مدريد - هناء الوكيل
نجح ريال مدريد في مصالحة جماهيره بأفضل طريقة واستعاد توازنه بعد هزيمته الأخيرة أمام الغريم التقليدي برشلونة 1/2، إذ قدم مباراة من الطراز الأول شهدت مهرجان أهداف وانتهت بفوز الملكي على ضيفه أشبيلية 7-3 مساء الأربعاء ضمن منافسات المرحلة الحادية عشرة من الدوري الأسباني لكرة القدم.
قدم الفريقان أداء مثيرًا على مدار شوطي المباراة التي كادت تشهد المزيد من الأهداف من الجانبين، ووجد النجم البرتغالي الدولي كريستيانو
رونالدو الطريقة المثلى للرد على منتقديه، إذ سجل ثلاثية (هاتريك) للفريق كما تألق النجم الويلزي غاريث بيل صاحب أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم وسجل ثنائية للفريق وعاد كريم بنزيمة لمستواه المعهود، إذ قدم أداء رائعًا للفريق وأحرز له ثنائية.
رفع رونالدو رصيده في الموسم الحالي لليغا إلى 12 هدفا متصدرا قائمة هدافي المسابقة، إذ أحرز ثلاثية كانت بمثابة أفضل رد على الانتقادات الموجهة له منذ فترة، وكان آخرها من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا والذي ظهر في مقطع فيديو يقلد فيه النجم البرتغالي بطريقة ساخرة.
أما أهداف أشبيلية فكانت من نصيب ايفان راكيتش (الأول والثالث) وكارلوس باكا بينما أهدر راكيتش ضربة جزاء للفريق في الدقيقة 73 .
قدم ريال مدريد أداء مثاليا لأكثر من نصف ساعة من زمن الشوط الأول وتقدم بثلاثية بيل (هدفان) ورونالدو مع ضياع عدد من الفرص الحقيقية ، لكن أشبيلية حقق انتفاضة في آخر سبع دقائق من الشوط الأول ورد بهدفين ليحدث ارتباكا في أداء الريال ويصيب مشجعي الملكي بالقلق قبل أن ينتهي الشوط بتقدم الريال 3-2 .
وفي الشوط الثاني استعاد الريال نشاطه الهجومي الهائل وأضاف أربعة أهداف أخرى في شباك أشبيلية مقابل هدف ثالث للفريق الضيف ، لتشكل المباراة مهرجانا تهديفيا وخطوة هائلة في موسم الملكي في الليجا.
خاض ريال مدريد المباراة بطريقة 4-2-3-1، إذ دفع المدير الفني كارلو أنشيلوتي باللاعب كريم بنزيمة في التشكيل الأساسي كرأس حربة أمام كريستيانو رونالدو وايسكو وجاريث بيل بينما شارك الثنائي اياراميندي وسامي خضيرة في خط الوسط أمام رباعي الدفاع مارسيلو ورافاييل فاران وسيرخيو راموس وألفارو أربيلو والحارس دييجو لوبيز.
كذلك خاض أشبيلية المباراة بنفس الطريقة ودفع المدير الفني أوناي ايمري باللاعب كارلوس باكا كرأس حربة أمام الثلاثي سامبيريو بوستارا وفيتولو وألبرتو مورينو ، وتولى الرباعي دييجو فيجويراس ودانييل كاريتشو ونيكولاس باريخا وفيرناندو نافارو مهمة الدفاع خلف ستيفان مبيا وايفان راكيتش.
قدم ريال مدريد بداية قوية في المباراة وحاول استغلال الارتباك الدفاعي لأشبيلية في الدقائق الأولى لتسجيل هدف مبكر يطمئن به الجماهير، وبالفعل أتيحت الفرصة للملكي في الدقيقة الرابعة إذ مرر بنزيمة طولية رائعة إلى ايسكو الذي سدد كرة زاحفة قوية لكنها مرت قاب قوسين أو أدنى من القائم.
وبعد أقل من دقيقتين ، رد أشبيلية بهجمة خطيرة انتهت بتسديدة قوية من سامبيريو لكن الكرة اصطدمت من الشباك من الخارج ، ليرفع كلا الفريقين درجة الحذر الدفاعي.
وشهدت الدقيقة 14 جملة هجومية رائعة للريال أسفرت عن هدف التقدم ، إذ مرر رونالدو طولية إلى بنزيمة الذي أرسل عرضية رائعة إلى بيل ليهيئ الكرة لنفسه ثم يسددها بيسراه في الشباك معلنا تقدم الريال 1-صفر.
ومن تمريرة أخرى من بنزيمة ، كاد بيل أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 17 لكن الحارس تصدى للكرة بصعوبة.
تألق بيل ورونالدو وايسكو بشكل كبير وتبادلوا التسديدات المستمرة على المرمى ، كما أظهر بنزيمة تطورا ملفتا في الأداء وشكلت تمريراته مصدر خطورة رئيسي على مرمى فريق أشبيلية الذي حاول الحفاظ على تماسكه وقدم محاولات جادة ، وإن كانت قليلة ، للتسجيل من خلال الهجمات المرتدة.
