الرياض – عبد العزيز الدوسري
الرياض – عبد العزيز الدوسري
لو حدث "انقلاب" في جدول الترتيب لدوري المحترفين السعودي لكرة القدم، فسيحق للمدرب الوطني سامي الجابر أن يفخر بإنجاز ما عجز عنه مدربون أجانب في الهلال منذ العام 2011. ولا شك أن الجابر العائد من العمل ضمن الطاقم التدريبي لأوزير الفرنسي إلى مقعد الرجل الأول في الهلال فخور جدا بعد فوز صعب آخر "للزعيم" الجمعة في الجوف معقل العروبة الذي استفاد من الطبيعة الخاصة
لملعبه ومن اهتزاز دفاع الهلال، ليسجل هدفين متتاليين ويتفوق وهو الفريق الصاعد حديثا على صاحب الأرقام القياسية قبل أن يتغير كل شيء فجأة عند الدقيقة 55.
وبدا غريبا أن تشير لوحة النتائج في الاستاد الصغير لتقدم العروبة بهدفين، أولهما بعد ربع ساعة لمشاري العنزي وسط فوضى بدفاع الفريق الكبير القادم من الرياض.
وفشل دفاع الهلال في تشتيت الكرة مرتين على بعد خطوات من مرمى حارسه فايز السبيعي لتصل إلى العنزي الذي وقف بلا رقابة على الإطلاق داخل منطقة الجزاء ليسددها سهلة على يمين الحارس.
ولا يمكن إلقاء اللوم على السبيعي في الهدف الثاني الذي جاء بتسديدة عايض الجوني قبل أن يتدخل المهاجم ناصر الشمراني ويقود انتفاضة الهلال.
وسجل المهاجم الدولي القادم من الشباب هدفين متتاليين للهلال بالقدم ثم بالرأس قبل أن يحسم المدافع عبد الله الزوري كل شيء لصالح الفريق الضيف بتسديدته المباشرة بالقدم اليسري في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع.
وهذا وإن كان فوز آخر للهلال أعاد الفارق بينه وبين النصر المتصدر إلى أربع نقاط بعد 14 جولة من الموسم فإنه تحقق مرة أخرى بصعوبة للفريق الساعي لاستعادة اللقب.
لكن الجابر رأى في ذلك مؤشرا على قوة فريقه وقدرته على التعويض وفضل مثلما يفعل دائما النظر للإيجابيات.
وأضاف الجابر في مؤتمر صحافي "لا ننظر للسلبيات بقدر ما ننظر للإيجابيات لأن هذا الفوز بالنسبة لي يعطيني مؤشرا كبيرا بأن القادم سيكون أفضل لأن عندي أبطال قادرين على قلب النتيجة في أي وقت."
وقال "رجوعنا للمباراة يعتبر هو الميزة الأفضل، اللعب مع العروبة في أرضه صعب جدا، وجهة نظري أنه في الأيام المقبلة سيكون هناك انقلاب كبير في جدول الدوري".
وجاء سامي للهلال - الذي قاده لاعبا ومدير كرة خلال مسيرة حافلة - بعد المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش كما أصبح ثاني مدرب وطني فقط يعينه الهلال بعد خليل زياني الذي قاد الفريق بصفة مؤقتة في نهاية التسعينيات من القرن الماضي.
والفوز هو الثالث على التوالي في الدوري للفريق الذي لم يخسر مطلقا خارج أرضه هذا الموسم.
وقال الجابر الذي سارع للإشارة بثلاثة أصابع لأحد مساعديه وكأنه يؤكد شيئا ما "على الرغم من تأخرنا بهدفين كان عندي ثقة كاملة إننا راح نعدل النتيجة إلى آخر دقيقة، وأعتقد أن المباراة كانت في مجملها هناك أخطاء فقط فردية في تسجيل هدفين للعروبة."
واستطرد "لم تكن هناك فرص للعروبة أبدا بعكس ما حدث معنا حيث كانت لنا ثماني فرص حقيقية سجلنا منها ثلاثة أهداف".
لكن لكي يحقق الهلال هدفه ويعود للقمة سيحتاج إلى جانب مواصلة الانتصارات لمن يعرقل غريمه النصر الذي يبدو قادرا على الفوز وإن ساء مستواه.
وآخر انتصارات النصر كانت في نجران وبثلاثة أهداف لاثنين أيضا ليظل الفريق الوحيد بلا أي هزيمة هذا الموسم ويواصل سعيه للحصول على اللقب المحلي للمرة الأولى منذ 18 عامًا.