زيوريخ ـ العرب اليوم
زعم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري، جوزف بلاتر في كلمته، خلال افتتاح "كونغرس" الـ "فيفا" في زيوريخ عشية الانتخابات على رئاسته، أنّ فضيحة الفساد "المحيطة بنا جلبت العار والخزي للعبة". وأضاف "لا يمكن ألا يكون هناك فساد من أي نوع في كرة القدم"، ساعياً أن ينأى بنفسه عن الزلزال الذي شهد توقيف سبعة من المسؤولين البارزين في الاتحاد الدولي في سويسرا بناء على اتهامات أميركية بالفساد.
وبيّن جوزف بلاتر "لا يمكن أن أراقب الجميع طوال الوقت. إذا أراد الناس ارتكاب مخالفات سيحاولون أيضاً إخفاءها"، مشدداً على ضرورة استعادة الثقة بدءً من الجمعة، مؤكداً الحاجة "إلى فعل المزيد لضمان أن يتصرّف جميع من في كرة القدم بمسؤولية وبشكل أخلاقي".
وشهد الـ "فيفا" الخميس مساراً دراماتيكياً يكتنفه غموض وإثارة ومثقلاً بمسلسل السقوط الفضائحي الذي هزّ أركانه الأربعاء، على أبواب الانتخابات التي من المقرر أن يتنافس فيها بلاتر الباحث عن ولاية خامسة والأردني الأمير علي بن الحسين الداعي إلى التغيير.
وعاشت أروقة المنظمة الدولية في زيوريخ الخميس يوماً أسود، حمل تبعات مرهقة لتداعيات فضائح الأربعاء، وزاد في تفاقمها إسقاطات سياسية عكست الأزمة المحتدمة بين الولايات المتحدة وروسيا، ما أظهر جلياً مرة أخرى تداخل الرياضة بالسياسة.
كما أن انزلاق الرياضة الأكثر شعبية في العالم إلى حال لا سابق لها من الفوضى، دفع بشركات راعية لمباريات كأس العالم، ومنها "نايكي" و "كوكا كولا" و "ماكدونالدز" و "أديداس"، إلى التعبير عن قلقها من اتهامات الفساد التي تطارد الـ "فيفا".
واعتبرت "كوكا كولا" في بيان، أن "هذا الجدل الطويل أضرّ بمهمة كأس العالم والقيم التي يمثلها، وعبّرنا مراراً عن قلقنا حيال هذه المزاعم الخطيرة".
كما ذهبت شركة "فيزا" أبعد من ذلك، وهددت بالانسحاب في حال عدم حدوث أي تغيير.
وتراجعت البورصة القطرية في بداية التعاملات على خلفية الفضيحة، خصوصاً أن قطر تستضيف كأس العالم عام 2022، وبقيت الدوحة صامتة من دون أن تعلق على الاحداث.
وكانت هناك "معركة" شد الحبال بين الاتحادين الآسيوي والأفريقي، ومن خلفهما رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الكويتي أحمد الفهد الصباح، في ظل إصرار على إجراء الانتخابات في موعدها ودعم بلاتر، والمناشدة الأوروبية لرئيس "فيفا" بالاستقالة، بالتزامن مع اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ستستضيف بلاده مونديال 2018، الولايات المتحدة بمحاولة منع انتخاب بلاتر، واصفاً تحرّكها وتحريكها القضاء بانتهاك واضح لمبادئ عمل المنظمات الدولية ومحاولة فرض قوانينها على دول أخرى.
وأشار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى وجود مبرر قوي جداً لإحداث تغيير في رئاسة الاتحاد الدولي. وتحدّث وزير خارجيته فيليب هاموند عن خطأ فادح داخل الاتحاد الذي يحتاج إلى إصلاح. وأيّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس طلب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم تأجيل الانتخابات، لافتاً إلى أن الفضية تحتاج إلى بعض الوقت لتتضح ملابساتها.
وطالب رئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، بلاتر بـ "الاستقالة" خلال اجتماع لرؤساء الاتحادات القارية، وأبلغ الصحافيين "قلت له كفى، كفى، نحن أصبنا في الصميم، الفيفا لا يستحق هذه المعاملة. لقد أصغى إلي وقال إن الوقت متأخّر"، داعياً إلى انتخاب الأمير علي.
واعتبر بلاتيني أن "أغلبية كبيرة من الاتحادات الوطنية الأوروبية ستصوّت للأمير علي"، معرباً عن اعتقاده "أن في الإمكان هزيمة بلاتر، وتغيير الرئيس هي الطريقة الوحيدة لتغيير الفيفا".
وحمل الشيخ أحمد الفهد المنتخب حديثاً في اللجنة التنفيذية على الولايات المتحدة، وبيّن "نحن ضد أشكال الفساد وندعم أي إجراء لمكافحته، شرط أن يجري حسب الأصول"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن اتهام أحد حالياً حتى انتهاء التحقيقات". وتحدّث عن إثارة ملفي مونديالي 2018 في روسيا و2022 في قطر مجدداً، بالقول "في كأس العالم عام 1994 التي فازت باستضافتها الولايات المتحدة على المغرب بنتيجة 10-7، لم يتكلّم أحد أن هناك شبهات فساد، واحترمت القارات النتيجة والتزمت الصمت". وتساءل "لو فازت إنكلترا باستضافة مونديال 2018 بدلاً من روسيا، والولايات المتحدة بمونديال 2022 بدلاً من قطر، هل كنا سنرى المشهد الحالي ذاته ضد روسيا وقطر؟".
وذكّر بالفضيحة التي رافقت استضافة الولايات المتحدة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 1998 قائلاً: "الكل يعرف قضية سولت لايك سيتي وما رافقها، فلماذا لم تكن هناك الإجراءات الأميركية ذاتها الحاصلة الآن؟". وكشف عما قاله له الأمير علي في تشرين الثاني/ نوفمبر على هامش جوائز الاتحاد الآسيوي، ولمّح إلى أن هناك حدثاً سيجري قبل انتخابات الفيفا من قبل الـ"أف بي آي"، لكنني لم آخذ الأمر على محمل الجد".
وسيسعى بلاتر إلى ايجاد مخرج ملائم للصراع بين الاتحادين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تجنب تصويت محرج على توقيف "إسرائيل" خلال المؤتمر.