وفي الدقيقة 27 ، عزز بيل تقدم الريال بالهدف الثاني له إذ سدد كرة قوية من ضربة حرة واصطدمت الكرة بأحد المدافعين في الحائط البشري لينحرف اتجاهها وتخدع الحارس ثم تسكن الشباك معلنة تقدم النادي الملكي 2-صفر.
وبعد أربع دقائق ، حصل الريال على ضربة جزاء بدعوى قيام فيرناندو نافارو بعرقلة إيسكو داخل منطقة الجزاء ، وتقدم النجم رونالدو لتسديد ضربة الجزاء محرزا منها هدف التقدم 3-صفر للريال.
أفقد الريال دفاع أشبيلية توازنه تماما لدقائق ، لكن الدقيقة 38 كانت نقطة تحول في ملامح الشوط الأول إذ حصل أشبيلية على ضربة جزاء بدعوى قيام راموس بعرقلة فيجويراس ، وتقدم ايفان راكيتش لتسديد ضربة الجزاء محرزا منها الهدف الأول لأشبيلية.
وبعد أقل من ثلاث دقائق ، تلقى أشبيلية دفعة معنوية هائلة عندما وجه الضربة الثانية للريال وأضاف الهدف الثاني في شباك لوبيز إذ مرر فيتولو الكرة إلى سامبيريو الذي أرسل عرضية رائعة لزميله باكا ليسكن الكرة في الشباك ليقلص النتيجة إلى تقدم الريال 3-2 .
جاء الهدفان المتتاليان لأشبيلية ، ليفقدا لاعبي الريال جزءا كبيرا من تركيزهم وحاول أشبيلية استغلال ارتباك الملكي لتحقيق المفاجأة وتحقيق التعادل قبل نهاية الشوط الأول لكن جميع محاولاته باءت بالفشل لينتهي الشوط بتقدم الريال 3-2 .
بدأ أشبيلية الشوط الثاني بنفس الحماس الهجومي مستغلا اتساع المساحات في خط وسط الريال وكاد أن يدرك التعادل في الدقيقة 52 لكن الدفاع تعاون مع لوبيز في إحباط الهجمة.
ورد الريال بهجمة مرتدة سريعة ومرر بيل عرضية إلى بنزيمة الذي هيأ الكرة لنفسه وسددها ببراعة في الشباك معلنا تقدم الريال 4-2 ، ورافعا رصيده الشخصي في الموسم الحالي لليجا إلى ثلاثة أهداف وقد توجه فور تسجيل الهدف إلى مواطنه الأسطورة زين الدين زيدان لمعانقته إذ كان زيدان من أكثر الداعمين له في مواجهة الانتقادات خلال الفترة الماضية.
وفي الدقيقة 60 انطلق بيل مكن الناحية اليمنى وراوغ الدفاع ببراعة ثم مرر عرضية إلى رونالدو الذي سدد كرة قوية ارتطمت بيد الحارس ثم سكنت الشباك ليتقدم الريال 5-2 .
وأجرى ايمري تغييرين دفعة واحدة في صفوف أشبيلية في الدقيقة 62 إذ شارك بيروتي بدلا من سامبيريو وكيفن جاميرو بدلا من باكا.
وطالب بيل بضربة جزاء عندما سقط داخل المنطقة في الدقيقة 63 لكن الحكم أشار بمواصلة اللعب ورد أشبيلية بهجمة مرتدة انتهت بتسديدة ساحرة لراكيتش من حدود منطقة الجزاء أسكن بها الكرة في الشباك ليقلص النتيجة إلى تقدم الريال 5-3 .
وأشرك أنشيلوتي اللاعب تشابي ألونسو بدلا من اياراميندي في محاولة لعالجة الخلل في وسط ملعب الريال ، وأنقذ دييجو لوبيز شباك الريال من هدف محقق كاد أن يسجله البديل جاميرو إثر طولية رائعة في الدقيقة 69 .
ودفع أنشيلوتي بالكرواتي لوكا مودريتش بدلا من ايسكو في الدقيقة 71 ، ثم أكمل رونالدو ثلاثيته وأضاف الهدف السادس للريال في الدقيقة 72 إذ تلقى تمريرة من بنزيمة وراوغ الدفاع ببراعة ثم سدد كرة ارتطمت بأحد المدافعين لينحرف اتجاهها وتسكن الشباك.
وبعد ثوان حصل أشبيلية على ضربة جزاء احتسبها الحكم بناء على إشارة من حامل الراية ، بدعوى قيام رونالدو بعرقلة كاريتشو ، وتقدم راكيتش لتنفيذها لكنه سدد كرة مرت فوق العارضة.
وأضاف بنزيمة الهدف الثاني له والسابع لريال مدريد في الدقيقة 80 إذ تلقى عرضية من مارسيلو وسدد الكرة برأسه في الشباك.
وفي الدقيقة 82 أجرى أنشيلوتي تبديله الثالث وأشرك النجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا مكان الألماني سامي خضيرة ، ولم تسفر المحاولات في الدقائق المتبقية عن جديد لتنتهي المباراة بفوز الريال الملكي 7-3 .