كشف كلاوديو رانييري عن الأسرار وراء النجاح المذهل الذي يحققه فريق ليستر سيتي، مشددًا على أهمية الحصول على الراحة خلال الأسبوع إضافة إلى الترابط والتكاتف فيما بين اللاعبين وبعضهم وكذلك عادات تناول الطعام.

وأوضح رانييري كيف استطاع فريقه تجاوز عدد النقاط الـ 24 التي كان قد طلب مالك النادي التايلندي فيتشاي سريفادا نابرابا الحصول عليها بحلول عيد الميلاد، لينجح الفريق في حصد 38 نقطة بدلًا من ذلك، ويخبر بعدها رانييري اللاعبين بأن فرصة مثل هذه لن تعود مرة أخرى.

وبات نادي ليستر ضمن الأندية المفضلة لدى المراهنين والمرشحة بقوة للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك في أعقاب الانتصار الذي حققه على منافسه مانشستر سيتي، على أنه من المقرر أن يسافر الفريق لمواجهة أرسنال، الأحد، وهو متفوق بفارق خمس نقاط عن فريق المدير الفني آرسن فينغر وكذلك توتنهام.
وفي حديثه إلي صحيفة كوريير ديلا سيرا، أبرز رانييري النهج الذي يتبعه خلال هذا الموسم المميز حينما ذكر أن فكرته تتمثل في احتياج اللاعبين إلى الاستشفاء قبل خروجهم للتدريب في ظل ضغط المباريات في إنجلترا وهو ما يصيب اللاعبين بالإنهاك.
وعقب خوض مباراة السبت، منح المدير الفني البالغ من العمر 64عامًا فريقه راحة سلبية الأحد تبعها بتدريبات خفيفة الاثنين وعمل شاق الثلاثاء ليستريح الفريق بعدها الأربعاء بشكل كامل، وفي الخميس يعود مجددًا الفريق لخوض تدريبات قوية مع وضع اللمسات الأخيرة على خطة اللعب الجمعة.
وأضاف رانييري أنه لا يعتقد كون هذه الطريقة المتبعة تعد مثالية، حيث إن كرة القدم ليست كيمياء ولا توجد قواعد عالمية ولابد من إخراج أفضل ما يمتلكه اللاعبون من قدرات، ولدى وصوله في آب / أغسطس لتولي مسؤولية تدريب الفريق في أعقاب إقالة المدير الفني نيجل بيرسون، درس رانييري فيديوهات لمباريات فريق ليستر التي خاضها الموسم الماضي ووجد أنه من الممكن استخدام الثقة ومعدل العمل الذي ظهر به الفريق من أجل الهروب من شبح الهبوط.

وقرر المدير الفني اتباع الإسلوب الإيطالي من خلال الحديث قليلًا عن خطة اللعب مع التركيز أكثر على تعزيز روح الفريق، وأخبر اللاعبين أن لديهم ثقة كبيرة لابد من استغلالها، وبدا الجميع يشعر بأن من يقدم أداء سيئًا في الملعب فإنه يقوم بخيانة الآخرين، فيما أقر المدير الفني بأنه كان لأول مرة يرى شراهة اللاعبين في تناول الطعام، ولكنه تعلم أن يبتسم بعد أن كان يبدي تعجبه في الأيام القليلة الأولى، مشيرًا إلى أن اللاعبين يحق لهم تناول ما يريدون عند تقديم مجهود وافر.

وذكر رانييري الذي عمل من قبل مديرًا فنيًا لأندية اليوفنتوس والإنتر وروما في حديثه إلى كوريير ديلا سيرا أن الفارق ما بين اللاعبين في الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي كان القدرة على الاستمتاع بالوقت، فمقارنة بالدوري الإيطالي الذي يعد فيه التدريب بمثابة الواجب، نجد أن الدوري الإنجليزي يدرك فيه اللاعبون أنهم شباب وبصحة جيدة ويقومون بعمل رائع.

ولم يكن نادي ليستر قريبًا حقًا من الفوز باللقب، إلا أن رانييري يرفض كبح الرغبة الشديدة لفريقه من أجل استكمال إنجاز لا يصدق، حيث يوجههم دومًا إلى ضرورة بذل قصارى جهدهم نظرًا لأن فرصة مثل هذه لن تأتي مرة أخرى.