئة وملء الرسومات بالألوان.
ولا يرحب كوينتين تمامًا باستخدام كتب الرسومات كوسيلة لتعليم الأطفال الرسم، مشيرًا إلى أنها تحد من الإبداع، لافتًا إلى ضرورة ترك مساحة أمام الأطفال لرسم ما يريدون، "أعتقد أن الأطفال يستمتعون بالتلوين، ولكن أعتقد أنهم لن يمانعون في استخدام القلم لرسم أشياء مختلفة".
ولم يُقابل رأي الرسام العريق البالغ من العمر (82 عامًا) بترحيب من قبل البالغين، الذين يدخلون بقوة في نشاط يميز الصغار، وكان الناشرون الفرنسيون يسوقون كتب رسومات التلوين العام الماضي، كعلاج مهدئ يحد من الإجهاد، وحينها بيعت أسرع بكثير من كتب الطبخ.
وتمكن الاتجاه الجديد لتلوين كتب الرسومات من جذب الكثير من النساء البريطانيات في الآونة الأخيرة، حيث أكد موقع "ووتر ستون" ارتفاع نسبة مبيعات كتب التلوين للناضجين بنسبة 300%.
ويعزى الاهتمام المفاجئ من قبل البالغين بهذه الكتب إلى الترويج لها باعتبارها أداة بسيطة للتأمل وتنبيه الذهن، وذلك لأنها تنطوي على التركيز تمامًا أثناء التلوين، وعدم عبور الخطوط السوداء السميكة في الرسومات.
وأكدت دراسة جديدة صدرت هذا الأسبوع، أن التلوين أداة فعالة لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة، وأشارت مجلة العلوم النفسية، إلى أن المهام الإدراكية التي تتطلب قدرات بصرية مكانية، مثل لعب لعبة "تتريس" أو تلوين الكتب، تخفف من خيالات الذاكرة البصرية في المرضى ما بعد الصدمة، مما يعني أن كتب التلوين يمكن أن تهدئ العقل المضطرب.