القاهرة - حسام السيد
عادت من جديد مأساة اللاعبين المسلمين المحترفين في الدوريات الأوربية، والتي تتمثل في رغبتهم في الالتزام بأداء فريضة الصيام، في وقت يرفض فيه الكثير من المدربين ذلك باعتقاد أنه يؤثّر على أدائهم داخل المعلب، فيما ينجح قليل منهم في توفيق أوضاعه ما بين الإفطار في أيام المباريات فقط، أو يحالفه الحظ بأن يكون موعد التدريب بعد الإفطار.
وأظهرت الصحافة
الإيطالية لقطات للمدافع المصري أحمد حجازي مع زميله المغربي منير الحمداوي يتناولان الإفطار في نادي فيورنتينا الإيطالي الذي يلعبان له، في وقت قد يكون لاعب هال سيتي أحمد المحمدي واجه مشاكل مع مدربه ستيف بروس، على الرغم من عدم انطلاق الموسم الكروي في إنكلترا حتى الآن، وتبدو هذه الإشكالية قائمة على الرغم من قيام نجوم الكرة في العالم بتقديم التهنئة للمسلمين بقدوم شهر رمضان، ومنهم لاعب آرسنال اللاعب الألماني لوكاس بودولوسكي، وكذلك لاعب ريال مدريد كريم بنزيمة ورفيقه مسعود أوزيل، وقام نادي ليفربول الانكليزي بتقديم التهنئة متمنيًا أن تساهم تعاليم الإسلام السمحة في حلول السلام على العالم كله.
ويعاني اللاعبون المسلمون المحترفون في مختلف الأندية الأوروبية تحديات كبيرة خلال رمضان الكريم، ومشاكل عدّة في ظل الضغوطات الرهيبة التي يتعرضون لها من فرقهم وإدارات الأندية ووسائل الإعلام، لإقناعهم بعدم ممارسة الشعائر الدينية في هذا الشهر، والمتمثلة في أداء فريضة الصوم، وعادةً ما تصل الخلافات بين اللاعبين المسلمين المتمسكين بأداء فريضة الصوم والمديرين الفنيين لأنديتهم إلى طريق مسدود، وإلى حد الاستبعاد من التشكيلة الأساسية في مباريات كرة القدم، مثلما فعل البرتغالي جوزيه مورينيو عندما كان يتولى تدريب الإنتر الإيطالي، حين خلق مشاكل عدة للاعب الغاني سولي مونتاري بسبب إصراره على صيام شهر رمضان، في الوقت الذي مارس فيه المدرب البرتغالي ضغوطًا على الغاني للإفطار.
وبدأت في هذا الموسم مشاكل الأندية الأوروبية مع اللاعبين المسلمين سريعًا، حيث يواجه اللاعب الجزائري إسحاق بلفوضيل الذي انضم أخيرًا لنادي إنترميلان الإيطالي حملة عنيفة وشرسة من مختلف وسائل الإعلام الإيطالية، طالبين منه عدم أداء فريضة الصوم، التي ستؤثر بالسلب على مستوى اللاعب خلال فترة تحضيرات النادي مطلع الموسم الجديد، والتي تأتي في أكثر شهور العام من ناحية ارتفاع درجات الحرارة في القارة الأوروبية.
ونجح بلفوضيل في مواجهة تلك الضغوط مبكرًا بعدما اشترط عقب توقيعه للإنتر لمدة خمس سنوات صيام شهر رمضان، وممارسة جميع التعاليم الدينية التي ينص عليها الإسلام، وعدم تدخّل إدارة النادي برئاسة ماسيمو موراتي، أو الجهاز الفني بقيادة والتر ماتزاري في مثل هذه الأمور، وذلك بسبب خلفيته الكبيرة من خلال مشواره في الدوري الإيطالي.
وتكرر الموقف نفسه مع اللاعب الجزائري هلال سوداني، الذي انضم لصفوف دينامو زغرب الكرواتي، والذي أكد على تمسكه بأداء فريضة الصوم الذي لن تؤثر على مستواه، وطالب الكرواتيون من هلال سوداني بعدم تأدية الصوم، غير أنه يرى أن هذا الأمر لا يشكل عائقًا، وسيمكنه من الظهور بمستواه المعهود، لا سيّما وأن الفريق سيخوض الأدوار التمهيدية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، خلال الشهر الكريم.
ولم تتوقف صدامات اللاعبين المسلمين مع المديرين الفنيين عند هذا الحد، فقد سبق وأن نشبت أزمة عنيفة بين لاعب وسط الزمالك السابق أحمد حسن، مع المدير الفني لنادي أندرلخت البلجيكي عندما كان يلعب ضمن صفوفه، خاصة وأن الإرهاق الناتج عن الصيام كان يمنع "الصقر" من الظهور بمستواه المعهود، أو يمنعه من المشاركة في المباريات، وهو الأمر نفسه الذي واجهه عدد كبير من اللاعبيين.
وتعرّض النجم المغربي نور الدين النيبت، للموقف نفسه مع ديبورتيفو الإسباني عندما هدّد المدير الفني للفريق باستبعاد اللاعب من التشكيلة الأساسية بسبب حرصه على الصيام، وهو الأمر الذي لم يُرهب اللاعب، ليرضخ المدير الفني في النهاية لرغبة النجم المغربي الكبير.
وبالنسبة إلى اللاعبين الأفارقة والأجانب فقد كان وضعهم أحسن حظًا في ما يتعلق بالشعائر الدينية، بعدما كان يمارس المالي كانوتيه كل طقوسه بحرية في نادي أشبيليه الإسباني، وكذلك سيدوكيتا في برشلونة والسنغالي ديمبا با في نيوكاسل قبل الانتقال إلى تشيلسي.