برشلونة – لينين العرابي
برشلونة – لينين العرابي
استعاد برشلونة مفاتيح الفوز في الكلاسيكو وحقق انتصارًا مهمًا على ريال مدريد بنتيجة 2-1 في المواجهة التي جمعت الفريقين مساء السبت على الكامب نو ضمن لقاءات الجولة العاشرة في الدوري الأسباني. تقدم نيمار للبارسا في الدقيقة 19 وأضاف البديل سانشيز في الدقيقة 78، قبل أن يضيف بديل الريال
خيسي هدف الشرف في الدقيقة 90. رفع الفوز رصيد برشلونة إلى 28 نقطة تربع بها على صدارة الليجا، بينما توقف رصيد ريال مدريد عند 24 نقطة في المركز الثالث. تعامل برشلونة مع اللقاء بواقعية شديدة ودخل بحثًا عن الفوز، وعلى الرغم من اختفاء نجمه الأول ميسي ، لكن نيمار تحمَّل المسؤولية ومعه الخطير إنييستا في قيادة الفريق.
في المقابل دخل ريال مدريد بأخطاء كارثية في التشكيل يتحملها بالطبع أنشيلوتي الذي أصبح كل همه في الشوط الثاني تصحيح هذه الأخطاء ،من أجل تحسين شكل الفريق خاصة على المستوى الهجومي. برشلونة بقيادة مارتينو فضل عدم إجراء تغييرات واسعة على تشكيل الفريق عما كان عليه في مواجهة ميلان ،فلم يجر سوى تغيير واحد بإشراك فابريجاس محل سانشيز ،وواصل إعتماده على طريقة 4-3-3 المفضلة للفريق حيث دفع بأدريانو وبيكيه وراموس وألفيش في الدفاع ،وتحمل عبء الوسط الثلاثي إنييستا وتشافي وبوسكيت ،بينما دفع في الخط الأمامي بميسي ونيمار، إضافة إلى فابريجاس. على العكس تمامًا ، أجري أنشيلوتي تغييرات كبيرة في تشكيل وطريقة لعب الفريق عما كانا عليه أمام يوفنتوس،ولجأ المدرب الإيطالي للعب بنفس طريقة مناسبه ،مع إدخال 4 تغييرات دفعة واحدة بإشراك دييجو لوبيز وكارفاخال وفاران وبيل محل كاسياس وأربيلوا وايارامندي وبنزيمة.
وعلى الرغم ما تردد قبل المباراة في ستوديو التحليل أن الريال سيلعب بثلاثة لاعبين قلب دفاع في ظل هذه التشكيلة، لكن الواقع كان مغايرا لذلك الرأي تماما،حيث دفع أنشيلوتي بمارسيلو وبيبي وفاران وكارفاخال في الدفاع ،في حين أشرك المدافع راموس في خط الوسط كمحور إرتكاز في ظهور نادر له بهذا المركز وبدور كان الأفضل أن يقوم به بيبي بجوار خضيرة ومودريتش ،في حين إعتمد في الهجوم على دي ماريا وبيل ورونالدو في توليفة غريبة خاصة مع وجود دي ماريا وبيل معًا. بداية المواجهة جاءت هادئة بعض الشئ وسط محاولات كتالونية على الإستحواذ والسيطرة على مجريات اللقاء كعادة لقاءاتهم على ملعبهم.. هذه المحاولات إصطدمت بالعديد من الحوائط الدفاعية للريال الذي كثف من لاعبيه في منطقة الوسط من أجل إفساد خطط برشلونة،مع محاولة تنظيم مرتدات سريعة.. لتكون المحصلة خلال هذه البداية هي إنحصار اللعب في منطقة الوسط . ظهر نيمار في صفوف برشلونة وتحرك بشكل جيد مع إنييستا وتشافي ،في وقت جاءت فيه بداية ميسي للمواجهة خجولة ولم يظهر كثيرًا، وربما هذا راجع للرقابة التي فرضها أنشيلوتي عليه.
نجح الريال إلى حد كبير في الدفاع على الرغم من توهان راموس في مركز بالوسط ،لكنه لم ينجح في تنفيذ الشق الهجومي، لاسيما مع عدم وجود مراكز واضحة للثلاثي الأمامي رونالدو وبيل ودي ماريا الذين تبادلوا مراكزهم بشكل مستمر بل أن في كثير من الأحيان حدث تضارب بين واجبات دي ماريا وبيل. على الرغم من قوة الدفاع المدريدي، لكن إنييستا نجح في فك شفرة هذا الدفاع بتمريرة سحرية للمنطلق في الجبهة اليسرى نيمار الذي سدد كرة أرضية ارتطمت بقدم كارفاخال وحولت مسارها نحو الشباك المدريدية معلنة عن هدف التقدم في الدقيقة 19 ومعلنة عن تقديم نيمار شهادة اعتماده في أول كلاسيكو يخوضه.
