القاهرة – حسام السيد
القاهرة – حسام السيد
مرت مصر خلال عام 2013 بمحطَّات رياضيَّة مهمَّة بعضها تأثَّر بالواقع السِّياسي وشهد منعطفات عديدة نتيجة الأوضاع الرَّاهنة.
حمل عام 2013 مفارقات عجيبة للرِّياضة المصريَّة تنوَّعت ما بين لحظات الفرح ولحظات الانكسار في تكرار لسيناريو عام 2012، الذي استحق لقب عام الحزن للرِّياضة المصريَّة ليسير العام الحالي على دربه ويكن شاهدًا على عدد كبير من الكبوات ا
لتي مرت بها الرِّياضة المصريَّة، بالإضافة إلى إنجازات قليلة ظهرت على استحياء في المشهد.
استقبلت الجماهير المصرية بفاجعة دموية بعدما تسبب الحكم في قضية مجزرة ستاد بورسعيد التي وقعت مطلع فبراير 2012 في حدوث اشتباكات عنيفة راح ضحيتها قرابة 35 مواطن من أهالي المتهمين في بورسعيد، فضلاً عن الحكم بإعدام 21 من المتهمين، لتراق مزيد من الدماء على ذمة البساط الأخضر بجانب الـ 72 ضحية الذين سقطوا في المجزرة البشرية الأبشع في تاريخ مصر، ولم تتوقف الأمور عند ذلك الحد، بحيث رفض أولتراس أهلاوي الاكتفاء بالحكم وقام عدد من أفراده بإضرام النيران في مقر الاتحاد المصري لكرة القدم ونادي اتحاد الشرطة الرياضي لتصل الخسائر إلى ملايين الجنيهات دون أن يتم التعرف على هوية المتهمين في ذلك الأمر.
ورغم السلبيات التي ظهرت في هذه الفترة إلا أن المنتخب المصري للشباب حمل على عاتقه مهمة إسعاد الجماهير المصرية بعد أن نجح في الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية للشباب في الجزائر وحجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم في تركيا، قبل أن يظهر بمستوى متواضع للغاية ويودع البطولة سريعًا وسط تأثر الجميع بتوقف النشاط الكروي في مصر بعد أن تم إلغاء مسابقة الدوري الممتاز.
وجاء الدور على البعثة المصرية في دورة ألعاب البحر المتوسط التي أقيمت في مدينة ميرسين التركية لترفع راية الرياضة المصرية وتحقق 68 ميدالية متنوعة وتحتل المركز الخامس بين الدول المشاركة في البطولة، فيما كان عام 2013 مميزًا للاعبي كرة القدم المصريين بالخارج بعد أن حقق محمد صلاح طفرة كبيرة مع فريقه بازل السويسري ونجح في حفر اسمه بقوة ضمن أبرز اللاعبين المرشحين للعب في أندية ليفربول ومانشيستر يونايتد وتوتنهام بالدوري الانجليزي وأندية يوفنتوس وروما الإيطاليان، وربما يشهد 2014 نقلة كبيرة في مسيرته الكروية، في الوقت الذي انتقل فيه محمد ناجي جدو من النادي "الأهلي" إلى فريق هال سيتي الإنجليزي على سبيل الإعارة، بينما تألق زميله المصري في الفريق أحمد المحمدي وقدم أداء مبهر ونافس بقوة على التواجد ضمن تشكيلة الأسبوع في عدد كبير من مباريات البريميرليج، وتوازى ذلك مع ظهور ميز لعي غزال مع فريق ناسيونال ماديرا البرتغالي وحسام غالي مع نادي ليرس البلجيكي، فضلا عن تألق محمود عبد المنعم كهربا مع فريق لوزيرين السويسري.
وحمل 2013 أزمة كبيرة في المجال الرياضية بمصر بعدما استورد لاعبي الكرة شعارات سياسية في ملاعب الكرة ليقوم مهاجم النادي الأهلي أحمد عبد الظاهر برفع شعار رابعة العدوية المؤيد لجماعة الإخوان المسلمين في مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا ويقرر الأهلي عرضه للبيع وحرمانه من المشاركة مع الفريق في كأس العالم للأندية ومكافأة الفوز بالبطولة، ثم يرد مهاجم المنتخب المصري عمرو زكي برفع إشارة النصر المؤيدة للفريق عبد الفتاح السيسي، ومن قبله يقوم المدافع المصري أمير عزمي مجاهد بالكشف عن قميص يحمل عبارات تأييد للسيسي في واقعة تسببت في جدل كبير داخل الوسط الرياضي بعد أن قام لاعبي الكونغ فو والكارتيه وألعاب أخرى برفع الشعار ذاته.
ومع قدوم طاهر أبو زيد كوزير للرياضة المصرية في حكومة الدكتور حازم الببلاوي بعد أحداث 30 يونيو تفجرت أزمة اللوائح الخاصة بانتخابات الأندية وتمت الإطاحة بمجلس ممدوح عباس من نادي الزمالك، فيما أنقذت انتصارات فريق الكرة بالأهلي مجلس الإدارة من المصير ذاته لتمتد خلافات الوزير وتضرب اللجنة الأولمبية المصرية ويتم تدخل اللجنة الأولمبية الدولية والتهديد بتجميد النشاط الرياضي في مصر بدعوى التدخل الحكومي ومن بعدها يبدأ الوزير في إعداد قانون جديد للرياضة المصرية، في الوقت الذي تسبب مبلغ 600 ألف جنيه في تجميد نشاط كرة اليد في مصر من جانب الاتحاد الدولي للعبة، بينما شهد العام استمرار أزمات نجوم المصارعة كرم جابر وبوجي وغيرهم بالإضافة إلى إيقاف الرباعية المصرية الشهيرة نهلة رمضان لمدة عامان بسبب المنشطات.
وعلى صعيد النجوم فقد كان 2013 عام الوداع بين عدد من أهم نجوم الكرة المصرية للملاعب وعلى رأسهم نجما النادي الأهلي محمد أبو تريكة ومحمد بركات ونجم نادي الزمالك وعميد لاعبي العالم أحمد حسن فيما اعتبر الجمهور المصري أنه يصعب تعويض غياب اللاعبين الثلاثة بعد ما قدموا تاريخ طويل من العطاء للكرة.
وفي أبرز لحظات الحزن للكرة المصرية في 2013 فشل المنتخب المصري لكرة القدم في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل بعدما خسر بسداسية تاريخية أمام منتخب غانا في واحدة من أكبر الصدمات الفنية التي أطاحت بالجهاز الفني بقيادة الأميركي بوب برادلي وأتت بشوقي غريب ليقود الفراعنة في الأعوام المقبلة.
وتقاسم الأهلي والزمالك صناعة البطولات، بحيث توج الزمالك بلقب كأس مصر بعد سنوات عجاف من الغياب عن منصات التتويج فيما فاز الأهلي بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم قبل أن يظهر بمستوى باهت في كأس العالم للأندية ويخسر جميع مبارياته ويحتل المركز السادس بين أندية العالم.
وينتظر الجمهور المصري أن يكون 2014 عام عودة الحياة للرياضة المصرية بعدما اقتربت عجلة الدوري العام من الانطلاق رسميا، وتعديل مادة الرياضة في الدستور الجديد وقرب صدور قانون الرياضة وقانون شغب الملاعب وطلب الأندية الأوربية لعدد من اللاعبين المصريين، فيما يؤكد الجميع أن التفوق الرياضي في الفترة المقبلة مرهون باستقرار الأوضاع في مصر بشكل عام.