فريق العين

أثبت العين أنه أحد كبار القارة الآسيوية، وأنه يستحق الصعود إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال لكرة القدم، لولا معاندة الحظ السيء للفريق في العديد من الفرص، بعد أن حقق فوزاً معنوياً على الهلال السعودي بهدفين مقابل هدف، في مباراة إياب نصف النهائي، التي استضافها ستاد هزاع بن زايد مساء أمس الأول الثلاثاء.

وظهر "البنفسج" بهيئة "الزعيم"، خصوصاً مع انطلاقة المباراة، التي بدأت بسيناريو ولا أروع، عندما نجح الكوري لي ميونج في تسجيل هدف التقدم في الدقيقة العاشرة، الأمر الذي جعل التفاؤل يدب في قلوب جماهير الإمارات، وكان بالإمكان التعزيز بأكثر من هدف، لولا معاندة الحظ لهجوم ممثل الإمارات، ومرافقته لحارس "الأزرق" الذي ظهر بمستوى متميز، حال دون هز شباكه أكثر من مرة.
وعلى الرغم من أن المباراة كانت تتطلب مجازفة هجومية، لكن الكرواتي زلاتكو لعب باستراتيجية متوازنة تماماً خصوصاً في الشوط الأول، وفي الشوط الثاني اندفع "الزعيم" للهجوم، واعتمد الهلال على الهجمات المرتدة كعادته منذ بداية المباراة، ونجح ناصر الشمراني في استغلال إحداها ليقضي على آمال "البنفسج" بعد مضاعفة صعوبة المهمة حيث كان في حاجة إلى تسجيل خمسة أهداف، ورغم انتهاء المهمة فعلياً، إلا أن إصرار اللاعبين على تشريف كرة الإمارات، كان المحفز الأكبر لاستمرار الهجوم على مرمى الهلال، ونجح إيكوكو في تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 77، ليخرج العين فائزاً بهدفين مقابل هدف، ويثبت أن نتيجة المباراة الأولى التي انتهت بثلاثة نظيفة لمصلحة الهلال كانت "ظرفاً عارضاً"، ولكنها السبب الرئيسي في صعود الهلال إلى المباراة النهائية من البطولة.
من جانبه، قدم الكرواتي زلاتكو مدرب العين اعتذاره لجماهير الزعيم ولجماهير الكرة الإماراتية بشكل عام، على عدم التأهل للمباراة النهائية من البطولة القارية، وقال: أعتذر للجميع عن الإخفاق، لكن في الوقت نفسه أهنئ اللاعبين على الأداء المتميز على مدار الـ 90 دقيقة، مشيراً إلى أن الجميع قام بالدور المفروض عليه على أكمل وجه، من دون أي تقصير.
وأضاف أن  اللاعبون  أثبتوا أنهم على قدر المسؤولية، وبداية المباراة جاءت متماشية تماماً مع السيناريو الذي تم وضعه لأحداث اللقاء، خصوصاً أن الفريق نجح في تسجيل هدف في أول 10 دقائق.
وأكد أن العين كان بحاجة إلى مساندة من الحظ في هذا اللقاء، من أجل الخروج بالأهداف المرجوة، مشيراً إلى أن العين كان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف في الشوط الأول، لولا التوفيق الذي لازم حارس الهلال.

وأضاف: حاولنا كثيراً، واندفعنا للهجوم في الشوط الثاني، ولكن لم ننجح في التسجيل قبل أن تهتز شباكنا بهدف التعادل للفريق السعودي، وأكد أنه تأكد أن الأمر أصبح مستحيلاً، والمباراة ضاعت بعد تسجيل هذا الهدف، خصوصاً أن العين أصبح في حاجة إلى تسجيل أربعة أهداف إضافية في أقل من 20 دقيقة، وهو أمر صعب للغاية أمام منافس بحجم الهلال السعودي.
كما أوضح أنه ازدادت المهمة صعوبة بعد طرد جيان، ولكن رغم ذلك نجحنا في الفوز على الهلال بعشرة لاعبين، وأكد أن ما حدث من اللاعب جيان أمر نابع من غيرته على الفريق، خاصة أنه كان يقاتل من أجل تحقيق الفوز.
ونفى مدرب العين إعطاءه أي تعليمات للمهاجم الغاني بالابتعاد عن منطقة الجزاء لاستلام الكرة، مؤكداً أن ذلك كان يحدث طواعية من المهاجم الذي كان يريد القتال من أجل مساعدة الفريق في تحقيق هدفه من المباراة.

ووجه زلاتكو التحية والشكر إلى جماهير «الزعيم» التي ساندت الفريق بقوة خلال المباراة، وأعرب عن حزنه الشديد لعدم قدرته على رسم البسمة على وجوه هذه الجماهير الوفية.
وفي المقابل تمنى التوفيق للهلال السعودي في نهائي البطولة القارية، معرباً عن أمله في فوز ممثل الكرة السعودية بلقب البطولة.
واختتم قائلاً: علينا التركيز في الدوري المحلي حالياً، ونحن أمام مباراة مهمة للغاية أمام الجزيرة، ويجب تجهيز اللاعبين نفسياً من أجل هذه المواجهة المهمة.
من جانبه، طلب الروماني ريجيكامف مدرب الهلال، من الحضور في المؤتمر الصحفي الخاص باللقاء عدم توجيه أي اسئلة تتعلق بالجانبين الفني والتكتيكي الذي خاض به المواجهة، مؤكداً أنه يريد الاستمتاع بالفوز الذي حققه الفريق والصعود للمباراة النهائية.
وأكد أن فريقه لعب بالطريقة المثالية لمثل هذه المباريات، خاصة أن جميع اللاعبين ظهروا بمستوى أكثر من رائع.
واعترف مدرب الهلال أن العين كان أكثر من رائع وأدى بشكل جيد للغاية، مشيراً إلى أنه من الفرق المتميزة على صعيد القارة الصفراء، خاصة أنه يمتلك الإمكانيات التي تؤهله للفوز باللقب القاري، حاله حال الفرق الأربعة التي وصلت إلى هذا الدور.
ووصف المباراة بالصعبة، مؤكداً أن العين بدأ ضاغطا بشكل كان من المتوقع حدوثه، وهو الأمر الذي واجهناه بثبات رغم استقبال مرمانا لهدف في أول عشر دقائق.
وتمنى مدرب الهلال أن يستفيد فريقه من درس هذه المباراة خصوصاً على الصعيد الدفاعي، معترفاً بأن لاعبيه صغار السن وتنقصهم خبرة مثل هذه المواجهات الصعبة، لكنهم قادرون على تحمل المسؤولية، وتجنب الأخطاء التي حدثت.
ورفض المدرب الإلقاء باللوم على لاعب بعينه في شأن الأخطاء الدفاعية، مؤكداً أن الجميع يتحمل مسؤولية الأخطاء بمن فيهم هو، وطالب لاعبيه بضرورة نسيان الفوز الذي تحقق والاستعداد بشكل جيد لما هو قادم، خصوصاً أن الفريق ينتظره مشوار طويل في البطولات التي يشارك فيها، والجميع يأمل في المنافسة على الألقاب المحلية، والاستعداد بقوة من أجل الفوز باللقب القاري الغالي.
ورفض مدرب الهلال التعليق على واقعة طرد جيان، مؤكداً أنه ليس من تخصصه التعليق على قرارات الحكام، كما أنه لا يمكن وصف الواقعة كونه لم يرها من كافة الزوايا.