الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان

أشاد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، بالدور الكبير الذي بذله رواد الرواية الخليجية والمبدعون الخليجيون، لتتبوأ الثقافة مكانتها التي تليق بها، مشيرًا إلى أن السرد الخليجي بشكل خاص له مكانة مرموقة في حياة المنطقة، وهذه المكانة تعكس عراقة التاريخ وعمق التراث وتفرد الموقع الجغرافي، من خلال كتابة سردية فائقة لها مكنوناتها الروحية والفكرية، وهي دائمًا قادرة على نقل رسالتنا الإبداعية إلى العالم كله بلغة تعتمد البلاغة والصدق وتحمل مواهبنا إلى العالم.

وكان وزير الثقافة وتنمية المعرفة قد كرّم رواد الرواية الخليجية، صباح أمس، على هامش انطلاق جلسات ملتقى السرد الخليجي، في دورته الثالثة التي تستضيفها الإمارات في العاصمة أبوظبي، كمبادرة من دولة الإمارات تحدث لأول مرة في دورات الملتقى، في إطار دعمها للإبداع والمبدعين الخليجيين، والمكرمون هم: ليلى العثمان من الكويت، وبدرية بنت إبراهيم الشحي من سلطنة عمان، وأمين صالح من البحرين، والإماراتية سارة الجروان، والسعودي عبدالعزيز صالح الصقعبي، ومحمد عبدالحميد كافود من قطر، كما كرّم رؤساء الوفود الخليجية المشاركة في الملتقى، موضحًا أن احتفاء الملتقى برواد السرد الخليجي، وتكريمهم، والتعبير عن الاعتزاز بهم، هي نظرة واثقة إلى المستقبل، نتطلع من خلالها إلى المزيد من التألق والنجاح وتبادل التجارب والخبرات، ونشر الإنتاج الفكري والممارسات الثقافية المتميزة في ربوع المنطقة بأَكملها.

وشدد الشيخ نهيان أن مثل هذه الأحداث تنظم دائمًا لدعم الإبداع الثقافي في البلاد، وتنمية المعرفة في كل أرجائها، بما يسهم في تشكيل الوجدان القومي، وإثراء حياة أبناء وبنات دول الخليج، وبما يعزز لدى الجميع روح الانتماء والولاء، ويؤكد قدرة المثقفين والمفكرين على التعبير عن آمال وطموحات الشعوب والحفاظ على تراثها وتأكيد هويتها، ودعم قدرات المجتمع على التعامل الذكي والناجح مع كل القضايا والتحديات، بل والانفتاح كذلك على العالم بكل ثقة بثقافتنا وإرثنا الحضاري.

وأضاف "إن ملتقى السرد إنما هو تأكيد أصيل على قناعتنا المشتركة بأن الثقافة والفكر، هما دائمًا في موقع القلب من مسيرة دول الخليج، كما أنه إدراك أن الثقافة في أحد جوانبها المهمة هي سرد ذات، ورواية حياة، وتعبير عن التجارب، فالسرد ينطلق بالروح والفكر إلى آفاق واسعة ومتجددة تتأكد من خلاله قيم الخير والحق والجمال". وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى أن الإمارات تحتضن أدباء الخليج في ملتقى السرد الخليجي، وهي تحتفل بعام القراءة الذي يمثل مبادرة رائدة أعلنها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لكي تسلط الأضواء على أهمية القراءة والتأليف والترجمة، التي هي في واقع الأمر سمات الثقافة الحية والمتطورة، وهي أيضًا الركائز الراسخة والمهمة لمجتمع المعرفة الذي هو مجتمع المستقبل بكل تأكيد، لافتًا إلى أن ملتقى السرد هو مناسبة طيبة للتأكيد على أهمية القراءة والكتابة سويًا كمجالات تبهج النفوس، وتتنامى من خلالها مشاعر إنسانية رفيعة، لنشر المحبة والسلام، وتعزيز أواصر التكافل والتعاون والعمل المشترك.

وأشار إلى أن هذا الملتقى خطوة على طريق تعزيز العلاقة الوثيقة بين السرد في الخليج والسعادة للإنسان، وما يرتبط بذلك من قيم إيجابية على مختلف الأصعدة.

ويناقش ملتقى السرد الخليجي الثالث، على مدى ثلاثة أيام، العديد من القضايا المتعلقة بالسرد وخصوصية السرد الخليجي في مجالي الرواية والقصة القصيرة، كما يعرض لتجارب الرواد في مجال الرواية والقصة، كما يقام على هامش الملتقى معرض خاص بإصدارات وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إضافة إلى احتفاء خاص برواية "شاهندة" التي كتبها راشد عبدالله النعيمي، في نهاية سبعينيات القرن الماضي، كأول رواية إماراتية.

وأشاد مدير إدارة الثقافة بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، سعد سليمان النصبان، بجهود دولة الإمارات في تنظيم الدورة الثالثة من ملتقى السرد الخليجي، مثمنًا حضور ورعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، لهذا الحدث الخليجي، مضيفًا أن تكريم رواد الرواية الخليجية في هذا الملتقى يعد لفتة كريمة من وزارة الثقافة الإماراتية الجهة المنظمة للحدث، التي تحدث لأول مرة في دورات الملتقى، وتؤكد قيمة هؤلاء المبدعين في الحياة الثقافية والمعرفية بشكل عام.

وأوضح النصبان أن وجود ملتقيات السرد ضمن خطة التنمية المعتمدة من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون، يأتي ثمرة لجهود مخلصة من وزراء الثقافة بدول المجلس إيمانًا منهم بقيمة السرد الأدبي ودوره المهم، ليس فقط باعتباره عملًا إبداعيًا، سواء في مجال الرواية أو القصة، وإنما لدوره أيضًا في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيز فكرة الهوية، إضافة إلى قدراته على الوصول إلى المتلقي بما يحمل من رسائل تنويرية بعيدًا عن التطرف والإرهاب.