عقب الهدف مباشرة ووسط حالة من عدم التوازن للريال ،إنطلق ميسي في الجبهة اليمني وإنفرد بلوبيز بتمريرة من المتألق إنييستا ،لكنه سدد الكرة بجوار القائم مهدرًا فرصة التعزيز في الدقيقة 21. حاول الريال تنظيم صفوفه والبحث عن طريق مرمى فالديز من أجل التعادل،لكن حالة التخبط الموجودة في الأمامي بين ثلاثي الهجوم لم تسفر عن معرفة هذا الطريق ،وهو ما كان يستدعى ضرورة تدخل أنشيلوتي لتغيير " خلطة الهجوم " الغريبة التي وضعها. ضغط الريال بطول الملعب من أجل قطع الكرة من لاعبي برشلونة وهو ما نجحوا فيه كثيرًا وهو أيضًا ما لم يتم استغلاله بشكل جيد في ظل غياب تام لدي ماريا وبيل،على عكس رونالدو الذي حاول بمفرده.
قبل انتهاء الشوط الأول بدقيقة واحدة إنطلق رونالدو في جبهته المفضلة وأرسل كرة عرضية قابلها خضيرة بقدمه تجاه المرمى ،لكن فالديس وقف له بالمرصاد وأنقذ مرماه من هدف التعادل. على عكس المتوقع، لم يجر أنشيلوتي أي تغييرات مع بداية الشوط الثاني في صفوف ريال مدريد تأخذ بيد الفريق وتحسن مردوده الهجومي عما كان عليه.
حاول الريال بهجمات عشوائية غير منظمة أن يأتي بجديد ووصل بالفعل لمرمى فالديس عن طريق خضيرة لكن من دون جدوى، في وقت ظلت فيه هجمات برشلونة الأخطر حيث لعب على المساحات الخالية وراء دفاعات الريال،وكاد نيمار أن يفعلها مجددًا من إحدى هذه الهجمات لولا يقظة لوبيز.
تدخل أنشيلوتي بإجراء تغيير كان مضطرًا له بإشراك أيارامندي محل راموس خوفًا من طرد الأخير بسبب حصوله على إنذار في الشوط الاول.
كاد رونالدو أن يقول كلمته في الدقيقة 58 من تسديدة قوية ،لكن فالديز تصدى لها ببراعة ،وبعدها بدقائق أجرى أنشيلوتي تغييره الثاني بإشراك بنزيمة محل جاريث بيل من أجل تصحيح خطأ البداية.
تعامل برشلونة بهدوء وثبات كبيرين مع محاولات الريال غير المنظمة، لكن الفريق لم ينجح في خلق الكثير من الفرص رغم التقدم الهجومي للريال، في ظل غياب شبه تام لميسي وفابريجاس وتراجع في مستوى نيمار. فطن تاتا مارتينو لحالة فابريجاس فقام بسحبه وأشرك اليكسيس سانشيز محله بحثًا عن مردود هجومي أفضل من أجل إجبار الريال على التراجع للخلف وتقليل هجومه.
في الدقيقة 70 تعرض رونالدو لدفع واضح داخل منطقة الجزاء لكن الحكم أشار بإستمرار الملعب ،وبعدها بدقيقة واحد فاجأ بنزيمة كل من في الملعب بتسديدة صاروخية تكفلت بها العارضة لتحرم الميرينجي من التعادل .
تسديدة بنزيمة دفعت برشلونة للتحرك للأمام ومحاولة تعزيز الفوز ،لكن تاتا أجرى تغييرًا غريبًا بسحب إنييستا أفضل لاعبي الفريق وإشراك سونج، بينما أشرك أنشيلوتي خيسي محل دي ماريا. في الدقيقة 78 ومن هجمة مرتدة مرر نيمار عريس اللقاء الكرة للمنطلق في العمق سانشيز في حراسة فاران ليقف النجم الشيلي على كرته ويسدد كرة ساقطة خلف لوبيز محرزًا هدفًا لن ينسى بمهارة يحسد عليها.
أجرى برشلونة تغييره الأخير بإشراك بيدرو محل نيمار ،وأهدر ألفيش فرصة الثالث من إنفراد تام بلوبيز في الدقيقة 85 ،ورد عليه خضيرة بفرصة مماثلة تصدى لها فالديس بعدها بدقيقة واحدة. وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها الأخير نجح خيسي بديل ريال مدريد في كتابة إسمه ضمن هدافي الليجا بعدما تلقى هدية من رونالدو ليصل لحدود منطقة الجزاء ويسدد كرة قوية تشق طريقها للشباك معلنة عن هدف الريال الوحيد في الدقيقة 90 ،وهو هدف متأخر للغاية أعلن بعده حكم اللقاء صافرة النهاية بفوز البرسا 2/1.