جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية

نظمت جمعية البدية للثقافة والفنون الشعبية ضمن فعاليات "منتدى الفجيرة الرمضاني" أمسية رمضانية بعنوان "الشباب والمواطنة الصالحة" استضافها مطر صالح الكعبي، ألقاها المدرب المعتمد في التنمية البشرية والتطوير المؤسسي راشد عبيد السلامي، ، وقدمه للحضور الشاعر والإعلامي خالد الضنحاني، وحضرها الدكتور حمدان أحمد الغسية، وعبدالله سعيد المرشدي رئيس الجمعية، وعدد من المثقفين والتربويين.

وأكد السلامي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهودا كبيرة في تعزيز الهوية الوطنية، وبناء مجتمع متماسك محب لوطنه يسهم في مسيرة البناء والتنمية المستدامة في ظل قيادتنا الرشيدة، من أجل الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة.

وأوضح السلامي إيمانا من حكومتنا الرشيدة بمسؤولية هذا الدور كان لازماً على الأسرة الإمارتية أن تسهم في عملية البناء من خلال دورها التربوي الفاعل في دعم المواطنة الصالحة، مشيرا إلى أن الدور الذي يقوم به الآباء تجاه الأبناء الذين يعدون عماد الدولة ورأس مالها البشري وعمودها الفقري، هو دور مجتمعي ومؤسسي وفردي مشترك؛ يجب أن يتعاون فيه الجميع.

وذكر أن خصائص جيل الألفية الثالثة تكمن في النقاط التالية: يحب التغيير، القدرة على اتخاذ القرار، سرعة التكيف، الميل نحو العزلة والتمكن من التعامل مع تكنولوجيا المعلومات، مقدماً قراءة للمجتمعات الأميركية في قطاعها الشبابي وما تعانيه من واقع الإحصائيات والدراسات.

وأوضح أن شكاوى الآباء في المجتمعات الخليجية من الأبناء تتمثل في أنهم لا يحبون التقيد ولا يلتزمون بتوجيهات الأبوين، ويفضلون الوجبات السريعة والأكل خارج المنزل، كما لا يبدون اهتماماً نحو التعلم، إضافة إلى أنهم مقلّون في التواصل العائلي.

ولفت السلامي إلى جهود دولة الإمارات في رعاية أبنائها وتقديم أفضل الخدمات التي تصل بأبناء الإمارات إلى المستوى الريادي المتقدم بين دول العالم. منوهاً إلىى الدور الريادي والقيادي لرب الأسرة وفقاً لدراسة «كوزس وبوسنر» حول القيادة النموذجية والمتمثلة في القدوة الحسنة في السلوك والممارسة، وامتلاك رؤية واضحة في مسار تربية الأبناء بما يعزز دورهم المستقبلي في خدمة وطنهم وولائهم لقيادته، إضافة إلى التحدي المتمثل في مواجهة مشاكل التربية بأفق واسع وبعد نظر بعيدين عن القرارات الانفعالية، وتمكين الأبناء من أدوار وأعمال ومسؤوليات يكلفون بها كل حسب قدراته، وأخيرا التحفيز وهو مطلب أساسي وداعم رئيس في التربية.

من جهته تناول الشاعر والإعلامي خالد الظنحاني، المشرف العام لمنتدى الفجيرة الرمضاني مضمون الأسرة، وأكد أن لها دورا كبيرا في تنشئة الأبناء التنشئة الصالحة التي تحثهم على الإخلاص للوطن والتفاني في خدمته وتنميته، كما ترسخ في نفوسهم قيم الولاء والانتماء والمواطنة الإيجابية التي تعينهم على الارتقاء بأنفسهم وبوطنهم العزيز.

وأكد أهمية المجالس الشعبية في ترسيخ القيم والسلوكيات الإيجابية والمهارات الحياتية وغرس مبادئ المشاركة الوطنية في نفوس الشباب، والتي بدورها تحصنهم ضد مخاطر الحياة وتسهم في بناء شخصيتهم ليكونوا مواطنين صالحين نافعين لأنفسهم ولدولتهم.

وذكر الظنحاني أن الأمسية ترتكز على أربعة محاور رئيسية هي: الجيل الجديد الخصائص والسمات، بوصلة الرعاية الأسرية تتجه إلى أين؟، المواطنة وتحديات الواقع، والتربية في زمن الإتاحة والانفتاح.

ولفتإن الشباب هم الثروة الحقيقية والقوة المؤثرة التي تدفع التنمية نحو الأمام، ذلك أنهم الوقود البشري لحركة النمو والتقدم والازدهار وبناء الوطن، والأمل الذي يتطلع له الأمم والشعوب، مشيرا إلى أن الشباب المتسلح بالعلم والثقافة هو أقدر على حمل لواء التنمية والتطوير والارتقاء بالوطن.

في الإطار نفسه، أوضح الدكتور حمدان أحمد الغسية لا يخفى على الفطرة السليمة أن أي دولة لن تستطيع قيادة ركب التقدم في معزل عن ترسيخ وتفعيل مبدأ المواطنة الذي يجسد التفاعل الإيجابي بين الدولة وأبنائها المواطنين؛ وهو أحد أهم دعائم الاستقرار.

وأضاف لذلك كان لزاما علينا ترجمة المواطنة عن طريق الأفعال ولا نكتفي بالأقوال والشعارات، ذلك أن الأفعال تأتي من خلال احترام القوانين والأنظمة وعدم مخالفتها وبث روح الولاء للوطن ولرئيس الدولة «حفظه الله» في نفوس أبنائنا.

وأكد الغسية في مداخلته على بعد المواطنة وترسيخه من خلال التربية، مشددا على أهمية الخدمة الوطنية في هذا الجانب ودورها الريادي في دعم المواطنة الصالحة. وأوضح عندما أصدر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 2014 بشأن الخدمة الوطنية والاحتياطية، وهو القانون الذي جاء بأهداف تؤكد غرس وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتضحية في نفوس أبناء الوطن، وربط تلك القيم بالمبادئ الصحيحة لديننا الحنيف والتنشئة الوطنية السليمة لمختلف الأجيال، وتعزيز المقومات الشخصية القيادية من حيث مختلف الركائز كالقوة البدنية والاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية والانضباط واحترام القانون وتقدير قيمة الوقت؛ كانت ردة فعل شباب الوطن على هذا القانون مشرفة جداً وتدعو للفخر والاعتزاز، فقد انتفضوا ملبين نداء القيادة، مسطرين أعظم صور المواطنة الحقيقية التي تنشدها الدولة والحكومة والشعب.