دبي – صوت الإمارات
وصلت مسابقة "نبض الصورة" و"شاعر الشطر"، التي تقام في إطار برنامج "البيت" بتنظيم وإنتاج من مركز حمدان بن محمد لإبداع التراث، إلى قمة الإثارة مبكرًا، من خلال وصول 15 شطرًا لأول مرة إلى قائمة الشاشة الذهبية، التي يرشح أصحابها للقب "شاعر الشطر"، في حلقتها الرابعة التي امتدت إلى بعد منتصف ليلة أمس، بمدينة دبي للاستوديوهات.
وحققت المسابقة ذاتها لأول مرة صفة الإجماع على الموهبة المستحقة التتويج، حيث أجمع أعضاء لجنة تحكيم "الشطر" في اختيارهم هوية الفائز، وهي الظاهرة التي لم تتكرر في الحلقات الثلاث السابقة، لكن منشد "الشلة" الضيف صالح اليامي، استعصى على اختيارته هذا الإجماع، وفضل ترشيح شطر يخالف اختيارات "التحكيم".
وبعد منافسة مع آلاف الأشطر التي قدمها شعراء ومشاركون على مدار ساعتين، اختارت لجنة تحكيم مسابقة الشطر، المشاركة الفائزة، حيث أعلنت اللجنة صدر بيت، مطالبة المشاركين تكملته بالعجز الأنسب، حيث جاء الصدر المعلن:
"علاج واحد ينفع لكل الجروح"، قبل أن يفوز صاحب العجز "يقينك أن الله إذا أحبك بلاك"، ليكتمل البيت الأمثل من وجهة نظر أعضاء لجنة التحكيم، حيث تبين أنه للشاعر ذعار متعب الديري، الذي سيكون ضيفًا على البرنامج الأسبوع المقبل، لتسلم درع الجائزة، والقيمة المادية لجائزة شاعر الشطر وقدرها 100 ألف درهم.
وفي المسابقة نفسها، اختار ضيف فقرة "الشلة" المنشد السعودي صالح اليامي، الشطر: "إنك تثق ف الله": ما هو فـ"العلاج"، ليكون البيت الفائز من وجهة نظره، وهو للشاعر راكان العتيبي، الذي سيستحق أيضًا جائزة نقدية قدرها 100 ألف درهم.
وأثارت الصورة التي عرضت في حلقة الأسبوع الماضي الشعراء، واستفزت قريحتهم بشكل انعكس في غزارة المشاركة، قبل أن تذهب الجائزة لمسعود سليمان الفليح، تلاه الوصيف الأول سالم سليم، ثم الوصيف الثاني مشعل خلف السراري، ليستحق الفائزة بمسابقة نبض الصورة درع المسابقة وجائزة مالية قدرها 100 ألف درهم، بالإضافة إلى 100 ألف درهم أخرى مقسمة بالتساوي بين الوصيفين.
وأعرب أعضاء لجنة تحكيم مسابقة نبض الصورة إعجابهم الشديد بالأعمال المقدمة في هذه الجولة، خلافًا للجولة التي سبقتها، التي رأوا فيها أن الصورة تفوقت على الخيال الشعري للشعراء فيها، على عكس هذه الدورة التي سعى الشعراء إلى مضاهاة جماليات الصورة، بجماليات شعرية مبتكرة.
وكشف مقدم البرنامج الدكتور بركات الوقيان، عن الصورة محور المسابقة الجديدة وهي أيضًا من الأعمال الفائزة في مسابقات جائزة حمدان بن محمد للتصوير الضوئي، حيث أدرك المصور بعبقرية عدسته الخاصة، صورة بانورامية مبهرة، لقارب بسيط تقوده امرأة، تبحر بابنتها الصغيرة باتجاه مدرستها، ويلفت فيها ابتسامة رضا مشرقة للصغيرة، رغم ضيق ذات اليد وبساطة الحياة التي تعكسها جوانب الصورة.
وذكر الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك الحراك الإيجابي الذي نجح برنامج "البيت" في إثارته وقدرة البرنامج على إثارة اهتمام قطاعات واسعة من المهتمين بالشعر النبطي، ليس على صعيد الإبداع فقط، بل ومن دوائر متذوقيه أيضًا.
وتوقع بن دلموك أن يشهد البرنامج في دورته الثالثة مزيدًا من الألق في حلقاته المقبلة، مشيدًا في الوقت نفسه بالجهود الذي تبذلها اللجان المختلفة للبرنامج، لإنجاز "البيت" في الحلة المناسبة له، باعتباره إحدى المبادرات المهمة لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وذكر المشرف العام على برنامج البيت، الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي، إن طبيعة ما يتم طرحه ليكون نواة للإبداع، سواء في مسابقة الشطر أو نبض الصورة، يتيح تفجير إبداعات الشعراء في العديد من الحقول الشعرية، التي تعتمد بشكل رئيس على خصوبة الخيال، وأصالة الموهبة الشعرية، مؤكدًا أن هناك حالة الارتفاع المتواتر في التفاعل مع ما يطرحه البرنامج، سواء في ما يتعلق بمسابقة نبض الصورة أو الشطر، مشيرًا إلى أن هذه الحالة الكمية ترافقها في معظم الأحيان طفرة نوعية ملحوظة،وتوقع البستكي كذلك حدوث طفرة في المشاركات النسائية خلال المرحلة المقبلة، بدافع تحفيزي لوصول شاعرة للقب شاعرة الشطر، معتبرًا هذا الواقع انعكاسًا صادقًا لإبداعات الشعر النسائي النبطي في منطقة الخليج عمومًا، متوقعًا في الوقت نفسه ألا يقف هذا الإنجاز عند حدود ما حققته الشاعرة هيا الدوسري، في الحلقات المقبلة.
وأشاد المنشد صالح اليامي بإقرار البرنامج فقرة خاصة للشلة، تستوعب في ظلالها المنشدين، مؤكدًا أن برنامج "البيت" يقدم فرصة ذهبية للمنشدين، تمكنهم من إبراز صلتهم القوية بفرادة وتميز الإبداع، بعد مراحل طويلة انصب فيها التركيز والهالة الإعلامية بشكل أكبر على الشعراء دون المنشدين.