الكويت - صوت الإمارات
تناول الفنان التشكيلي السوداني محمد خليل في معرضه "50 عاما من الحفر" أساليب جديدة في توصيل التجريد للجمهور من خلال أعماله التي استكشف فيها تصارع الظلام واللون الأسود مع الأبيض والضوء.
وسرد المعرض الذي تحتضنه "منصة الفن المعاصر" في الكويت حتى منتصف حزيران/يونيو المقبل سيرة حياة الفنان المعاصر الذي لاقى اهتماما في صالات العرض العالمية في أميركا وفرنسا وفي المنصات الفنية العربية من خلال أجزاء وعناصر ثلاثة أثرت في حياته ومسيرته الفنية وأعماله ولوحاته التي تباينت أحجامها ما بين الصغيرة والكبيرة واجتمعت بطغيان اللون الأسود بدرجاته وظل الضوء عليه.
ويمكن اعتبار اللون الأسود مجازا واستعارة لما يحسه ويشعر به المتلقي قبل أن يكون لونا أو حتى صفة أو عرقا، إذ يتيح اللون الأسود بتدرجاته وسماكته عالما متلونا يتصارع فيه مع تعاكس البياض في تقديم لوحات تعكس بشكل خافت رموزا وأحاسيس تدفعنا للبحث من خلال الظل عن أسرار كل عمل ولوحة.
وتتضح في مجموعة الأعمال المعروضة أساليب وطرق جديدة في تناول أسلوب الفنان الخاص الذي يميل إلى التجريد من خلال البعثرة الواضحة للأشياء والأشخاص والأماكن التي يتناولها والتي تشكل في النهاية نظرة متشابكة ومترابطة بشكل واضح أو غامض للموضوع العام للمعرض وهو سيرة حياته والنقاط المهمة التي أثرت في تشكيل شخصيته وفنه.
وفي أحد أجزاء المعرض الثلاث المعنون "وطن تحت الأظافر" تناول الفنان خليل الذي ولد في السودان ودرس في إيطاليا وعمل في مدينة نيويورك فكرة المواطن والوطن فيبدو انه لم ينس هويته ووطنه السودان ولكن في نفس الوقت لم يكن سجينا لها ولعل الأماكن التي عاش فيها أوجدت لديه هوية ووطنا جديدا يخرج إلى الورق عند بناء أعماله الفنية.
وتناول الجزء الثاني من المعرض "الموسيقى والسينما" وتأثيرهما الكبير على أعماله باعتبارهما مصدرا أساسيا لإلهاماته، إذ صور في أعمال هذا الجزء تأثره المباشر بعدد من الفنانين والموسيقيين العالمين مثل بوب ديلن الذي ركزت موسيقاه على الاضطهاد الاجتماعي والتداعيات الخطيرة للحروب ليشكلها خليل ويعيد توظيف نبضها واحساسها في نص بصري جديد.
اما الجزء الثالث والأخير من المعرض "بحث عن الضوء" فيستكشف فيه الفنان خليل الجمهور ونظراتهم المتباينة للأشياء و"الظلام والنور" فربما يرى البعض النور في تلك العتمة أو يرون نورا شديدا ينبئ بالظلام لتتداخل العلاقة مجازا ما بين الظلام والنور وتعكس فلسفة الفنان عن الحياة وترابط الأشياء فيما بينها.
يذكر أن الفنان محمد عمر خليل من مواليد السودان العام 1936 درس الفنون الجميلة في الخرطوم وإيطاليا وعاش وعمل في نيويورك منذ العام 1967 وعرضت أعماله في محافل فنية مهمة حول العالم مثل "معهد العالم العربي" في باريس و "كونستهاله دارمشتات" في ألمانيا وكل من "متحف متروبوليتان للفنون" و"متحف بروكلين" في نيويورك.