دبي - صوت الإمارات
وصفت مديرة "آرت دبي"، أنطونيا كارفر، الدورة الـ10 من المعرض، التي تختتم اليوم، بكونها الأكبر، مشيرة إلى أنه حقق الكثير من الانجازات خلال هذه السنوات، رابطة نجاحه بكل التغييرات التي تحدث في المنطقة على الصعيد الفني، بدءًا من ارتفاع عدد الصالات، وصولًا إلى بناء المتاحف الجديدة، والوعي البصري الذي تشكل عند الجمهور، والذي يتضح في الزيادة بعدد زوار المعرض عامًا بعد عام. وشددت على أن المشارَكة الاماراتية في المعرض هي الأكبر دائمًا، موضحة أسس اختيار الصالات والفنانين للبرامج التعليمية والعروض الأدائية والتحديات التي يواجهون.
وأوضحت كارفر إن "الاحتفال بمرور 10 سنوات على انطلاقة (آرت دبي) يجعلنا نلقي نظرة على التغييرات التي حدثت، ليس في المعرض فحسب، بل أيضًا في دبي ككل على صعيد الثقافة والفنون، فدبي باتت مدينة جاذبة للفنون، وعدد الصالات فيها بارتفاع مستمر، أما المعرض فبدأ بمشاركة 40 صالة، واليوم أصبح العدد 94، كما ان عدد الزوار ارتفع من 8000 زائر في عام 2007، ليصل الى 25 ألفًا العام الماضي". وأضافت أن "التحديات بلا شك تتبدل مع الوقت، ففي السنوات الأولى، كان الهدف بناء المعرض، ولكن مع الوقت بدأ يأخذ الصبغة العالمية، وهناك الكثير من الصالات المهمة التي باتت ترغب في المشاركة، لأن الكل بات على دراية بدور دبي الفني".
وأشارت كارفر الى أن البرنامج في هذه الدورة كان هو الأكبر من حيث عدد الصالات، علمًا أن 14% من الصالات هي من الإمارات، منوهة بزيادة عدد الصالات العارضة من الهند، حيث وصل عددها الى تسع صالات، الى جانب المشاركات من شرق آسيا ولبنان وايران، والتي توصف بكونها قوية. وأوضحت أن 65% من الصالات التي شاركت في العام الماضي قدمت للمشاركة في هذه الدورة، الا أنه لا يمكننا قبول الصالات نفسها في كل سنة، وهذا ليس لأسباب تتعلق بالصالة وانما ينبع من حفاظنا على الصالات الأساسية والمهمة، والتغيير في الصالات الأخرى بهدف تقديم نكهات جديدة في كل دورة.
أما الأسس التي تحكم اختيار الصالات، فشددت كارفر على أنها تخضع لدراسة حول سيرة الصالة، والمشروع الذي يقدمونه، والفنانين الذين سيعرضون أعمالهم، موضحة أن هناك مساحة لـ72 صالة في الفن المعاصر، ولهذا فالخيار يكون صارمًا، لاسيما أن عدد الصالات التي تقدمت للمشاركة في ارتفاع، وهناك قيّمون يختارون الصالات. ولفتت الى أن الجزء الأصعب هو اختيار الفن الحديث، لاسيما أنه يصعب رؤية هذه الأعمال في المدن بشكل يومي، وليس سهلًا الحصول على أعمال حديثة أو الوصول الى عائلات الفنانين، مشيرة الى أن بيع أعمال الفن الحديث من خلال المزاد يستغرق الكثير من الوقت وأحيانًا تأخذ بعض الصفقات ما يقارب السنتين، ولكنها تكون مع متاحف ومؤسسات ثقافية، وهذا يجعل تجربتنا مختلفة عن ما يقدمه مزاد كريستيز من فن حديث.
ولفتت الى أن ثقافة الاقتناء ارتفعت في المنطقة وهذا يعود الى حالة الوعي التي رافقت كل التغييرات التي حدثت، منوهة بأن المعرض يجذب متاحف المنطقة، ومنها الموجودة في الدوحة وبيروت والأردن، لاسيما ان القيّمين على صالات الفن الحديث، وهم خمسة، يتعبون على انتقاء ما هو مميز، ولا يكون محصورًا بالمنطقة العربية.
ويقدم معرض "آرت دبي" التعليم من خلال مجموعة من البرامج التعليمية وغير الربحية، ومنها برنامج الشيخة منال للصغار، وهو البرنامج غير الربحي الأكبر في العالم، ويجذب الصغار من عمر 5 - 17 سنة. ولفتت كارفر الى أن المعرض يحرص على التجديد من خلال البرامج، وحتى التعليمية، بتقديم أنواع متباينة من الفنون. بينما هناك برنامج خاص للطلاب، والذي يحمل مجموعة من المتطوعين الذين يتقدمون للمعرض، ولدينا في هذه السنة 95 طالبًا، كما أن هناك برنامج الفنان المقيم مع تشكيل، وهو برنامج يمنح الفنان الفرصة للوجود والتفاعل مع المجتمع وإنجاز أعمال فنية.