بعثة النصر لكرة القدم

أثبت فريقا النصر والعين نهج تطور الكرة الإماراتية على مستوى القارة الآسيوية في الموسمين الماضيين، عقب وصولهما إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، على حساب خصمين صعبين من إيران، ليواصلا المسيرة التي افتتحها الأهلي العام الماضي، بعد بلوغه المباراة النهائية.
واستعادت بذلك الأندية الإماراتية مكانتها الآسيوية في ربع نهائي البطولة، للمرة الأولى منذ 12 عامًا، وبالتحديد من موسم 2004 الذي كان آخر موسم يشهد وصول ثلاثة فرق إماراتية إلى الدور ربع نهائي، وهي العين والوحدة والشارقة، لكن هذه الفرق ودّعت البطولة من هذه المرحلة، دون بلوغ أحدها الدور نصف النهائي.
وكانت الطفرة الإماراتية على مستوى البطولة قد بدأت من الموسم الماضي، الذي شهد وصول الأهلي إلى المباراة النهائية، وخسارته أمام غوانزو الصيني، ليحل وصيفًا.
ورغم تألق الفرق الإماراتية آسيويًا هذا الموسم، إلا ذلك لا يعني أن مشاركتها كانت مثالية، لأنها حققت بداية سيئة، أدت إلى خروج الجزيرة من الدور الأول، فيما تعرض العين لخسارتين متتاليتين في مستهل دوري المجموعات، ثم تحسن أداؤه، ليتأهل وصيفًا في المجموعة، قبل أن يتعادل ذهابًا في دور الـ16 أمام ذوب آهن الإيراني بهدف مقابل هدف، ثم نجح في تحقيق الفوز في إيران بهدفين دون مقابل.
وكان لصعود النصر فرحة خاصة، كونها المرة الأولى التي يبلغ فيها الفريق هذه المرحلة المتقدمة من البطولة، بعدما كان الهدف الرئيس له من بداية الموسم هو الصعود إلى دور الـ16، لكنه تخطى عقبة تراكتور تبريز الإيراني، متصدر مرحلة المجموعات، وفاز عليه بمجموع المباراتين 5-4، ليصل إلى الدور ربع النهائي، في إنجاز تاريخي.
وينتظر الفريقان القرعة الآسيوية من أجل تحديد مواجهات الدور المقبل، الذي سيبدأ في سبتمبر، وتُجرى القرعة بين أربعة فرق في غرب آسيا، هي: العين والنصر والجيش القطري ولوكومتيف الأوزبكي، والأربعة فرق من مجموعتين فقط، وسبق لها المواجهة من قبل، إذ تقابل العين مع الجيش القطري، وخسر ذهابًا وإيابًا ضمن منافسات المجموعة الآسيوية الرابعة، كما تقابل النصر مع لوكومتيف طشقند، وتعادل معه ذهابًا وإيابًا.
وفي حال أوقعت القرعة العين مع النصر في الدور ربع النهائي، فإن الإمارات ستضمن ممثلًا أكيدًا في الدور نصف النهائي.
وكان العين قد تقابل مع الأهلي في الموسم الماضي بدور الـ16، ونجح الأهلي في الصعود إلى ربع النهائي، لكن العين يبقى صاحب الفرصة الأكبر من فرق غرب آسيا لمواصلة المشوار الآسيوي، لما يملكه من خبرة في التعامل مع مثل هذه البطولات.
الغريب أيضًا في البطولة الآسيوية هذا الموسم هو صعود ثلاثة فرق من غرب آسيا للمرة الأولى إلى الدور ربع النهائي، وهي النصر ولوكومتيف والجيش، ما يعطي الفرصة لشرق آسيا للحصول على لقب، لما تملكه من تاريخ كبير في الفوز باللقب، خصوصًا الفرق الصينية، وفريق سيدني الأسترالي.