كوالالامبور – علي الحوسني
كوالالامبور – علي الحوسني
نجا المنتخب البحريني من (الكمين) الذي نصبه له المنتخب الماليزي ليخرج بتعادل ثمين ( 1/1) في المباراة التي جرت بينهما مساء الثلاثاء على استاد (شاه علم) في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الرابعة للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس
الأمم الآسيوية 2015. وكان المنتخب البحريني في طريقه إلى تحقيق الفوز، حينما استفاد من أفضليته في الشوط الأول وأنهاه بتقدمه بهدف الظهير الأيمن عبدالله صالح أمان في الوقت بدل الضائع ، لكن إيقاع الأحمر انخفض بصورة رهيبة في الشوط الثاني مع التراجع الواضح في المردود البدني للاعبيه وخروج أكثر من لاعب للإصابة ما سمح لأصحاب الأرض بإحراز هدف التعادل بواسطة المهاجم نورشهلول طلحة في الدقيقة 71 ، ولم تسعف الخبرة الدولية الضئيلة للاعبي المنتخب الماليزي في استثمار تألقهم الواضح في الحصة الثانية ليخرج المنتخبان بتعادل بطعم الفوز للمنتخب البحريني قياساً بظروف المباراة.
ورفع المنتخب البحريني رصيده إلى 7 نقاط لينفرد بصدارة المجموعة بفارق نقطة واحدة عن المنتخب القطري صاحب المركز الثاني ، بينما بقي المنتخب الماليزي في المركز الثالث برصيد 4 نقاط ،فيما يقبع المنتخب اليمني في المركز الرابع والاخير من دون نقاط.
بادر المنتخب البحريني إلى امتلاك زمام الامور مع مطلع الشوط الأول مستفيدا من الكثافة العددية في منطقة المناورة بوجود كل من عبد الوهاب علي وسيد أحمد جعفر (كريمي) كلاعبي ارتكاز محوريين في إحداث التوازن وبدء العمليات الهجومية عبر تكامل الأدوار مع كل من سيد ضياء سعيد وعيسى غالب عبر الأطراف واللذين لقيا إسنادا جيدا من الظهيرين عبدالله صالح أمان ووليد الحيام،في الوقت الذي كان فيه عبد الوهاب المالود شعلة نشاط في الإنطلاقات الهجومية وتقديم الدعم اللازم لرأس الحربة سامي الحسيني الذي عانى من الرقابة الصارمة المفروضة عليه من الدفاع الماليزي.
الخطورة البحرينية تجلت بصورة واضحة عبر الأطراف فتوغل سيد ضياء من الميمنة وتعرض لعرقلة واضحة داخل المنطقة تجاهلها الحكم رغم مطالبة البحرينيين بركلة جزاء أثبتت الإعادة التلفزيونية صحتها.
وكاد الحسيني يفلت من الرقابة الماليزية حينما تلقى عرضية ضياء وسدد بقوة لكن الدفاع ابعدها بفدائية ،وسدد المالود كرة ثابتة من مسافة بعيدة كادت تغالط الحارس الماليزي فهمي الذي ابعد الكرة دون ان تجد من يتابعها من لاعبي البحرين.
المنتخب الماليزي من جانبه لعب بتحفظ كبير وركز انتباهه على تأمين الحماية لمرماه عبر منح ادوار دفاعية واضحة للاعبي الوسط مع الاعتماد على الهجمات المرتدة عبر ارسال الكرات الطويلة صوب المهاجم نورشهلول طلحة لكن دون ان تسجل ادنى ازعاج لمدافعي البحرين صالح عبد الحميد وعبدالله الهزاع وحارس المرمى سيدمحمد جعفر الذي حمل شارة القيادة في غياب الكابتن محمد حسين (المصاب).
مع مرور الوقت انخفض ايقاع الاداء البحريني ، ما سمح لاصحاب الارض في التحرر النسبي من حالة الحذر الدفاعي ،وسدد لاعب الوسط محمد بن يحيى كرة بعيدة امسكها الحارس سيد جعفر بدون عناء.
حاول الانجليزي هيدسون تجديد دماء فريقه اواخر الشوط الأول فسحب الحسيني وأشرك محمد الطيب الذي كاد أن يضع فريقه في المقدمة سريعا حينما تلقى كرة ضياء العرضية لكنه سددها بجوار القائم، قبل ان يحمل الوقت بدل الضائع الهدف البحريني الأول بواسطة الظهير الايمن عبدالله صالح امان الذي سدد كرة قوسية مخادعة من خارج الجزاء استقرت في المقص الأيمن للمرمى الماليزي هدفاً جميلاً أنتهت معه أحداث الحصة الأولى.
وجاءت انطلاقة الشوط الثاني هادئة بين المنتخبين ، في ظل الحرص البحريني على المحافظة على النتيجة دون المبالغة في الهجوم،وفي ظل السعي الماليزي للتعديل والذي افتقد الى روح المبادرة الهجومية.
وأجرى المنتخب البحريني تبديلا مبكرا بخروج صالح عبد الحميد للاصابة ودخول داود سعد الذي لعب الى جانب الهزاع في عمق الدفاع،في الوقت الذي حاول فيه لاعبو الاحمر التقدم نحو المواقع الامامية لكن البطء في صناعة الهجمات حرم الفريق من تهديد المرمى الماليزي باستثناء بعض التسديدات البعيدة لعيسى غالب والتي طاشت عن المرمى.
ومع انتصاف الشوط الثاني كثف اصحاب الارض من ضغطهم على المرمى البحريني مستفيدين من تراجع لاعبي الاحمر للمواقع الخلفية ، ونوع الماليزيون من خياراتهم الهجومية سواء بالتسديد البعيد او الدخول من الميمنة ،ووقف الحارس سيدجعفر بصلابة امام اطماع المنتخب الماليزي بتصديه لاكثر من كرة خطرة.
وتعرض المنتخب البحريني لضربة جديدة باصابة المدافع عبد الله الهزاع ليضطر هيدسون لاخراجه واشراك المخضرم محمد سالمين بدلا منه ،لتدب الفوضى في الدفاع البحريني الذي وقف عاجزا عن التعامل مع كرة ماليزية عرضية أخطأ كل من عبدالله صالح وداود سعد في ابعادها لتتهادى امام طلحة الذي سددها بطريقة جميلة من خارج المنطقة استقرت في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس سيد جعفر في الدقيقة 71 هدفا مستحقا لاصحاب الارض.
وشكل الهدف دفعة معنوية هائلة للمنتخب الماليزي الذي واصل ضغطه الهجومي على المرمى البحريني ،لكنه قلة خبرة لاعبيه أضاعت عليه فرصة التقدم في اكثر من مناسبة ،ولم ينجح في استغلال التراجع المخيف في مستوى اللياقة البدنية للاعبي البحرين ، حتى أن المدافع عبدالله صالح أكمل المباراة مصابا بعد تعرضه لشد عضلي!
حاول المنتخب البحريني في الدقائق الاخيرة استعادة تقدمه لكنه محاولاته الهجومية جاءت خجولة وافتقدت الزيادة العددية في الامام وسدد الطيب كرة ارضية ابعدها الحارس ،فيما كاد طلحة ان يهدي الماليزيين نقاط الفوز حينما سدد كرة قوية مرت بجوار القائم ليخرج المنتخب البحريني بنقطة ثمينة.