دبي - جمال أبو سمرا
أثارت قضية "شاشة خليجي 22" جدلًا واسعًا داخل أروقة اتحاد الكرة الإمارتي، فيما أكّد رئيس اتحاد الكرة يوسف السركال أنه من حق الجماهير الكروية في دول مجلس التعاون الخليجي والعراق واليمن، مشاهدة مباريات البطولة، عبر قنواتها الخاصة، دون احتكار من جهة معينة أو قناة بعينها.
وأبرز السركال أنَّ "قنواتنا أولى بمشاهدينا والاحتكار مرفوض"، مشيرًا إلى "وجود اتصالات خلال الساعات الماضية، مع الاتحاد السعودي، بغية إيجاد حلّ لهذه القضية، حتى لا يكون لها تأثير سلبي في نجاح البطولة".
وأوضح السركال أنَّ "القضية الخاصة بتوجهات الشركة الإيطالية صاحبة حقوق بث بطولة خليجي 22 في السعودية، التي طالبت بأسعار مبالغ فيها نظير النقل التلفزيوني لقنوات الدول الخليجية، ما أثار العديد من ردود الفعل الغاضبة في الدول المشاركة في البطولة، سواء على الصعيد الإعلامي أو الجماهيري".
وبيّن أنّه "من حق الشركة صاحبة الحقوق أن تضع السعر الذي تراه مناسبًا، لتبيع به إلى الشركات الراغبة في بث مباريات البطولة، لكن في المقابل من حق القنوات أن تتفاوض في السعر الذي يناسبها، حتى يتوصل الطرفان إلى اتفاق نهائي، وسعر مناسب، يتيح للجماهير متابعة مباريات البطولة عبر قنوات بلدانها".
وأشار إلى أنَّ "بطولة الخليج لها خصوصيّة لأهل الخليج، ومن غير المعقول ألا تتابع الجماهير مباريات البطولة عبر قنواتها الرياضية، لأنّ مردود ذلك سيكون سلبيًا، ولنا تجربة سابقة تشير إلى هذه السلبية الناجمة عن الحقوق الحصرية".
وأضاف السركال "اتصالاتنا متواصلة مع الاتحاد السعودي، منذ إثارة القضية المهمة، لأنه من الصالح العام للبطولة أن تكون نسبة المشاهدة عالية للمباريات ومنافسات البطولة، وأن تعمل كل قناة على نقل المنافسات بطريقتها الخاصة، لخلق المزيد من التواصل الإعلامي، والاهتمام المتزايد التي تبديه القنوات لتغطية فعاليات البطولة، بما يتواكب مع أهميتها وخصوصيتها، ومن هنا نقول إنه من حق الجماهير أن ترى وتتابع فعاليات البطولة، بما يخدم البطولة نفسها".
ولفت السركال إلى "أهمية أدوار العديد من الجهات ذات العلاقة بالرياضة والكرة، مثل وزراء الشباب والرياضة في دول مجلس التعاون الخليجي ورؤساء اللجان الأولمبية، والقيام بدور فعال من أجل منع مثل هذه الاحتكارات، التي لها العديد من العواقب السلبية على دورة الخليج، التي نسعى عبرها إلى تجمع شبابنا وانصهارهم في بوتقة واحدة وفق توجهات قادتنا، ولعل تدخل معالي وزراء الشباب والرياضية الإيجابي، يكون عاملًا مهمًا في منع مثل هذه الاحتكارات، ومنح الفرصة أمام الجماهير لمتابعة البطولة دون أي عوامل تعيق ذلك".
وأكّد السركال أنّ "احتكار النقل التلفزيوني لكأس الخليج لا يخدمها، ولا يخدم توجهاتها، وإذا كان اليوم يحدث هذا الأمر في السعودية، وغدًا في بطولة أخرى، فسيكون منهجًا غير مرض وله سلبيات، وعلينا العمل بشكل جدي لتفاديها".
وتابع "نحن نثق بأن الأخوة في المملكة العربية السعودية لن يدخروا جهدًا في ســبيل إيجاد حل يرضي كل الأطراف، ويسهم في زيادة عوامل نجاح الدورة، ونأمل سماع أخبار طيبة تسعد جماهير الكرة في دول مجلس التعاون".
بدوره، فجّر أمين السر العام للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومدير بطولة كأس الخليج، أحمد بن عبد الرحمن الخميس ثلاث مفاجآت في موضوع "شاشة خليجي 22"، وأكّد أنّ "عقد اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 22 مع الشركة الإيطالية ينص على منح حقوق البث للقنوات التلفزيونية الرياضية للدول المشاركة في البطولة دون اقتصارها حصرًا على قناة بعينها".
وكشف أنّه "لم يسمع عن القضية إلا عبر وسائل الإعلام فقط، حيث لم تتقدم محطة تلفزيونية واحدة حتى الآن برفع الأمر للجنة المنظمة للبطولة وشكوى الشركة صاحبة حقوق البث التلفزيوني، وحسم موضوع أسعار إشارة البث"، مؤكدًا رفض اللجنة المنظمة المغالاة في الأسعار، حتى تتاح الفرصة للجماهير بمتابعة المباريات.
وأبرز خميس، أثناء حضوره اجتماع دول غرب آسيا، الذي عقد صباح الإثنين، في مقر اتحاد الكرة في دبي، "إننا لا نرضى أن يكون بث مباريات بطولة خليجي 22 التي تستضيفها السعودية خلال الفترة من 13 إلى 26 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حصريًا لقناة بعينها"، موضحًا أنَّ "العقد الذي وقعته اللجنة المنظمة مع الشركة الإيطالية ينص على منح حقوق البث التلفزيوني لكل الدول المشاركة في البطولة، ولا يكون هناك بث حصري لقناة بعينها، إيمانًا بأهمية بطولة الخليج وخصوصيتها للدول المشاركة".
وأضاف "من حق الشركة صاحبة الامتياز أن تحدّد السعر الذي تراه مناسبًا لبيع الحقوق، ومن حق القنوات الراغبة التفاوض، حتى يتوصل الطرفان إلى سعر مناسب دون مبالغة"، مؤكّدًا "نحن ضد المغالاة في الأسعار المطلوبة لنيل حقوق البث"، وابتسم وقال "الغريب أننا نسمع عن القضية عبر وسائل الإعلام فقط، حيث لم تصلنا أي شكوى من أية قناة خليجية حتى الآن، ويفترض أن يكون هناك تواصل من القنوات التلفزيونية مع اللجنة المنظمة بغية الوقوف على الخلاف القائم ومن ثم التوسط لإيجاد حلًّا يرضي الأطراف كافة".
وكشف أحمد خميس أنّه "يعتزم الاتصال بالشركة صاحبة حقوق البث التلفزيوني في الساعات المقبلة، بغية التعرف على حقيقة المشكلة ومحاولة إيجاد حل مناسب يرضي كل الأطراف ويساهم في زيادة عوامل نجاح البطولة".
وعن استعدادات استضافة "خليجي 22"، بيّن أنَّ "المملكة جاهزة لاستقبال الأشقاء المشاركين في البطولة من الآن، حيث اكتملت التجهيزات كافة، وكل اللجان تعمل على أن تكون الاستضافة متميزة وأن تتوافر للبطولة كل عوامل النجاح".