بورجنتي - محمد خالد / أحمد السيد
بلغ المنتخب المصري لكرة القدم نصف نهائي كأس أفريقيا للأمم بعد فوزه على نظيره المغربي بهدف دون رد في المباراة التي جمعت بينهما، في ملعب بورغنتي، وسجل هدف المباراة الوحيد اللاعب محمود عزام في الدقيقة 88، ودخل المنتخب المغربي بالتشكيلة التي خاض بها مباراته أمام الكوت ديفوار، معتمدًا على ثلاثة لاعبين في الدفاع، وأربعة في الوسط، وثلاثة مهاجمين، أملا في مفاجأة المنتخب المصري الذي كان يملك أفضلية نسبية على منافسه، على اعتبار أنه تعود على أرضية الملعب السيئة لأنه خاض عليها مبارياته في الدور الأول.
واتسمت الدقائق الأولى من هذا الديربي العربي الذي حضره جمهور متوسط العدد من بينه قرابة ألف مشجع مغربي، بالحذر من الجانبين، حيث حصل المنتخب المصري على أول ضربة ركنية في الدقيقة الثانية، كادت أن تحمل الجديد بعد أن ارتدت من الدفاع، لتقع أمام اللاعب المحمدي الذي سدد أرضية زاحفة، لكن تكتل الدفاع المغربي حال دون مرورها نحو المرمى.
بعدها بدقائق وبالضبط مع نهاية الربع ساعة الأول، كاد المهاجم المصري تريزيغيه أن يفتتح التسجيل بعد تسديدة أرضية تصدى لها الحارس المحمدي، وبدأ المنتخب المصري يكسب تدريجيًا بعض الأفضلية بعد أن نجح لاعبوه في احتكار الكرة، في الوقت الذي بدا فيه المنتخب المغربي مكتفيًا بالدفاع، مع محاولة التركيز على الهجمات المضادة لمحاولة خطف هدف السبق، وهو
ما كاد أن يتأتى له عن طريق اللاعب رومان سايس في الدقيقة 34 من الشوط الأول، بعد تلقيه كرة عرضية من المدافع داكوستا، حيث يصل إليها في المرة الأولى، قبل أن تعود إليه ويسددها ساقطة بالرأس، فارتطمت بالعمود الأفقي وخرجت.
وحاول المنتخب المغربي بعدها من خلال اختراق جانبي للاعب نبيل درار، الذي عوض أن يمرر الكرة إلى داخل مربع عمليات الفريق المصري، حاول رفعا للاعبين المقبلين من لتذهب بعيدًا، وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول اضطر المنتخب المصري إلى إجراء تغيير بعد إصابة مهاجمه مروان محسن، حيث عوضه اللاعب أحمد محجوب، لتنتهي هذه الجولة على إيقاع التعادل، شوط عانى فيها المنتخبان من فرض أسلوب لعبهما في ظل الأرضية السيئة للملعب.
وبدأ المنتخب المغربي الشوط الثاني بضغط قوي في محاولة لأرباك المنافس الذي كان ثابتا وأخذ بدوره زمام الأمور في أفق الحصول على الأفضلية، علما أن الفريقين بدا أنهما يلعبان على الاستراتيجية نفسها، وهي الضربات الثابتة، وكاد محمد صلاح من اختراق جانبي خطير تجاوز من خلاله الدفاع المغربي في الدقيقة 52 وسدّد بقوة، لكن كرته ارتطمت بالقائم.
وفي الدقيقة 56 أنقذ الحارس عصام الحضري المنتخب المصري من هدف محقق بعد توغل للاعب نبيل درار وتمريرة تلقاها بحدوز بقوة لكنها ضاعت، وواصل أسوط الأطلس الضغط القوي وجاءت محاولة ثانية عن طريق اللاعب بوصوفة ارتطمت بالقائم الأفقي في الدقيقة 57، تم ضربة رأسية لبوحدوز مرت جانبًا، وخبرة الحضري حضرت في ظل الضغط المغربي فسقط أرضًا لإيقاف اللاعب ومنح زملائه فرصة التقاط الأنفاس.
وتوالت الفرص الضائعة للمنتخب المغربي في هذه المباراة التي حضرها 12849 مناصرًا، بعد فرصة جديدة لبوحدوز في الدقيقة 60 ارتطمت بقدم لاعب مصري وخرجت في سيناريو غريب، وحملت الدقيقة 67 فرصة أخرى خطيرة عن طريق اللاعب بوحدوز من خلال ضربة رأسية مرت بجانب مرمى عصام الحضري الذي لم يحرك ساكنًا معتقدًا أن الكرة دخلت.
