ألقت الهزيمة التي تعرض لها العين بظلالها على جدران النادي العريق، لاسيما في بداية الموسم الساخن جدًا، ولأن يخسر حامل اللقب مباراته الأولى، فهذا طبيعي عاشه العين حين بدأ مشوار الدفاع عن لقبه في دوري المحترفين الإماراتي لكرة القدم قبل عام، ثم أنهى الموسم بطلا، لكن خسارته في الجولة الأولى للموسم الجديد الأحد، تأتي في ظروف غير عادية. ويقول عمر عبد الرحمن صانع اللعب الموهوب الذي بدا ظلا لنجم الإمارات في كأس الخليج 2013 إن "العين فريق محترف يأتي فيه المدربون ويرحلون. لكن إن كان تغيير مدرب واحد يؤلم، فما بالك بمدربين اثنين قبل انطلاق الموسم".
وبقرار العين الذي انتظر لثماني سنوات ليعود للقمة بطلا للدوري الإماراتي في الموسمين الماضيين بإقالة المدرب خورخي فوساتي الجمعة، بدأ الفريق البنفسجي الموسم المرتقب مع مدرب مؤقت هو أحمد عبد الله.
والواقع أن عبد الله استدعي للمرة الثانية خلال أشهر قليلة ليتولى المهمة من فوساتي الذي كان نفسه بديلا للروماني كوزمين أولاريو بطل اللقبين الذي فضل الانتقال للغريم الأهلي قبل بداية الموسم.
وقال عبد الرحمن بعدما خسر العين 1/3 في ضيافة الشباب في الجولة الأولى "نحن لاعبون محترفون وهذا حال كرة القدم.. اليوم يأتي مدرب وغدا يسير،  نعد جمهور العين بتقديم المستوى اللي علينا، وإذا حالفنا التوفيق إن شاء الله نحصل على البطولة".
ويحق للنجم الشاب أن يعد، فبالخسارة افتتح العين الموسم الماضي حين انهزم 3/6أمام الأهلي قبل أن ينتفض ويحتفظ باللقب.
لكن الآن يغلب القلق التفاؤل لدى العين ومشجعيه الذين يرون الأمر بات أصعب في غياب مدرب دائم لقيادة تشكيلة كلها نجوم دوليون.
وبدا المشجعون ساخطين على قرار الإقالة المبكر، وقال أحدهم "التوقيت أبدا غير مناسب. إقالة مدرب مبكرا هكذا من شأنه خلط كل شيء في النادي".
وعزز العين الذي احتفظ بهدافه الغاني أسامواه جيان صفوفه بضم الجناح البرازيلي ميشيل باستوس، لكنه انتظر طويلا لتعويض أولاريو ولم يعلن التعاقد مع فوساتي إلا في نهاية تموز/يوليو الماضي.
وفوساتي القادم من أوروغواي مدرب بارز خلف أولاريو بالذات في السد القطري وقاده للفوز بدوري أبطال آسيا، ولعل هذا ما دفع العين لجلبه على أمل تكرار الإنجاز القاري حين يعود بطل الإمارات للمسابقة القارية في مطلع العام المقبل.
لكن الرجل بدأ مشواره بالهزيمة أمام الأهلي وأولاريو بركلات الترجيح في كأس السوبر الإماراتية وهزمه بني ياس في كأس المحترفين قبل أن يتخذ النادي قراره بإنهاء مهمة المدرب المخضرم في خطوة مفاجئة.
وقال محمد عبيد حماد المشرف على فريق كرة القدم بالعين إن "الفريق سيعود في الفترة المقبلة حين يستعيد لاعبين غابوا عن الهزيمة ".
وأضاف "بالنسبة للغيابات.. الفريق ينقصه اليكس (بروسك لاعب منتخب استراليا) الذي أجرى عملية (جراحية) ويتوقع عودته في مباراة عجمان (يوم الجمعة المقبل) وكذلك غياب اللاعب هلال (سعيد) وأيضا إسماعيل احمد."
وتابع "الظروف التي يمر بها العين لأول مرة تصادفنا.. الانفصال عن المدرب فوساتي، وحتى لو كان موجودا فإننا نرى أن فترة التحضير لم تكن كافية ولم تخدم الفريق بالصورة التي تعودنا عليها في السنوات الماضية.. ليس فقط من حديث جدية اللاعبين لكن أيضا هناك عوامل فنية وأهمها تجهيز الفريق من ناحية.
"القرار كان صعبا.. وإن شاء الله نجتاز هذه الفترة."
وحين يعود العين إلى قلعته في القطارة ليستضيف عجمان - لحسن طالعه - سيكون عليه تحقيق شيء مختلف مثلما فعل الموسم الماضي حين عوض هزيمة الجولة الأولى بانتصار كبير.
وعجمان - المهزوم بطريقة لا تقل إثارة أمام بني ياس الأحد - هو الفريق الذي سحقه العين 4-1 في الجولة الثانية الموسم الماضي في بداية مشواره للتعويض.
لكن العين بلا أولاريو بل وبلا قائد يعيد اللاعبين البارزين، وسيتعين على طاقم الإدارة الإعلان سريعا عن اسم آخر في منصب الرجل الأول ليثبت الفريق البطل أنه لا يزال قادرا على المنافسة.
ويتطلع مشجعون الآن للمدرب البرازيلي ابيل براجا الذي قاد المنافس المحلي الجزيرة لثنائية الدوري والكأس في 2011. وبراجا نفسه كان قريبا من قيادة العين قبل فوساتي، وربما يصبح الأمر أسهل الآن بعدما أقاله فلومينيسي البرازيلي خلال الصيف.