أبوظبي - سعيد المهيري
احتفى اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبوظبي بتجربة الكاتب والمخرج المسرحي الإماراتي صالح كرامة العامري، وبخاصة مسرحيته (حاول مرة أخرى) الفائزة بسبع جوائز في مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر لعام ،2014 منها الجائزة الكبرى كأفضل عرض متكامل، وجائزة أفضل نص مسرحي، وذلك في الأمسية التي نظمها اتحاد الكتّاب في قاعة عبدالله عمران تريم مساء أمس الأول مقر الاتحاد في معسكر آل نهيان، قدّم الأمسية الإعلامي عبدالرحمن نقي مستعرضا سيرة الكاتب الذاتية ومسيرته الإبداعية، وحضرها الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد والشاعر سالم بوجمهور والشاعر والناقد محمد نورالدين، وعدد من الكتاب والأدباء .
ولفت حبيب الصايغ إن الاحتفاء بأعمال صالح كرامة العامري أمر بالغ الأهمية وتكريمه تكريمٌ لكل مبدع إماراتي، ودعوة للآخرين للإبداع الجاد، لافتاً إلى أن أحد أعمال كرامة الفائزة، والذي ارتبط اسمه بالفوز مغزاه أن الإنسان لم يعد الأول، بل أصبح الأول مكرر وهذا ما تحثنا عليه قيادتنا الرشيدة .
وأضاف: "جميل أن يتنزل فوز كرامة في هذا السياق خاصة أن هذا العام يمثّل عام الابتكار في الإمارات، وكذلك الزمن المقبل، وعلى الكتّاب والمبدعين الإماراتيين أن ينجزوا أعمالاً إبداعيةً جادة، وإلا عليهم أن يتركوا المجال لغيرهم، لأن الإبداع لا يحتمل أنصاف الحلول ولا يؤمن بأنصاف الموهوبين .
وشدّد الصايغ على ضرورة اعتماد مقاييس صارمة في التمييز والمفاضلة بين الأعمال الإبداعية، وقال: نفتخر في الإمارات بأن لدينا الكثير من الجوائز المحلية والعربية والدولية، ولكن مقاييس الاختيار ينبغي أن تتجدّد وتتماشى مع الابتكار الذي ندعو إليه، وعلى المسؤولين عن الجوائز أن يراعوا هذا الموضوع، خاصة أننا نتفاجأ أن بعض من يفوزون لا يستحقون الفوز ما يشعر الآخرين بالغبن، مؤكداً أنه لا ضير في حجب فرع من فروع الجائزة إذا لم يكن هناك مؤهل يستحق الفوز .
وتحدث صالح كرامة العامري عن لحظة الفوز وما أحدثته في نفسه من شعور غامر بالفرحة والسرور، متفاعلاً مع حرارة الموقف وقيمة المنجز المتحقق ويقول: "عندما حزت جائزة التأليف المسرحي بمهرجان الكويت المسرحي قفزت عالياً كأنني طائر يساعده قفزه على الطيران، وكأنها المرة الأولى التي أحصل فيها على جائزة برغم أني حزت على سابقاتها" .
واستحضر العامري في هذه اللحظة ما تعالق في ذهنه من ذكريات وحب وشغف بالخليج منتشياً باحتفاء المسرحيين في الكويت بالمسرح الإماراتي وما أذكاه في نفسه من شعور غامر بالسعادة جعله يتذكر زملاء دربه الذين كانوا يتطلعون إلى مثل هذه اللحظة الفارقة مثل سالم الحتاوي، وأحمد راشد ثاني .
وأشار العامري إلى أن جائزة الفوز كانت بمثابة نقطة من محاورته مع نفسه لكي يعيد صياغة الأشياء كما هي وكما تريد، وهي فوز وإنجاز لكل أولئك الذين قضوا نحبهم قبل أن يصلوا إلى هذه اللحظة الحاسمة .
وبعد مشاهدة عرض المسرحية دار نقاش ثريّ بين الحضور والكاتب صالح كرامة تمحور حول فكرة المسرحية، والعمل المسرحي في الإمارات، وأشاد حبيب الصايغ بالمسرحية فكرةً وإخراجاً، مشيراً إلى أن موضوعها يقوم على الحرية، وليس الخيانة، لأن إقدام البطلة على قتل زوجها الذي خانها مع صديقتها نابع من محض حريتها التي دفعتها كذلك إلى الإبقاء على حياة صديقتها، كما أن الكلام الفلسفي الذي ينهال من البطلة التي تصبح فجأة قوية قد يدخل المشاهد في مفارقة وحيرة .
وأوضح الصايغ إن المسرحية تحيل إلى اللامكان واللازمان، متسائلاً عما إذا كان ذلك ميزة في النص المسرحي لدى الكاتب؟ وهل تقصد لما كتب المسرحية أن يقوم بعرضها؟ . وهل تحضر فكرة مَسْرَحة النص لدى الكاتب عند كتابته؟ كما تساءل عن المسرح الإماراتي هل يلقى دعماً من الجهات المسؤولة أم لا؟ وسبب عدم اهتمام التلفزيون الإماراتي بالمسرح والحدث الثقافي بشكل عام والنزوع نحو الخصخصة، واقتبس الصايغ مقولة زميله حارب الظاهري إن الحدث الثقافي يهمل في التلفزيون بينما تولى كرة القدم مساحة كبيرة من الاهتمام والتحليل . كما تحدث بعض الحاضرين عن أبعاد مفهوم الخيانة في المسرحية، وقد رد العامري على تساؤلات الحضور وإشكالاتهم .
فيما نظم اتحاد الكتّاب مساء أمس الأول الاربعاء في المسرح الوطني بالتعاون مع المرسم الحر، بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، معرضاً فنياً بعنوان: "موهبتي" شارك فيه كل من أمجد هاني غرز الدين، منير العيد، جاك لي، إضافة إلى نحو 17 من الطلاب المنتسبين للمرسم، وقد ضم المعرض 40 لوحةً تراوحت بين الواقعية والتجريبية، وتناولت مواضيعها التراث والطبيعة الصامتة .