وكاد المنتخب المصري أن يقلب الأمور لصالحه بعد ضربة خطأ ملعوبة بطريقة ذكية جدًا لمحمد صلاح خدعت الدفاع المغربي بالكامل، إلا الحارس المحمدي الذي أنقذ مرماه من هدف محقق.
وأقدم مدرب المغرب رونار على أول تغيير في الدقيقة 78 من خلال إدخال اللاعب القادوري مكان بوحدوز، ومع اقتراب المباراة من نهاية وقتها القانوني ارتفع الضغط لدى المنتخبين، وبدأ كل منهما في محاولة تهدئة اللعب لعدم تلقي هدف مباغت، وفي الدقيقة 88 نجح المنتخب المصري في خطف هدف الفوز عن طريق اللاعب محمود عزام ليحسم المباراة لصالحه ويتأهل لمواجهة بوركينا فاسو في نصف النهائي، وفك عقدة الفوز على المغرب المستمرة منذ 30 عامً منذ أخر فوز في نهائيات أمم أفريقيا التي أقيمت في عام 1986 في مصر.
وكانت عرضيات منديل تشكل خطورة على دفاع المنتخب المصري من الجانب الأيمن ولكن بدون اختبار لمرمى الفراعنة، وتشهد الدقيقة العاشرة صدام عنيف بين طارق حامد وعزيز بوحدوز بسبب الحماس الزائد يحصل بسببها طارق حامد على إنذار ، ويستعيد المنتخب المغربي السيطيرة على مجريات اللعب ولكن بدون خطورة حقيقية وسط اعتماد المنتخب على المرتدات التي ينتج عنها كرة عرضيه من المحمدي تجد ترزيجيه الذي يسدد بقوة ينقذها الحارس المغربي منير محمدي.
ويهبط الأداء بشكل غريب من المنتخبين وسط حذر دفاعي شديد والعودة لإرتكاب الأخطاء في وسط الملعب لتعطيل اللعب، وينقذ هلي جبر مرمى المنتخب من عرضية سايس وسط تمركز خاطئ من دفاع منتخبنا والحضري، ويغادر مروان محسن الملعب في الدقيقة 42 بسبب الإصابة ويدفع هيكتور كوبر بأحمد حسن كوكا بدلاً منه، ويستمر الأداء المتواضع والمنحصر في وسط الملعب حتى ينتهي الشوط الأول.
يضغط المنتخب المغربي منذ بداية الشوط الثاني ولكن بدون خطورة على الحضري وسط تكتل دفاعي للمنتخب المصري وفي أول هجمة مرتدة يراوغ عبدالله السعيد في وسط الملعب ويمرر لمحمد صلاح المنطلق وينفرد بالمرمى ويسدد كرة قوية ينقذها الحارس منير محمدي ويضغط المنتخب بعد هجمة صلاح على دفاع المنتخب المغربي الذي لم يكن في حالة تركيز
جيدة، ويرد المنتخب المغربي بهجمة سريعة من الجاب الأيمن من درار ينقذها الحضري، ثم تنقذ العارضة المنتخب من تسديدة قوية من بوصوفه في ضغط مغربي عنيف على المنتخب وتحول سريع في اللقاء وضغط متواصل من الجانب الأيمن وهبوط مستوى كريم حافظ يتسبب في خطورة على دفاع الفراعنة.
ويجري هيكتور كوبر ثاني التغييرات بنزول محمود كهربا بدلاً من كريم حافظ ويتحول أحمد فتحي للظهير الأيسر ويتراجع عبدالله السعيد لوسط الملعب بجوار طارق حامد وكهربا صانع لعب ، وتتواصل أخطاء دفاع منتخبنا وعرضيات المغرب من الجانب الأيمن وتحركات المهاجم بوحدوز التي شكلت خطورة كبيرة بينما كان كوكا عبء على المنتخب، ويحصل محمود كهربا على إنذار في فترة تشهد أسوء أداء للمنتخب في المباراة وسيطرة مغربية ، ويهدر محمد صلاح إنفرادًا جديدًا من تمريرة سحريةمن السعيد ينقذها الحارس المغربي يرد المنتخب المغربي بتغيير بخروج عزيز بوحدوز ونزول عمر قدور.
ويضغط المنتخب في الدقائق العشرة الأخيرة ومن ضربة ركينه وأخطاء لدفاع المغرب ينجح محمود كهربا في إحراز هدف التقدم في الدقيقة 87 ، لتشهد الدقائق الأخيرة محاولات مغربية وتماسك لدفاع منتخبنا ، ويجري كوبر أخر التغييرات بنزول سعد سمير بدلاً من طارق حامد في تغيير غريب ويستمر الأداء محاولات مغربية وتمساك دفاعي لمنتخبنا ليحقق فوز غالي ويحقق إنجازًا جديدًا بالتأهل لقبل النهائي الأفريقي.